وقال (عليه السلام) : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ .                
وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                

Search form

إرسال الی صدیق
نهج البلاغة جمعه،مصادره،مناقشة التشكيك في نسبته إلى الإمام عليه السلام – الثاني

السيد عبد الهادي الشريفي

إشكاليات حول الكتاب
ما ان ظهر كتاب «نهج البلاغة» الذي جمعه الشريف الرضي (رحمه اللّه) حتى انفتح الباب امام الاقلام التي حركتها وخزات‏الحقد والشنن، فاثارت الشبهات حول مصداقية النهج الشريف،وصحة نسبته الى الامام امير المؤمنين(ع)، فزعمت ان جميع مافي النهج او بعضه هو من تاليف السيد الرضي، او هو من تاليف ‏اخيه السيد المرتضى (٤٣٦ ق)، او من تاليفهما معا، او من‏تاليف قوم من فصحا الشيعة، وضعوه ليزيدوا الناس يقينا بماعرفوه من بلاغة الامام(ع)، وقوة بيانه، واقتداره وفصاحته،وساقوا في معرض الشك مزاعم لا تصمد امام سلطان العلم ‏والمنطق، وشواهد الاحوال.
ولعل اول من شكك في صحة ما اثر في النهج هو ابن خلكان(٦٨١ ق)، فقد تردد في مؤلف النهج، اهو الشريف الرضي ام‏المرتضى (رحمهما اللّه)؟ فقال: غقد اختلف الناس في كتاب نهج ‏البلاغة المجموع من كلام الامام على بن ابي طالب (ع)، هل هو جمعه، ام جمعه اخيه الرضي؟ وقد قيل: انه ليس من كلام‏على(ع)، وانما الذي جمعه ونسبه اليه هو الذي‏ وضعه   [١].
ثم تبعه جملة من الباحثين من قدما ومحدثين، امثال ابن تيمية (٧٢٨ ق) في منهاج السنة، والذهبي (٧٤٨ ق) في ميزان ‏الاعتدال، الذي زعم ان واضع النهج هو السيد المرتضى اخو الرضي. ثم جا الصفدي (٧٦٤ ق) في الوافي بالوفيات، واليافعي(٧٦٨ ق) في مرآة الجنان، ثم تبع هؤلا من المحدثين احمد امين، واحمد حسن الزيات، واحمد زكي، ومحمد كرد علي،وجرجي زيدان، ومحمد سيد كيلاني، وغيرهم، وبعض ‏المستشرقين، امثال المسيو ديمومبين، الذي حاول ان يغض من‏ قيمة ما نسب الى الامام (ع) استنادا الى ما شاع قديما من ان ‏الشريف الرضي هو واضع كتاب «نهج البلاغة»  [٢] .
ومجمل حجج هؤلا المنكرين او المشككين تعود الى اسباب‏كثيرة، بعضها يتعلق بجهة السند، وبعضها الآخر بمضمونه‏ ومحتواه، وبعضها باسلوبه، ولعل اكثر الشبهات شهرة وتداولا هي:
١ - خلو الكتب التاريخية والادبية من اكثر ما في النهج، او ان ‏اكثره عرض منسوبا في غير النهج لغير الامام (ع).
٢ - طول بعض الخطب، وتعسر حفظها على الرواة. وهاتان الشبهتان تتعلقان بالسند.
٣ - التعريض بالخلفا السابقين، وبعض الصحابة، كالخطبة‏الشقشقية وغيرها، وهذا امر لا يتناسب وواقع الامام(ع)، او انه‏يتنافى وعقيدة المشكك، او المنكر.
٤ - كثرة الخطب بما لا يتناسب وحاجة الامام(ع) لمثلها عادة.
٥ - اطالة بعض الكتب المملوءة بالرا السياسية، والادارية، والقضائية بما لم يعهد من غيره من الخلفا، كعهده لمالك الاشتر (رضي اللّه عنه).
٦ - ما يظهر في النهج من الاخبار بالمغيبات.
٧ - اصطباغ بعض محتويات النهج بما لا يتلام مع عصرالامام(ع)، كذكره بعض الالفاظ المحدثة، كلفظة الازل والازلية، والكيف والعدم، والوجود واستعمال بعض ‏الالفاظ بمصطلحاتها المنطقية او الفلسفية ك‏ الحد والعلة و المعلول وغيرها، والتعرض لدقائق علم التوحيد، وابحاث‏الرؤية والعدل، وكلام الخالق وصفاته ووجوده، التي نشات بعدعصر الامام(ع).
٨ - عدم ملامة اسلوبه لزمن الامام(ع)، بما استعمل فيه من‏الفنون البديعية، كالسجع والازدواج، والطباق، الى امثال ذلك مماانتشر في العصر العباسي، وكدقة الوصف، كوصفه للطاووس، والخفاش والجراد، والسحاب، والجنة والنار، وغيرها.
هذه جملة الشبهات التي اوردوها، ولاجل الرد عليها نقول:
اولا - ان خلو الكتب التاريخية والادبية من اكثر ما في النهج لاينهض دليلا على ان تلك الخطب غير صادرة عنه(ع)، بعد تواتر نقله عن الرضي (رحمه اللّه) ونسبته له، وتصريح الرضي في جملة‏من مؤلفاته بنسبته له، كما جا في كتاب «حقائق التاويل» قوله: «... ومن اراد ان يعلم برهان ما اشرنا اليه من ذلك، فلينعم النظرفي كتابنا الذي الفناه و وسمناه ب‏ نهج البلاغة، وجعلناه ‏يشتمل على مختار جميع الواقع الينا من كلام اميرالمؤمنين (ع) . [٣]
وكتابه «المجازات النبوية» حيث قال فيه: ... وقد ذكرنا ذلك في‏كتابنا الموسوم ب‏ نهج البلاغة الذي اوردنا فيه مختار جميع‏ كلامه صلى اللّه عليه وسلم وعلى الطاهرين من‏اولاده . [٤]
