وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                
وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا.                
وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام): مَنْ ضَيَّعَهُ الاْقْرَبُ أُتِيحَ لَهُ الاْبْعَدُ .                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                

Search form

إرسال الی صدیق
نهج البلاغة في الشعر العربي

 

قيل فيه شعراً:

نهج البلاغة نهج العلم والعمل

                       

فاسلكه يا صاح تبلغ غاية الأملِ

كم فيه من حِكَمٍ بالحقّ مُحكمة

 

تُحيي القلوب ومن حُكمٍ ومن مَثَلِ

ألفاظه دررٌ أغنت بحليتها

 

أهل الفضائل عن حلي وعن حُلل

ومن معانيه أنوار الهدى سطعت

 

فانجاب عنها ظلام الزيغ والزلل

وكيف لا وهو نهج طاب منهجه

 

أهدى إليه أمير المؤمنين علي

 

 

وكتب أبو يوسف يعقوب بن أحمد[١] في آخر نسخة من كتاب (نهج البلاغة):

نهج البلاغة نهج مهيع جددُ

                       

لمن يريد علوّاً ما له أمدُ

يا عادلاً عنه تبغي بالهدى بدلاً

 

اعدل إليه ففيه الخير والرشد

والله والله إنّ التاركيه عموا

 

عن شافياتِ عظاتٍ كلّها سدد

كأنّها العقد منظوماً جواهرها

 

صلّى على ناظميها ربُّنا الصمد

ما حالهم دونها إن كنتَ تنصفني

 

إلاّ العناد وإلاّ البغي والحسـد[٢]

 

 

واقتدى بذلك الأديب عبد الرحمن بن الحسين حين وقع له الفراغ، فقال:

نهج البلاغة نهج الذخر والسندُ

                       

وفيه للمؤمنين الخير والرشدُ

عين الحياة لمن أضحى يؤمّلها

 

يا حبّذا معشر في مائها وردوا

ما إن رأت مثلها عينٌ ولا سمعت

 

أُذنٌ ولا كتبت في العالمين يد

شرّبت روحي حياةً عند كتبتها

 

وكان للروح من آثارها مدد

صلّى الإله على مَن كان منطقه

 

روحاً تزايد منه الروح والجسد[٣]

 

 

وقال آخر:

نهج البلاغة هذا سيّد الكتب

                       

نهج الرسائل والأحكام والخطبِ

كم فيه من حكمة غرّاء بالغة

 

ومن علوم[٤] إلهي ومن أدبِ

ومن دواء لذي داءٍ وعافية

 

لذي بلاء ومن روح لذي تعب

فيه كلام وليِّ الله حيدر من

 

يمينه في عطاء المال كالسُّحب

وصيّ خير عباد الله كلّهمُ

 

مختار ربّ البرايا سيّد العرب

عليٌ مرتضى مَن في مودّته

 

يُرجى النجاة ليوم الحشر والرعبِ

فمن يعاديه في نار الجحيم هوى

 

وعاش ما عاش في ويلٍ وفي حرب

ومن يواليه من صدق الجَنان ففي

 

الجِنان له طنب يفوق السبع والشهبِ

قد امتزجت[٥] بقلبي حبّه

 

فجرى في النفس مجرى دمي في اللحم والعصب

صلّى عليه إلهُ الخلق خالقنا

 

ربّ الورى وعلى أبنائه النُّجب

وزاده في جنان الخلد منـزلة

 

ورتبةً وعلاً يعلو على الرتب[٦]

 

 

وقال علي بن أبي أسعد الطبيب:[٧]

نهج البلاغة مشرع الفصحاءِ

                       

ومعشعش البلغاءِ والعلماءِ

درج عقود عقولِ أرباب التقى

 

في درجه من غير إستثناء

في طيّه كلّ العلوم كـأنّه

 

الجفر المشار إليه في الأنباء

من كان يسلك نهجه متشمّراً

 

أمن العثار وفاز بالعلياء

غررٌ من العلم الإلهيّ انجلت

 

منظومة فيها ضياء ذكاء

ويفوح منها عبقةٌ نبويّة

 

لا غرو قُدّا من أديم سناء

روض من الحِكَم الأنيقة جاده

 

جود من الأنوار لا الأنواء

أنوار علمِ خليفَةِ اللهِ الذي

 

هو عصمة الأموات والأحياءِ

مشكاةُ نورِ الله خازنُ علمه

 

مختارهُ من سرّة البطحاءِ[٨]

 

 

وفي كتاب (مصادر نهج البلاغة) تأليف الخطيب السيد عبد الزهراء الحسيني:

قال أبو الحسن علي بن أحمد الفنجكردي:[٩]

نهج البلاغة من كلام المرتضى

                       

