وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.                
وقال (عليه السلام): رُبَّ مَفْتُون بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام) : مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا .                
وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                

Search form

إرسال الی صدیق
الحكمة النظرية والحكمة العملية في نهج البلاغة – الرابع

إن هذا النص هو جزء من مقدمة وصيته(عليه السلام) وقد تعرض فيما تلاها الموضوع إحياء القلب بالحكمة وهو موضوع سنشير إليه فيما بعد.

أمّا فيما يتعلق بصدر هذه الوصية فقوله(عليه السلام): «فإنّي اُوصيك بتقوى الله» يعني إنّي أدعوك إلى أن تتّقي الله تعالى، وقد تحدثنا عن التقوى وأوضحناها من منظار أميرالمؤمنين(عليه السلام) حيث يعتبرها: «عتق من كلّ ملكة ونجاة من كلّ هلكة».

إن نور التقوى هو ما يحرّر الإنسان من عبودية الرذائل، وهو نفسه الّذي بحفظ الإنسان من كلّ هلكة ولهذا يوصي عليّ(عليه السلام)ولده(عليه السلام): «بتقوى الله ولزوم أمره وعمارة قلبك بذكره» أي اجعل قلبك عامراً بذكر الحقّ، فذكره بالشفاء وبالقلب يبعث على حياة القلب، إنّه يوصي(عليه السلام) بعدم حرمان القلب منه لأ نّه ماء الحياة. فالروح الحية بذكر الحقّ هي روح مترعة بماء الحياة وهي روح مثمرة: (تُؤْتِي اُكُلَهَا كُلَّ حِين) أمّا الروح الغافلة عن ذكر الله فهي روح خاوية خربة، لا تثمر مطلقاً. وبناءً على هذا يرى أميرالمؤمنين(عليه السلام) أن ذكر الحث يبعث على إعمار القلب ويبقي على حياة الروح.

إن من يغفل عن ذكر الله تعالى سيؤول أمره إلى أن يكون إنساناً غافلا عابداً للشهوة، سواء أكانت هذه الشهوة هي شهوة الغضب أو الإنتقام أو الحقد وسيسقط في مهوى الحيوانية ثمّ يوصي(عليه السلام) بـ «الاعتصام بحبله» أي تمسك بالحبل الّذي تعلّقت به فإنّه يوصلك إلى العلو.

إن الحبل هنا لا يعني الحبل المشدود المرمي في زاوية البيت، فهذا لا يسمّى حبلا، بل الحبل هو ما كان أحد طرفيه مربوطاً في مكان وطرفه الآخر بيد الشخص المحتاج إليه يمسك به ليتسلق إلى العلو.

إن القرآن هو حبل الله له درجات ومنازل وينطوي على علم بإمكان الإنسان أن ينهل منه كما أن له طرقاً عملية تمهّد للإنسان سيره وسلوكه، وهذا هو الحبل، حيث نجد أن أحد طرفيه بيد الله وطرفه الآخر بيد الناس، وإذا ما استأنس الإنسان بدرجة من درجات القرآن وفهمها وعمل بها فإنّه يكون قد تمسك بالحبل وارتقى درجة من درجاته، ذلك لأن العلم والعمل هما أليافه وخيوطه.

كما أن الإنسان إذا ما تعلّم وعمل بعمله يكون قد استمسك بتلك الألياف وارتقي وتسلق، يقول أميرالمؤمنين لولده الحسن(عليه السلام) بعد توصيته له بعدم التخلي عن حبل الله: «وأي سبب أوثق من سبب بينك وبين الله إن أنت أخذت به» أي وهل هناك ارتباط أقوى من الارتباط بالله؟ وإذا رغبت عنه فيمن تريد أن تستعين؟ أتستعين بنفسك وأنت معرض للفناء؟ أم تريد الإستعانة بغيرك وهو مثلك معرض للفناء؟ إنك بأيّ استعنت فهو مرشح للموت وللفناء، وبأي تعلقت فإنّه معرّض للتبدّل وللتقلّب والتغيّر من حال إلى حال، وسائر في درب الفناء ، لذا فلا وثاق أوثق من الرابط بينك وبين الله، لأ نّه لا قدرة كقدرة الله، إنّه يمنح القوة للإرتباط به، وما دمت قد استعنت بهذا الوثاق فإنّك ستستمد القوة منه: «وأي سبب أوثق من سبب بينك وبين الله إن أنت أخذت به». إنّك إن تمسكت بهذا الحبل وبهذه العروة فـ «أحي قلبك بالموعظة» ولا تدع الغفلة تميت قلبك، أمّا الموعظة فهي «جذب الخلق إلى الحقّ» وأمّا الواعظ فهو حالة الإنجذاب في الإنسان نحو الفضائل الإلهية، وهو العامل المسبّب لهذا الإنجذاب، أمّا المتّعظ فهو الشخص المجذوب.