وبعد هذا، فان تشكيك ابن خلكان واضرابه لا اعتبار له، بخاصة ‏بعد قول المسعودي (٣٤٦ ق): ... والذي حفظ الناس عنه من‏خطبه في سائر مقاماته اربعمئة خطبة، ونيف وثمانون خطبة،يوردها على البديهة، تداول الناس ذلك عنه قولاوعملا... . [٥]
وقول اليعقوبي احمد بن اسحاق العباسي (بعد ٢٩٢ ق) في‏كتابه:
«مشاكلة الناس لزمانهم وحفظ الناس عنه الخطب، فانه‏ خطب باربعمئة خطبة، حفظت عنه، وهي التي تدور بين الناس، ويستعملونها في خطبهم...»  [٦] ، ونحو ذلك قول‏ عبدالحميد الكاتب (١٣٢ ق)، وقول ابن نباته (٣٧٤ ق)، وغيرهما.
وواضح ان «نهج البلاغة» لا يشتمل على هذا العدد، بل الذي‏ضمه بين دفتيه حوالى ٢٤٠ خطبة و٧٩ كتابا، وهو دون ما ذكروه ‏بكثير.
وربما كان منشا الشك في نسبته الى اخيه المرتضى، هو تلقيب‏بعض المؤرخين له بالمرتضى، تعريفا له بلقب جده ابراهيم، ثم‏تفرد الرضي بلقبه هذا واشتهر به بعد ان اختير نقيبا للهاشميين.
كما ان تشكيك يعقوب صروف صاحب «المقتطف» [٧] في مقالة له تحت عنوان: «عهد الامام ‏وكتاب السلطان با يزيد الثاني»، بان نهج البلاغة كله مظنون، وقد اقحم فيه بعض الخطب في عصور متاخرة، وضرب على ذلك‏المثل بالتفاوت بين ما بايدينا من عهد الامام (ع) لمالك ‏الاشتر، وبين ما وجد منه في نسخة كتبت للسلطان بايزيد منذخمسمئة عام، فوجد ان نسخة النهج ابسط واطول من نسخة‏السلطان با يزيد المخطوطة سنة ٨٥٨ ق، فاستنتج من ذلك‏ ان‏ هذه الزيادة انما حدثت منذ سنة ٨٥٨ ق الى زمن طبع نسخة‏النهج في مصر او بيروت سنة ١٣٠٧ق، وبنى على هذا الامر تشكيكه.
هذا التشكيك لا اعتبار له بعد وجود نسخ مقروءة على جامعها الشريف الرضي نفسه كتبت سنة ٤٠٠ق ، وموقع عليها بقلمه، ومتلقاة منه يدا بيد، وعصرا بعد عصر، وهي مطابقة لما بايدينا من النسخ، ولو كان فيها اقحام او زيادة لنبه على ذلك الشراح على‏ كثرتهم، كشرح ابن ابي الحديد (٦٥٦ق) الذي فيه النص كاملا على الصورة الموجودة في النسخة المطبوعة، وكذا شرح‏ الفيلسوف العارف ابن ميثم البحراني (٦٧٩ ق). ومن هذا كله ‏يتضح ان نسخة السلطان بايزيد اما مختصرة من نسخة النهج، اوانها نسخت على رواية اخرى، وما اكثر المصادر التي تروي كلام ‏الامام(ع).
اما دعوى اختلاق السيد الشريف الرضي للنهج ووضعه له فكلام‏ لا يمكن ان يصدر من عارف بتاريخ الشريف وخلقه، وورعه‏ وكماله ووثاقته. وبعده عن التعصب المذهبي، ورتبته من العلم‏ والادب، ومكانته الاجتماعية وما كتبه عنه المؤرخون‏والمترجمون اكثر مما ذكرنا من حميد الخصال وجليل الفعال، هذه الصفات تابى عليه ان يتجاوزها فيختلق وينسب الى ‏الامام(ع) ما ليس له، فهذا الرجل فوق التهم والظنون.
ثم، لماذا كل هذا الايثار من السيد الرضي؟ فهلا نسب النهج لذاته‏ ليسجل نفسه في لوحة عظما التاريخ وادبائهم؟! اذن فالنهج نهج‏الامام (ع)، لكن الاقلام المنكوسة الحاقدة هي التي الصقت ‏بالشريف تهمة الوضع والخيانة والدس، وبالامام(ع) تهمة ‏العجز والقصور، وحاشاه صلوات اللّه عليه.
اضافة الى ما ذكرنا، فان الكثير من الكتب التاريخية، والحديثية ‏المعروفة قبل زمان الرضي، قد تناولت كثيرا من نصوص النهج‏ كاليعقوبي، والطبري، والكليني، والنجاشي، والجاحظ، وغيرهم ‏عشرات من امثالهم.
وهناك من المحدثين والمؤرخين من جمع كلام الامام او خطبه ‏او قسما منها، وقد ذهب بعض هذه المجموعات مع الزمن، وتلف ‏ضمن ما تلف من تراثنا العربي والاسلامي، بسبب الحروب ‏والفتن، وبقيت الاسما فقط، يعرفها كل من عني بالتراث‏ الاسلامي، ومن هذه المجموعات:
١ - كتاب «خطب امير المؤمنين(ع) على الناس في الجمع ‏والاعياد»، لزيد بن وهب الجهني الكوفي (٩٦ ق).
٢ - كتاب «خطب امير المؤمنين(ع)»، المروية عن امامنا الصادق(ع) (١٤٨ ق).
٣ - كتاب «خطب الامام علي»، لهشام بن السائب الكلبي (٢٠٦ ق).
٤ - كتاب «خطب على(ع) وكتبه الى عماله»، لابي الحسن‏ علي بن محمد المدائني (٢٢٥ ق).
٥ - كتاب «رسائل امير المؤمنين(ع)»، لابراهيم بن محمد بن‏سعيد بن هلال الثقفي (٢٨٣ ق)، وعشرات من نظائرها.
وبعد هذا، فهل يمكن ان ينسب جميع النهج او بعضه الى‏ الشريف الرضي، او الى غيره؟ والواقع ان اتهام السيد الرضي بوضع «نهج البلاغة» قديم كما قلنا،كما ان الدفاع عنه قديم ايضا.

