قيل فيه شعراً:
نهج البلاغة نهج العلم والعمل |
|
فاسلكه يا صاح تبلغ غاية الأملِ |
كم فيه من حِكَمٍ بالحقّ مُحكمة |
|
تُحيي القلوب ومن حُكمٍ ومن مَثَلِ |
ألفاظه دررٌ أغنت بحليتها |
|
أهل الفضائل عن حلي وعن حُلل |
ومن معانيه أنوار الهدى سطعت |
|
فانجاب عنها ظلام الزيغ والزلل |
وكيف لا وهو نهج طاب منهجه |
|
أهدى إليه أمير المؤمنين علي |
وكتب أبو يوسف يعقوب بن أحمد[١] في آخر نسخة من كتاب (نهج البلاغة):
نهج البلاغة نهج مهيع جددُ |
|
لمن يريد علوّاً ما له أمدُ |
يا عادلاً عنه تبغي بالهدى بدلاً |
|
اعدل إليه ففيه الخير والرشد |
والله والله إنّ التاركيه عموا |
|
عن شافياتِ عظاتٍ كلّها سدد |
كأنّها العقد منظوماً جواهرها |
|
صلّى على ناظميها ربُّنا الصمد |
ما حالهم دونها إن كنتَ تنصفني |
|
إلاّ العناد وإلاّ البغي والحسـد[٢] |
واقتدى بذلك الأديب عبد الرحمن بن الحسين حين وقع له الفراغ، فقال:
نهج البلاغة نهج الذخر والسندُ |
|
وفيه للمؤمنين الخير والرشدُ |
عين الحياة لمن أضحى يؤمّلها |
|
يا حبّذا معشر في مائها وردوا |
ما إن رأت مثلها عينٌ ولا سمعت |
|
أُذنٌ ولا كتبت في العالمين يد |
شرّبت روحي حياةً عند كتبتها |
|
وكان للروح من آثارها مدد |
صلّى الإله على مَن كان منطقه |
|
روحاً تزايد منه الروح والجسد[٣] |
وقال آخر:
نهج البلاغة هذا سيّد الكتب |
|
نهج الرسائل والأحكام والخطبِ |
كم فيه من حكمة غرّاء بالغة |
|
ومن علوم[٤] إلهي ومن أدبِ |
ومن دواء لذي داءٍ وعافية |
|
لذي بلاء ومن روح لذي تعب |
فيه كلام وليِّ الله حيدر من |
|
يمينه في عطاء المال كالسُّحب |
وصيّ خير عباد الله كلّهمُ |
|
مختار ربّ البرايا سيّد العرب |
عليٌ مرتضى مَن في مودّته |
|
يُرجى النجاة ليوم الحشر والرعبِ |
فمن يعاديه في نار الجحيم هوى |
|
وعاش ما عاش في ويلٍ وفي حرب |
ومن يواليه من صدق الجَنان ففي |
|
الجِنان له طنب يفوق السبع والشهبِ |
قد امتزجت[٥] بقلبي حبّه |
|
فجرى في النفس مجرى دمي في اللحم والعصب |
صلّى عليه إلهُ الخلق خالقنا |
|
ربّ الورى وعلى أبنائه النُّجب |
وزاده في جنان الخلد منـزلة |
|
ورتبةً وعلاً يعلو على الرتب[٦] |
وقال علي بن أبي أسعد الطبيب:[٧]
نهج البلاغة مشرع الفصحاءِ |
|
ومعشعش البلغاءِ والعلماءِ |
درج عقود عقولِ أرباب التقى |
|
في درجه من غير إستثناء |
في طيّه كلّ العلوم كـأنّه |
|
الجفر المشار إليه في الأنباء |
من كان يسلك نهجه متشمّراً |
|
أمن العثار وفاز بالعلياء |
غررٌ من العلم الإلهيّ انجلت |
|
منظومة فيها ضياء ذكاء |
ويفوح منها عبقةٌ نبويّة |
|
لا غرو قُدّا من أديم سناء |
روض من الحِكَم الأنيقة جاده |
|
جود من الأنوار لا الأنواء |
أنوار علمِ خليفَةِ اللهِ الذي |
|
هو عصمة الأموات والأحياءِ |
مشكاةُ نورِ الله خازنُ علمه |
|
مختارهُ من سرّة البطحاءِ[٨] |
وفي كتاب (مصادر نهج البلاغة) تأليف الخطيب السيد عبد الزهراء الحسيني:
قال أبو الحسن علي بن أحمد الفنجكردي:[٩]
نهج البلاغة من كلام المرتضى |
|
جمع الرضي الموسوي السيدِ |
بهرَ العقولَ بحسنه وبهائه |
|
كالدرِّ فصّل نظمه بزبرجدِ |
ألفاظه علويّة لكنّها |
|
علويّة حلّت محلّ الفرقد |
فيه لأرباب البلاغة مقنع |
|
من يعن باستظهاره يستسعد |
وترى العيون إليه صوراً إن تلا |
|
منه كتاباً رائعاً في مشهد |
أعجِبْ به كلماته قد ناسبت |
|
كلمات خيرِ الناس طُرّاً أحمدِ |
نِعم المعين على الخطابة للفتى |
|
وبه إلى طُرق الكتابة يهتدي[١٠] |
وفي المجلّد الثاني من كتابنا (نزهة الخاطر):
وللسيد الإمام عزّ الدين سيد الأئمة المرتضى بن الإمام العلاّمة ضياء الدين علم الهدى قدّس الله روحيهما:
نهج البلاغة نهجه لذوي البلاغة واضحُ |
|
وكلامه لكلام أرباب الفصاحة فاضح |