جمع الرضي الموسوي السيدِ

بهرَ العقولَ بحسنه وبهائه

 

كالدرِّ فصّل نظمه بزبرجدِ

ألفاظه علويّة لكنّها

 

علويّة حلّت محلّ الفرقد

فيه لأرباب البلاغة مقنع

 

من يعن باستظهاره يستسعد

وترى العيون إليه صوراً إن تلا

 

منه كتاباً رائعاً في مشهد

أعجِبْ به كلماته قد ناسبت

 

كلمات خيرِ الناس طُرّاً أحمدِ

نِعم المعين على الخطابة للفتى

 

وبه إلى طُرق الكتابة يهتدي[١٠]

 

 

وفي المجلّد الثاني من كتابنا (نزهة الخاطر):

وللسيد الإمام عزّ الدين سيد الأئمة المرتضى بن الإمام العلاّمة ضياء الدين علم الهدى قدّس الله روحيهما:

نهج البلاغة نهجه لذوي البلاغة واضحُ

                       

وكلامه لكلام أرباب الفصاحة فاضح

العلم فيه زاخر والفضل فيه راجح

 

وغوامض التوحيد فيه جميعها لك لائح

ووعيده مع وعده للناس طرّاً ناصح

 

تحظى به هذي البريّة صالح أو طالح

لا كالعريب ومالها فالمال غادٍ رائح

 

هيهات لا يعلو على مرقى ذراه مادح

إن الرضي الموسوي لمائه هو مائح

 

لاقت به وبجمعه عدد القطار مدائحُ[١١]

 

 

وقال آخر:

نهج البلاغة يهدي السالكين إلى

                       

مواطن الحق من قول ومن عملِ

فاسلكه تُهدى إلى دار السلام غداً

 

وتحضَ فيها بما ترجوه من أمل[١٢]

 

 

وجاء في شرح القصيدة العينيّة لعبد الباقي العمري، قال بعضهم:

ألا إنّ هذا النهج نهج بلاغة

                       

لمنتهج العرفان مسلكه جلي

على قممٍ من آل صخر ترفّعت

 

كجلمود صخرٍ حطّه السيلُ من عَلِ [١٣]

 

 

 

وقال آخر:

كتاب كأنّ الله رصّـع لفظه

                       

بجوهر آيات الكتاب المنـزل

حوى حِـكماً كالدّرٍ تنطق صادقاً

 

فلا فرق إلاّ أنّـه غير مُنـزَلِ[١٤]

 

 

وقال عبد الباقي العمري في عينيته:

نهج البلاغة نهج عنك بلّغنا

                       

رشداً به اجتثّ عِرق الغيّ فانقمعا

به دفعت لأهل البغي أدمغة

 

لنخوة الجهل قد كانت أَشَرّ وعا

كم مصقع من خطاب قد صقعت به

 

فوق المنابر صقع الغدر فانصقعا

ما فرّق اللهُ شيئاً في خليقته

 

من الفضائل إلاّ عندك اجتمعا

 

 

وقال آخر:

انظر إلى نهج البلاغة هل ترى

                       

لأولي الفصاحة منه أبلغ منطقا

 

 

وقال آخر:

هذا الكتاب كتاب الله أنزله

                       

على لسان عليٍّ أفصح العربِ

أخو الكتاب الذي جاء النبيّ به

 

كلاهما من نبيٍّ أو وصيِّ نبي

 

 

وقال آخر:

نهج البلاغة منهج البُلغاء

                       

وملاذ ذي حصر وذي إعياءِ

فيه معانٍ في قوالبَ أُحكمت

 

لهدايةٍ كالنجم في الظلماء

وتضمّن الكلمات في إيجازها

 

بذواتها بجوامع العلياء

صلّى الإله على النبيّ محمّد

 

وعلى عليٍّ ذي علاً وإخاء[١٥]

 

 

وقال قطب الدين تاج الاسلام محمد بن الحسين بن الحسن الكيدري:

نهج البلاغة نهج كلّ مسدّ

                       

نهج المرام لكلّ قوم أمجدِ

يا من يبيت وهمّه درك العُلى

 

فاسلكه تحظَ بما تروم وتقصدِ

ينبوع مجموع العلوم رمى به

 

نحو الأنام ليقتفيه المهتدي

فيه لطلاّب النهاية مقنع

 

فليلزمنه الناظر المسترشدِ

صلّى الإله على منظّمه الذي

 

فاق الورى بكماله والمحتدِ[١٦]

 

 

وقال الحسن بن يعقوب بن أحمد:

نهج البلاغة درجٌ ضمنه دررُ

                       

نهج البلاغة روض جاده دررُ

نهج البلاغة وشيٌ حاكه صبغ

 