ونكتفي في هذا المجال بذكر دفاع‏ شارح النهج عز الدين ابي حامد بن ابي الحديد المعتزلي ‏الشافعي، عن نسبة نهج البلاغة الى الامام امير المؤمنين(ع)، حيث يقول: غان كثيرا من ارباب الهوى يقولون:
ان كثيرا من (نهج‏البلاغة) كلام محدث، صنعه قوم من فصحاء الشيعة، وربما عزوا بعضه الى الرضي ابي الحسن وغيره، وهؤلاء قوم اعمت العصبية ‏اعينهم، فضلوا عن النهج الواضح، وركبوا بنيات الطريق، ضلالا وقلة معرفة باساليب الكلام، وانا اوضح لك بكلام مختصرما في هذا الخاطر من الغلط، فاقول: لا يخلو اما ان يكون كل (نهج‏ البلاغة) مصنوعا منحولا، او بعضه.
والاول باطل بالضرورة، لانا نعلم بالتواتر صحة اسناد بعضه‏ الى امير المؤمنين(ع)، وقد نقل المحدثون كلهم او جلهم، والمؤرخون كثيرا منه، وليسوا من الشيعة لينسبوا الى غرض في‏ذلك.
والثاني يدل على ما قلناه، لان من قد انس بالكلام والخطابة، وشدا طرفا من علم البيان، وصار له ذوق في هذا الباب، لابد ان ‏يفرق بين الكلام الركيك والفصيح، وبين الفصيح والافصح، وبين ‏الاصيل والمولد، واذا وقف على كراس واحد يتضمن ‏كلام الجماعة من الخطباء، او لاثنين منهم فقط، فلابد ان يفرق بين ‏الكلامين، ويميز بين الطريقتين....
وانت اذا تاملت «نهج البلاغة» وجدته كله ما واحدا،ونفسا واحدا ، واسلوبا واحدا، كالجسم بسيط، الذي ليس بعض ‏من ‏ابعاضه مخالفا لباقي الابعاض في الماهية، وكالقرآن العزيز، اوله‏ كاوسطه، واوسطه كآخره، وكل سورة منه، وكل آية مماثلة في ‏الماخذ والمذهب والفن والطريق والنظم لباقي اليات والسور، ولو كان بعض «نهج البلاغة» منحولا وبعضه صحيحا، لم يكن ذلك ‏كذلك، فقط ظهر لك بهذا البرهان الواضح ضلال من زعم ان هذا الكتاب او بعضه منحول الى امير المؤمنين (ع).
واعلم ان قائل هذا القول يطرق على نفسه ما لا قبل له به، لانا متى فتحنا هذا الباب، وسلطنا الشكوك على انفسنا في هذا النحو،لم نثق بصحة كلام منقول عن رسول اللّه (ص) ابدا، وساغ لطاعن ان‏ يطعن ويقول: هذا الخبر منحول، وهذا الكلام مصنوع، وكذلك مانقل عن ابي بكر وعمر من الكلام والخطب والمواعظ والادب ‏وغير ذلك، وكل امر جعله هذا الطاعن مستندا له في ما يرويه عن‏النبي‏ (ص)، والائمة الراشدين، والصحابة والتابعين، والشعراء والمترسلين، والخطبا، فلناصري امير المؤمنين (ع) ان يستندوا الى مثله في ما يروونه عنه من «نهج البلاغة» وغيره، وهذا واضح . [٨]
واما نسبة بعض خطب النهج لغير الامام (ع)، فقد كان من‏ اختلاق المؤرخين وفعلهم عن خطا او عمد ، كالخطبة التي ‏نسبت الى معاوية، الذي القاها في جماعة من قريش قبيل وفاته: «ايها الناس، انا قد اصبحنا في دهر عنود، وزمن كنود، يعد فيه ‏المحسن مسيئا، ويزداد الظالم فيه عتوا... الخ» . [٩]
وقد شكك الجاحظ في هذه النسبة - بعد ان ذكر هذه الخطبة، وذكر من نسبها الى معاوية - لاسباب اهمها: «ان هذا الكلام ‏بكلام على(ع) اشبه... ثم قال: ومتى وجدنا معاوية في حال من‏الاحوال يسلك في كلامه مسلك الزهاد، ومذاهب ‏العباد؟!» . [١٠]
اقول: هذا مع العلم ان الجاحظ كان معتزليا عثماني المذهب، لا يميل لعلى (ع) ولا يفضله على عثمان او غيره من‏ الخلفاء .  [١١]
وانى للرضي او غيره من فصحا الشيعة وغيرهم محاكاة‏ الامام(ع)، او مجاراته في اسلوبه وطريقته، او في معانيه ‏والفاظه.
ثانيا - اما التشكيك بنسبة بعض الخطب له(ع)، لطولها، ولتعذر حفظها على الرواة، فهو كسابقه تشكيك لا قيمة له، اذاعرفنا ان‏العرب كانوا في تلك العصور يعتمدون على قوة الحافظة، وسرعتها، فقد كانوا يحفظون القصائد الطوال لمجرد سماعها.