العلم فيه زاخر والفضل فيه راجح |
|
وغوامض التوحيد فيه جميعها لك لائح |
ووعيده مع وعده للناس طرّاً ناصح |
|
تحظى به هذي البريّة صالح أو طالح |
لا كالعريب ومالها فالمال غادٍ رائح |
|
هيهات لا يعلو على مرقى ذراه مادح |
إن الرضي الموسوي لمائه هو مائح |
|
لاقت به وبجمعه عدد القطار مدائحُ[١١] |
وقال آخر:
نهج البلاغة يهدي السالكين إلى |
|
مواطن الحق من قول ومن عملِ |
فاسلكه تُهدى إلى دار السلام غداً |
|
وتحضَ فيها بما ترجوه من أمل[١٢] |
وجاء في شرح القصيدة العينيّة لعبد الباقي العمري، قال بعضهم:
ألا إنّ هذا النهج نهج بلاغة |
|
لمنتهج العرفان مسلكه جلي |
على قممٍ من آل صخر ترفّعت |
|
كجلمود صخرٍ حطّه السيلُ من عَلِ [١٣] |
وقال آخر:
كتاب كأنّ الله رصّـع لفظه |
|
بجوهر آيات الكتاب المنـزل |
حوى حِـكماً كالدّرٍ تنطق صادقاً |
|
فلا فرق إلاّ أنّـه غير مُنـزَلِ[١٤] |
وقال عبد الباقي العمري في عينيته:
نهج البلاغة نهج عنك بلّغنا |
|
رشداً به اجتثّ عِرق الغيّ فانقمعا |
به دفعت لأهل البغي أدمغة |
|
لنخوة الجهل قد كانت أَشَرّ وعا |
كم مصقع من خطاب قد صقعت به |
|
فوق المنابر صقع الغدر فانصقعا |
ما فرّق اللهُ شيئاً في خليقته |
|
من الفضائل إلاّ عندك اجتمعا |
وقال آخر:
انظر إلى نهج البلاغة هل ترى |
|
لأولي الفصاحة منه أبلغ منطقا |
وقال آخر:
هذا الكتاب كتاب الله أنزله |
|
على لسان عليٍّ أفصح العربِ |
أخو الكتاب الذي جاء النبيّ به |
|
كلاهما من نبيٍّ أو وصيِّ نبي |
وقال آخر:
نهج البلاغة منهج البُلغاء |
|
وملاذ ذي حصر وذي إعياءِ |
فيه معانٍ في قوالبَ أُحكمت |
|
لهدايةٍ كالنجم في الظلماء |
وتضمّن الكلمات في إيجازها |
|
بذواتها بجوامع العلياء |
صلّى الإله على النبيّ محمّد |
|
وعلى عليٍّ ذي علاً وإخاء[١٥] |
وقال قطب الدين تاج الاسلام محمد بن الحسين بن الحسن الكيدري:
نهج البلاغة نهج كلّ مسدّ |
|
نهج المرام لكلّ قوم أمجدِ |
يا من يبيت وهمّه درك العُلى |
|
فاسلكه تحظَ بما تروم وتقصدِ |
ينبوع مجموع العلوم رمى به |
|
نحو الأنام ليقتفيه المهتدي |
فيه لطلاّب النهاية مقنع |
|
فليلزمنه الناظر المسترشدِ |
صلّى الإله على منظّمه الذي |
|
فاق الورى بكماله والمحتدِ[١٦] |
وقال الحسن بن يعقوب بن أحمد:
نهج البلاغة درجٌ ضمنه دررُ |
|
نهج البلاغة روض جاده دررُ |
نهج البلاغة وشيٌ حاكه صبغ |
|
من دون موشية الديباج والحبر |
أو جونة مُلئت عطراً إذا فتحت |
|
خيشومنا فغمت ريح لها ذفر |
صدّقتكم سادتي والصدق من خُلقي |
|
وإنّه خصلة ما عابها بشر |
صلّى الإله على بحر غواربـه |
|
رمت به نحونا ما القمر[١٧] |
وقال العلاّمة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي:
وبنور نهجك وهو منبع حكمةٍ |
|
متدفّق أوضحت أيّ مشاكلِ |
أوردتنا فيه نميراً صافياً |
|
ينمى لخير موارد ومناهل |
أحكمته بقواعد حكميّة |
|
كفلت بيان أصول كلّ مسائل |
تقف العقول أمامه مسحورةً |
|
ببيانه وبنسقه المتواصل |
أنت المحيط معـارفاً لكنّـما |
|
لم تحوِ غيرَ جواهـر وفضائـل |
وللشيخ محمد علي صنعان النجفي:
فاح النسيم فباح بالأسرار |
|
سَحَراً فأيقظ راقد الأزهار |
وأتى يخبّر عن كتاب ناظم |
|
سلكاً فيعقد للنثار دراري |
نهج البلاغة روضة ممطورة |
|
بالنور من سُبحات وجه الباري |
أو حكمة قدسيّة جليت بها |
|
مرآة ذات الله للنظّار |
خطب روت ألفاظها عن لؤلؤ |
|
عن مائه بحر المعارف جاري |
وتنسّمت كلماتها عن جنّة |
|
حُفّت من التوحيد بالنوّار |
فكأنّما عين اليقين تفجّرت |
|
من فوق عرش الله بالأنهار |
حِكم كأمثال النجوم تلألأت |
|
من ضوء ما ضمنت من الأسرار |
كشف الغطاء بيانها فكأنها |
|
للسامعين بصائر الأبصار |
وترى من الكلم القصار جوامعاً |
|
تُغنيك عن سفرٍ من الأسفار[١٨] |