إن أميرالمؤمنين(عليه السلام) يقول أحي قلبك بالإنجذاب إلى الله، ولا تمت نفسك بالإنشغال بالماديات فقط، إذ الروح المادية روح ميتة، الروح التي تجهد نفسها من أجل المادة والدنيا روح ميتة، إذ الطبيعة الخالية من الروح لا يمكنها أن تكون هدفاً، فالإنسان وهو يتخلّى عن هذه الطبيعة المادية وهذه الدنيا، بل وقبل أن يتخلّى عنها تكون الروح هي التي تخلّت عنه، لذا فليس من الحكمة أن يتعلّق قلب الإنسان بالطبيعة وبالدنيا.

يقول(عليه السلام): «وأمته بالزهادة» أي أمت حالة الإنحراف والإنجذاب نحو الدنيا من خلال الإعراض عن عالم الطبيعة، والقضاء على العدو الباطني. إن الإنجذاب نحو الطبيعة قيد وغل لقدميك ولرقبتك ولرجلك فأمته وأحي الدافع الذي يدفعك نحو الخلود.

يقول(عليه السلام): «وقوّه باليقين» أي قوِّ قلبك باليقين، ولا ترتب بما جاءك من معارف وتعاليم الدين واعلم أ نّك مسافر، وأ نّك لم تكن فكنت، وأ نّك راحل، ولم تأت إلى هذا العالم برغبة منك، كما أ نّك سوف لن ترحل عنه برغبة منك أيضاً.

لقد جيء بك إلى هذا العالم سواء كنت راغباً أم رافضاً، وسيخرجوك منه سواء رغبت أم أبيت، وبين لك فيما بين مجيئك وارتحالك الطريق والدرب لتختار الصحيح، فإنك مختار وحرّ، مختار في انتخاب الطريق، فقو يقين نفسك بهذه المعارف، إذ الإنسان الشاكّ المرتاب إنسان ضعيف، ومن لا يقين له لا يكون قوياً.

يقول(عليه السلام): «ونورّه بالحكمة» أي أنر باطن روحك بمصباح الحكمة، والحكمة هي أن تعرف مبدأ العالم، ونهايته ورسله والتكليف والكمال الإنساني والعمل بهذه المعرفة هو الآخر كلمة، لذا فأميرالمؤمنين(عليه السلام) يوصي بإنارة القلب بها فيقول: «ونورّه بالحكمة وذلّله بذكر الموت» أي اكسر شوكة الطغيان والتكبّر والغرور وحبّ الذات بذكر الموت، وليكن هذا منطلقك إلى التواضع، والدافع لك للترجّل عن صهوة الغرور، فبالتواضع يبلغ السالكون الكمال، ومثلما يترجّل الراكب عند بلوغ الهدف، فإن الإنسان الواصل إلى الهدف يكون مترجّلا، أمّا الإنسان الراكب فهو إنسان لم يبلغ الهدف بعد، إن الإنسان الواصل إنسان سهل العريكة متواضع، وكذا فإنّه إنسان ليّن معتدل.

وعلى أية حال فإن أميرالمؤمنين(عليه السلام) يدعو إلى تذليل وكبح جماح التكبّر والغرور وحب الذات بذكر الموت، يقول(عليه السلام): «وذلله بذكر الموت وقرّره بالفناء» أي اجعل قلبك مذعناً مصغياً، ولقّنه الموت ليفهم أ نّه فان، والمقصود من الفناء هنا، فناء الطبيعة والمادة وإلاّ فالإنسان باق إلى الأبد، «ويصرّه فجائع الدنيا» أي بيّن ووضّح لنفسك قبائح الدنيا، وسيئاتها التي ترتكب فيها، والرذائل الأخلاقية النابعة منها كي تراها، بصّرها لترى بعمق هذه الفجائع والسيئات والقبائح.