حكى صاحب الاغاني، ان ابن عباس (رحمه اللّه) حفظ قصيدة‏ عمر بن ابي ربيعة: «امن آل نعم انت غاد فمبكر» لمجرد سماعها بقراة واحدة.
وخطب النهج ليست بدعا من خطب النبي‏ (ص) او الخلفا، ولو كان ‏الحفظ يتعذر، لكان الشك يسري الى كل ما حفظ من خطب ‏النبي‏ والخلفاء، والولاة وغيرهم من اهل الجاهلية والاسلام.
ومن المحتمل ان خطب الامام(ع) كانت تكتب بعد سماعها من قبل اصحابه ومريديه.
ثالثا - اما وجود خطب تعرض فيها الامام(ع) لبعض الصحابة‏ والخلفاء السابقين، وطعنت عليهم ونالت منهم، واكثر هذه ‏التعريضات جات في الخطبة الشقشقية، وقد ذكر ذلك غير واحد ممن شكك في النهج كابن تيمية والذهبي، وقد صرح الاخير في ميزان الاعتدال، بقوله: «ومن طالع كتابه نهج البلاغة جزم بانه‏ مكذوب على امير المؤمنين على(ع)، ففيه السب الصراح‏ والحط من السيدين ابي بكر وعمر...» .  [١٢]
والجواب: ان التعرض لنقد الصحابة - في الواقع - لا ينسجم مع‏ عقيدة المشكك ومذهبه، باعتباره قائما على بدعة عدالة الصحابة‏ وتنزيههم. والواقع التاريخي والموضوعي يرفضه بشكل قاطع،حيث ان كثيرا من الاخبار في غير النهج تؤكد وقوع التساب‏ والتشاجر، والتخاصم، والاغتياب وشهر السلاح والاغتيال بين‏الصحابة. وقد ذكر ابن ابي الحديد ذلك في ‏شرحه. [١٣]
واما الواقع السياسي، فان الامام(ع) بحكم اقصائه وابتزاز حقه ‏ودفعه فقد نقم على بعض الصحابة، وهذا امر يقتضيه على اي ‏حال، سواء لحظنا الامام (ع) كبشر... يغضب ويتالم ويرضى، اذا تعرض الى مفارقات كالتي تعرض لها يوم السقيفة، او يوم ‏الشورى، او غيرها وهو صاحب الحق، او جراتهم على بيته، وزوجته. ام لحظناه كحجة للّه وامام هدى يتوقف ادا رسالته‏ على تاكيد مظلوميته، وانه صاحب الحق المنصوص عليه من‏النبي (ص)، والمقصى عن مقام الامامة والخلافة، فيبين ذلك على ‏الملاء حتى تتم له الحجة على الناس، ويتم ايصال تعاليم الاسلام ‏والنبي‏ (ص) ووصاياه اليهم.
ثم ان هذه الخطبة - الشقشقية - رويت في مصادر كثيرة قبل ‏الشريف الرضي، وكلها تستمد من مصدر واحد وهو ابن عباس، متفقة في المعنى وان اختلفت الفاظها، فلو كان واضعها الرضي ‏لنقلت عن النهج بوجه واحد في جميع المصادر.
وفي معرض دفاع ابن ابي الحديد عن نسبة هذه الخطبة الى‏الامام(ع) ينقل هذه القصة الظريفة، ثم يذكر بعض المصادر قبل ‏عصر السيد الرضي، فيقول:
«قال مصدق [١٤] : وكان ابن الخشاب صاحب دعابة‏ وهزل، قال: فقلت له: اتقول انها منحولة ؟! فقال: لا واللّه، واني لاعلم انها كلامه، كما اعلم انك مصدق.
قال: فقلت له: ان كثيرا من الناس يقولون انها من كلام الرضى.للّه فقال: انى للرضى ولغير الرضي هذا النفس وهذا الاسلوب! قد وقفنا على رسائل الرضي، وعرفنا طريقته وفنه في الكلام المنثور، وما يقع من هذا الكلام في خل ولا خمر. ثم قال: واللّه لقد وقفت‏ على هذه الخطبة في كتب ص نفت قبل ان يخلق الرضي ‏بمئتي سنة، ولقد وجدتها مسطورة بخطوط اعرفها، واعرف ‏خطوط من هو من العلماء واهل الادب قبل ان يخلق النقيب ابو احمد والد الرضي.
قلت: وقد وجدت انا كثيرا من هذه الخطبة في تصانيف شيخنا ابي القاسم البلخي [١٥] امام البغداديين من المعتزلة، وكان في دولة المقتدر قبل ان يخلق الرضي بمدة طويلة.