من دون موشية الديباج والحبر

أو جونة مُلئت عطراً إذا فتحت

 

خيشومنا فغمت ريح لها ذفر

صدّقتكم سادتي والصدق من خُلقي

 

وإنّه خصلة ما عابها بشر

صلّى الإله على بحر غواربـه

 

رمت به نحونا ما القمر[١٧]

 

 

وقال العلاّمة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي:

وبنور نهجك وهو منبع حكمةٍ

                       

متدفّق أوضحت أيّ مشاكلِ

أوردتنا فيه نميراً صافياً

 

ينمى لخير موارد ومناهل

أحكمته بقواعد حكميّة

 

كفلت بيان أصول كلّ مسائل

تقف العقول أمامه مسحورةً

 

ببيانه وبنسقه المتواصل

أنت المحيط معـارفاً لكنّـما

 

لم تحوِ غيرَ جواهـر وفضائـل

 

 

وللشيخ محمد علي صنعان النجفي:

فاح النسيم فباح بالأسرار

                       

سَحَراً فأيقظ راقد الأزهار

وأتى يخبّر عن كتاب ناظم

 

سلكاً فيعقد للنثار دراري

نهج البلاغة روضة ممطورة

 

بالنور من سُبحات وجه الباري

أو حكمة قدسيّة جليت بها

 

مرآة ذات الله للنظّار

خطب روت ألفاظها عن لؤلؤ

 

عن مائه بحر المعارف جاري

وتنسّمت كلماتها عن جنّة

 

حُفّت من التوحيد بالنوّار

فكأنّما عين اليقين تفجّرت

 

من فوق عرش الله بالأنهار

حِكم كأمثال النجوم تلألأت

 

من ضوء ما ضمنت من الأسرار

كشف الغطاء بيانها فكأنها

 

للسامعين بصائر الأبصار

وترى من الكلم القصار جوامعاً

 

تُغنيك عن سفرٍ من الأسفار[١٨]

 

 

----------------------------------------
[١] . أبو يوسف يعقوب بن أحمد النيسابوري المتوفـّى سنة ٤٧٤هـ، قال عنه الفيروز آبادي إنـّه شيخ وقته في النحو واللغة والآداب، كثير التصانيف والتلاميذ.
[٢] . مجلة (تراثنا) العدد ٣٤، ص ٦٨ و٦٩.
[٣] . مجلة تراثنا العدد ٣٤، ص٦٧.
[٤] . كذا في المتن.
[٥] . كذا في المتن.
[٦] . مجلة (تراثنا)، العدد ٣٤، ص٦٤ - ٦٥ ولم يُنسب إلى قائله.
[٧] . كان عالماً فاضلاً أديباً شاعراً، يروي بالإجازة عن السيّد فضل الله الراوندي، وممّن عني بنهج البلاغة قراءة ورواية وتصحيحاً وتعليقاً.
[٨] . مجلة (تراثنا)، العدد ٣٤، ص٦٣ و٦٤.
[٩] . شيخ الأفضال أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الفنجكردي النيشابوري المتوفـّى سنة ٥١٣ هـ، كان ملقّباً بشيخ الأفاضل، كان أعجوبة زمانه وآية أقرانه.
[١٠] . الغدير ٤: ٣١٩.
[١١] . نزهة الخواطر (مخطوط).
[١٢] . مجلة (تراثنا)، العدد ٣٤، ص٨٢.
[١٣] . مجلة (تراثنا) العدد ٣٤، ص٨٢.
[١٤] . مجلة (تراثنا) العدد ٣٤، ص٨٥.
[١٥] . مجلة (تراثنا) العدد ٣٤، ص٦٤ ولم ينسبه.
[١٦] . مجلة (تراثنا) العدد ٣٤، ص٧٢ - ٧٣.
[١٧] . مجلة (تراثنا) العدد ٣٤، ص٧٤ - ٧٥ قال علي بن زيد البيهقي فريد خراسان، المتوفــّى سنة ٥٦٥هـ، في شرحه على نهج البلاغة: وأنشدني الإمام الحسن بن يعقوب لنفسه مقتدياً بوالده، ثمّ ذكر الشعر.
والحسن بن يعقوب بن أحمد بن محمد النيشابوري هو من أعلام الأدب في القرن السادس.
[١٨] . نشرت مجلّة «تراثنا»، العدد ٣٤، ط الأولى، سنة ١٤١٤هـ مقالةً مفصّلة للسيّد المحقـّق عبد العزيز الطباطبائي (قدس سره) تحت عنوان «ما قيل في نهج البلاغة من نظم ونثر»، استوعبت كثيراً من الأشعار الموجودة في المخطوطات والمدوّنة على ظهور المخطوطات المختلفة لنهج البلاغة، فراجع .
****************************