ووجدت ‏ايضا كثيرا منها في كتاب ابي جعفر ابن قبة [١٦] احد متكلمي الامامية، وهو الكتاب المشهور المعروف بكتاب «الانصاف»، وكان ابو جعفر هذا من تلامذة الشيخ ابي القاسم‏ البلخي، ومات في ذلك العصر قبل ان يكون الرضي (رحمه ‏اللّه) موجودا» . [١٧]
رابعا - اما قضية كثرة الخطب، فانها كانت قياسا الى كثرة‏ الدواعي والاغراض، وتراكم الاحداث والظروف السياسية، والعسكرية، والاجتماعية، والاخلاقية، قليلة، لان جميع هذه‏ الامور تحتاج الى كلام كثير هو اضعاف ما ورد في النهج من‏الخطب.

وقد ذكرنا روايتي المسعودي واليعقوبي وغيرهما، بان ‏المروي اكثر من ذلك المدون في النهج بكثير.  [١٨]
خامسا - واما الاطالة في الكتب، وبخاصة عهد مالك، فهي‏ ضرورة اقتضتها ظروف الحركة التغييرية التي تبناها الامام (ع)،بعد بروز ظاهرة الفساد الاداري واستهتار الولاة، فاراد الامام(ع)ان يعهد عهدا، يكون منهاجا يسير عليه الولاة عموما، ويقرا على ‏الامة ليكون شاهدا ورقيبا على تصرفاتهم، وحتى مالك في حنكته‏ وحزمه وتقواه، يحتاج الى نصح الامام(ع) وتوجيهه.

ثم ان هذا العهد الذي يرسم علاقة الحاكم مع القضاة، والقواد، والتجار، والعمال، والجند، والرعية.. لا يسعه الا الاطالة والاسهاب النافع، والبيان الشافي، كما هي الحال في زماننا حينما يكتب دستور للامة ‏او تعين وظائف الحاكم.
سادسا - واما اخباره بالمغيبات، كاخباره عن قيام دولة بني امية ‏وسقوطها، ومصير الخوارج، ومصرع ذي الثدية، وحركة الزنج، وحروب التتار وفظائعهم، وغير ذلك مما اجمع المؤرخون على ‏تحققها وتواتر نقلها. فلا يكفي مجرد التشكيك فيها او تهويلها لرفع اليد عنها، اللهم الا ان يقال باستحالة الاخبار بالمغيبات في ‏حق الامام(ع). على انه (ع) لا يدعي ذلك لنفسه، كما صرح ‏بذلك للرجل الكلبي الذي بادره قائلا: لقد اعطيت يا اميرالمؤمنين علم الغيب، فاجابه الامام(ع): ليس هو بعلم غيب ‏وانما هو تعلم من ذي علم .
ولا يستغرب ذلك من الامام(ع) او يستكثر عليه الا من لا يعرف منزلة الامام ومقامه، وان النبي‏ (ص) قد اختصه بعلمه وسره ‏وعنايته، كما اخبره‏ (ص) بالمغيبات على نحو الاجمال، ثم هداه الى‏افضل الطرق التي يعي بسببها تفصيل ما اجمله‏ (ص) له، كاخباره بما سيقع من حوادث ووقائع تجري من بعده، كقتال الناكثين‏ والقاسطين والمارقين.
ثم، من قال انه لا يجوز له(ع) ان يخبر عن حوادث تقع في ‏مستقبل الزمان، اخذ علمها عن النبي‏ عن اللّه تعالى؟! وما هو المانع من ان يطلع اللّه تعالى على غيبه من ارتضى من‏الرسل، كما جا في قوله تعالى: عالم الغيب فلا يظهر على‏ غيبه ‏احدا الا من ارتضى من رسول [الجن/٢٦ و٢٧]، وان‏ يامر باعلانه للناس لمصلحة ما؟! علاوة على ان في القرآن الكريم اخبارا لكثير من المغيبات ‏والحوادث المستقبلية بين آياته.
وهناك اليوم، وفي ضوء العلم الحديث، محاولات تفسيرية على‏ اسس علمية للاخبار بالمغيبات، وقد ذهب العلماء الى وجود قوى ‏خارقة، وملكات نفسية عالية، تستنتج القضايا الاجتماعية من ‏مقدماتها واسبابها.
واذا كان الامر كذلك.. فمن اولى بذلك من على(ع)؟ لماعرفت من تقدمه في العلم، وسابقته في تقواه، وطهارة ملكاته‏ النفسية، وصفا روحه وتعلقها بحضيرة القدس الاعلى...
سابعا - اما موضوع اشتمال النهج على ما لا يتلام مع عصرالامام(ع)، لورود الفاظ محدثة لم تكن مالوفة ومستعملة في‏عصره، ولم يذكرها اهل اللغة، كالازل، والكيف وغيرها، فانه وان ‏ذكر ذلك الزمخشري [١٩] ،  فانه غير قادح فيه بعد ورودها في كلام افصح من نطق بالضاد بعد الرسول (ص)، ولا يقبل اجتهاد اللغوي في قبال النص العربي.
ثم، ان لغويين آخرين اسبق من الزمخشري زمانا، واكثر منه ‏اتقانا، كاصحاب القاموس والمصباح والمجمع قد ذكروا بعض‏ هذه الكلمات وشرحوا معناها، ولم يدعوا انها محدثة.
على ‏ان ‏ورودها في «نهج البلاغة» دليل قدمها، اسوة بسائر الكلمات ‏التي يستدل على قدمها بابيات من الشعر، او فقرات من النثر العربي البليغ.
اما استعمال بعض الالفاظ بمصطلحات فلسفية او منطقية،كالحد، والعدم، والمعلول وغيرها، فانها استعملت في النهج‏ بمعانيها اللغوية، ولا يقدح فيه نقل المناطقة ذلك في عرفهم، ولا يمنع استعمالها في كلام العرب، ومنهم الامام امير المؤمنين علي ‏بن ابي طالب(ع).
واما التنظير والتفريع والقياس فهو من ذهنية العرب وفطرتهم، وهو موجود في القرآن الكريم، واحاديث الرسول (ص)، فضلا عن كلام العرب.
واما ورود بعض الافكار الفلسفية كدقائق علم التوحيد، وابحاث ‏العدل، والرؤية، وصفات الخالق وغيرها.. فهذا كلام لا يصح،لان‏ من يطالع النهج لا يجد فيه نظرية كاملة يحتاج في معرفتها الى درس واستقرا، حتى يحتج باشتماله على علوم لم تعرف ‏الابعد زمن طويل. ثم لو اخذنا بهذا الشكل من التشكيك، لزم ان‏ ننكر ان جذور علم الكلام الذي ظهرت بوادره منذ نزول القرآن ‏الكريم حين يستدل على وجود الخالق، او نفي اللهة، وللزم ان ‏ننكر كذلك مواهب الامام وعلمه الذي هو علم النبي‏ وتجاربه‏ وعصمته، وانه (ع) هو القرآن الناطق.
ثامنا - اما اسلوبه، وما فيه من صناعة لفظية من سجع، وطباق، ومقابلة، وازدواج... فانها وان اشتهرت في العصور العباسية، لكنها ليست مبتدعة في السبك العربي كي يوجب وجودها في النهج ‏الشك في نسبته للامام(ع).

فهذا القرآن الكريم معجزة البلاغة،جاء حافلا بالمحسنات على اسمى مثال، كسورة الرحمن، والقمر وغيرهما، وهذه خطب الرسول (ص) والخلفاء وكتبهم،بعضها مسجوعة، وقد عقد الدكتور زكي مبارك فصلا في كتابه «النثر الفني» [٢٠]  لدراسة اساليب صدر الاسلام، واورد فيه نصوصا كثيرة مسجوعة، يعرف منها حقيقة القول: ان ‏السجع من خصائص العصور المتاخرة، اي من ايام العباسيين.
واما المطابقة والجناس والتقابل من انواع البديع فهو كثير في‏القرآن، وورودها في النهج لا يعني بحال انه منحول البتة.
وتاتي‏ اساليب الامام منمقة لا تكلف فيها ولا عقد ولا التوا.
وما يقال عن الاسلوب، يقال عن دقة الوصف، كما في وصفه ‏للطاووس، والخفاش، والجراد وغيرها. ولا يستبعد صدوره ممن ‏تتلمذ للقرآن الكريم، الذي فيه من دقائق الوصف للحيوانات‏ وغيرها، كما في اليات التي ورد فيها ذكر النحل، والنمل، والبعوضة، والغراب.
كما ان من تتلمذ للقرآن الكريم، الذي فيه من آيات التوحيد الباهرات، وصفات الخالق العظيم، لا يستكثر عليه ان ياتي بامثال‏ هذه الافكار الدقيقة في التوحيد، والعدل، والرؤية، كقوله(ع): من حده فقد عده .
والصحيح ان يقال: ان اسلوب الامام(ع) بز اساليب البلغاء جميعا ، ولهذا كان كلامه فوق كلام المخلوقين، ودون كلام الخالق.وما دام ان لخطبه ورسائله وكلماته(ع) نظائر في القرآن الكريم، وفي احاديث النبي الاقدس ‏(ص)، فلا قيمة للتشكيك في صحة ماورد في النهج الشريف. وما هذه الشبهات الا غارة يشنها اعداء الاسلام قديما وحديثا، وهي لا تقوى على مصادمة الحق ‏والصدق، وقد تصدى غير واحد من الاعلام على مر العصور لدفعها [٢١].
ولا شك في ان الدكتور زكي مبارك كان اكثر انصافا حين قال في ‏معرض دفاعه مستخفا بمن شكك في نهج البلاغة: «الذين نسبوا نهج البلاغة الى الرضي يحتجون بانه وضعها لاغراض شيعية. فلم لا نقول من جانبنا بان تهمة الوضع جات لتاييد خصوم‏ الحملات الشيعية!؟» . [٢٢]
واخيرا، فان اعتقادنا في كتاب «نهج البلاغة» وفي جامعه السيد الرضي، هو ان جميع ما فيه من الخطب والوصايا والحكم‏ والداب، حاله كحال ما يروى عن النبي ‏(ص)، وعن اهل بيته الاطهار (عليهم السلام) في جوامع الاخبار الصحيحة، وفي الكتب ‏الدينية المعتبرة. وان منه ما هو قطعي الصدور، ومنه ما يدخله ‏اقسام الحديث المعروفة.

واما مؤلفه وجامعه الشريف الرضي (رحمه اللّه)، فاعتقادنا فيه بانه منزه عن كل ما يشين الرواة‏ ويقدح في عدالتهم، وبانه لم ينشئ شيئا من نفسه وادخله في‏ النهج، كما انه لم يدخل فيه شيئا يعلم انه لغير اميرالمؤمنين(ع). بل لم يكن كحاطب ليل، فهو لا يروي شيئا الا بعد التثبت، ولا ينقله الا عمن يعتمد عليه من الرواة، واهل السير والتاريخ. فجميع ما في النهج هو من كلام مولانا اميرالمؤمنين (ع) على رواية الثقة العدل، ولا دخيل فيه ولا وضع . [٢٣] و [٢٤]

-------------------------------------------------------
[١] . وفيات الاعيان، ابن خلكان: ج.٣ ص.٣١٣، تحقيق د. احسان عباس، دار الثقافة بيروت، افست عن طبعة دار صادر ١٩٧٢م.
[٢] . النثر الفني، د. زكي مبارك: ج‏١ ص‏٨١، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر بالقاهرة فرع التوفيقية، لم تذكر سنة الطبع.
[٣] . حقائق التاويل، الشريف الرضي: شرح العلامة محمد الرضا آل كاشف الغطا، المطبوع الجزء الخامس من الكتاب ص‏١٦٧ مسالة ١٨، طبعة دار الكتب الاسلامية قم، او ص. ٢٨٧، طبعة ‏مؤسسة البعثة طهران ١٤٠٦ه‏.
[٤] . المجازات النبوية، الشريف الرضي: ص. ٣٩ ٤٠، تحقيق طه محمد الزيني.
[٥] . مروج الذهب، المسعودي: ج‏٢ ص‏٤١٧، تحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد، مطبعة السعادة، مصر ١٩٤٨م.
[٦] . مشاكلة الناس لزمانهم: ص. ١٥.
[٧] . مجلة المقتطف: المجلد ٤٢، ج. ٣، ص. ٢٤٨ الصادرة في آذار ١٩١٣م.
[٨] . شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد: ج. ١٠، ص. ١٢٨ ١٢٩.
[٩] . نهج البلاغة: ص. ٧٤، الخطبة ٣٢، مصدر سابق.
[١٠] . شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد: ج. ٢ ص. ١٧٥، وراجع البيان والتبيين، الجاحظ: ج. ٢ ص. ٥٦
[١١] . تحقيق وشرح السندوبي، الطبعة الاولى ١٣٤٥ه‏ / ١٩٢٧م، المطبعة‏ الرحمانية مصر.
[١٢] . شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد: ج. ١، ص. ٧.
[١٣] . ميزان الاعتدال، للذهبي: ج. ٣، ص. ١٢٤، رقم ٥٨٢٧، تحقيق علي محمد البجاوي، دار الفكر بيروت.
[١٤] . شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد ج. ٢٠، ص. ١٧ ٣٥.
[١٥] . مصدق بن شبيب بن الحسين الصلحي الواسط‏ي، ذكره القفطي في انباه الرواة: ج. ٣، ص. ٢٧٤، وقال: انه قدم بغداد، وقرا بها على ابن الخشاب، وحبشي بن محمد الضرير، وعبدالرحمن‏ بن الانباري وغيرهم، وتوفي ببغداد سنة (٦٠٥ ه‏).
[١٦] . ابو القاسم البلخي عبد اللّه بن احمد بن محمود الكعبي البلخي، كان راس طائفة من المعتزلة يقال لهم (الكعبية)، من آرائه: ان اللّه سبحانه وتعالى ليست له ارادة، وان جميع افعاله واقعة منه‏بغير ارادة ولا مشيئة منه لها. (ت/٣١٩ه‏)، وفي وفيات الاعيان وفاته (٣١٧ه‏)، ذكره النديم في الفهرست: ص. ٧، تحقيق رضا تجدد، طهران ١٣٩١ه‏، وقال:كان من اهل بلخ، يطوف البلاد ويجول الارض، حسن‏المعرفة بالفلسفة والعلوم القديمة... ورايت بخطه شيئا كثيرا في علوم كثيرة مسودات ودساتير لم يخرج منها الى الناس كتاب تام‏ف. وراجع وفيات الاعيان، ابن خلكان: ج. ٣، ص. ٤٥ رقم. ٣٣٠ مصدر سابق، الجواهر المضية في طبقات‏الحنفية، عبدالقادر بن محمد الحنفي: ج. ٢، ص. ٢٩٦، رقم ٦٩٣ تحقيق د. عبدالفتاح محمد الحلو، مكتبة الايمان، افست عن طبعة مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه ١٣٩٨ه‏ القاهرة.
[١٧] . هو ابو جعفر محمد بن عبدالرحمن بن قبة الرازي، من متكلمي الشيعة وحذاقهم، وله من الكتب كتاب الانصاف في الامامة. توفي بعد سنة ٣٢٨ه‏ الفهرست، الطوسي: ص. ٢٠٧، رقم‏٥٩٦، مصدر سابق، فهرست النديم: ص. ٢٢٥، الفن الثاني من المقالة الخامسة، مصدر سابق.
[١٨] . شرح نهج البلاغة: ج. ١، ص. ٢٠٥.
[١٩] . مروج الذهب، المسعودي: ج. ٢، ص. ٤١٧، مصدر سابق، مشاكلة الناس لزمانهم، اليعقوبي: ص. ١٥.
[٢٠] . اساس البلاغة، الزمخشري: ص. ٥، الطبعة الاولى، ١٩٩٢م، دار بيروت للطباعة والنشر، على مطابع دار صادر.
[٢١] . النثر الفني، زكي مبارك: ج. ١، ص. ٧٥، مصدر سابق.
[٢٢] . انظر في هذا المجال: مدارك نهج البلاغة، الشيخ هادي كاشف الغطا، مصادر نهج البلاغة، الشيخ عبد اللّه نعمة، مصادر نهج البلاغة، المحقق السيد عبدالزهرا الخطيب، وغيرها.
[٢٣] . النثر الفني: ج. ١، ص. ٨١، مصدر سابق.
[٢٤] . مدارك نهج البلاغة ودفع الشبهات، الشيخ هادي كاشف الغطا: ص‏١٩٧.

انتهى .

منقول من مجلة المنهاج / الرقم ٣٦

****************************