«واعرض عليه أخبار الماضين» أي أعرض على نفسك ما خلا من الأحداث ومن التحولات التاريخية ذات العبرة، وهنا لا بأس بالإشارة إلى أن التاريخ بحدّ ذاته ليس علماً أصلياً، وإنّما هو جزء من العلوم الآلية التي تكتسب لغيرها لا لذاتها، فهو ليس كالفلسفة المطلوب معرفتها لذاتها، بل الغرض من معرفة التاريخ هو فهم الأحداث والنقاط الحساسة، لذا فاستعرض لقلبك الحوادث الحساسة المهذبة والقيمة التاريخية لتستفيد من تجارب الماضين وتعتبر بعبرهم.

«وذكّره بما أصاب من كان قبلك من الأولين»[١] أي أوقظ قلبك بتذكر ما جرى على السالفين ليفهم أ نّه قد يبتلى بما ابتلي به الألون، ثمّ يقول(عليه السلام): «وسر في ديارهم وآثارهم»[٢] أي أمعن النظر في أطلال الماضين، أنظر إلى بيوتهم التي امتلكوها، ومن ثمّ استورثها غيرهم، أنظر من قرب ليكن هذا السير في آثار الماضين عظة وراشداً ونوراً.

يقول(عليه السلام): «فانظر فيه ما فعلوا وعمّا انتقلوا»[٣] أي اُنظر إلى ما شاده السابقون وإلى ما تركوا، وماذا فعلوا فيما أشادوا، وما الّذي بقي لهم من الاسم الآن، استعرضهم في خاطرك ولا تنساهم.

ثمّ يقول(عليه السلام): «وأين حلّوا ونزلوا»[٤] وتأمل فيما أشادوا وفيما تركوا وعملوا، وأين هم الآن وفي أي حال.

يقول أميرالمؤمنين(عليه السلام) في احدى خطبه وهو يتعرض لمراحل عمر الإنسان وما يصير إليه بعد موته: «فصار جيفة بين أهله»[٥] فيبذلون جهدهم من أجل نقل هذه الجيفة، بعد ذلك يقول: «فأسلموه فيه إلى عمله» أي يحملونه إلى غرفة عمله وهي القبر، يحملونه إلى الغرفة التي اختزنت كلّ ما عمله طيلة عمره وجمعته له.

فعليّ(عليه السلام) يرى أن الإنسان في نهاية المطاف جيفة يحملها ذووه إلى غرفة يجد فيها ما عمله محضراً جاهزاً.

إن قوله(عليه السلام): «فصار جيفة بين أهله» يصوّر لنا مدى انزعاج أهله من رائحته، ولهذا نجدهم يسارعون إلى نقله إلى القبر، إلى غرفة العمل، هذه الغرفة التي أشادها الميت بشكل صارت فيه «روضة من رياض الجنة»[٦] أو «حفرة من حفر النار»[٧] فهي إمّا متنزه أو بستان من بساتين الجنة، وإما حفرة من حفر جهنم، حيث يحمله أهله إليها «فأسلموه فيه إلى عمله».

وخلاصة القول أ نّه(عليه السلام) يوصي ولده الحسن(عليه السلام) بالنظر إلى ما شاده السابقون، وما عملوا فيما أشادوا وإلى أين رحلوا، وما هم عليه الآن «وأين حلّوا ونزلوا» إنّك إن تأملت ذلك جيداً ستجدهم قد ارتحلوا عن الأحبة وحلوا دار الغربة، حيث لا شغل في القبر لأحد بأحد، ولا يحل الإنسان إلاّ ضيفاً على أعماله، لانقطاعه عن الجميع ولانقطاع الجميع عنه، فهو وما تكن نفسه، وهو وعقائده وأخلاقه وأعماله، قال تعالى: (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أوَّلَ مَرَّة)[٨] فالميت يعيش لوحده لا أنس له بأحد غير أ نّه يعيش مع أعماله، فهو لا يتمكن من استمداد العون من الآخرين والآخرون أيضاً لن يستطيعوا انقاذه.

يقول(عليه السلام): «وكأ نّك عن قليل قد صرت كأحدهم»[٩] أي فكر وتأمل بنحو كأ نّك في القريب العاجل ستكون كواحد من هؤلاء، وستترك أحبتك وتسافر إلى دار الغربة، فتأمل ما الّذي ينبغي عمله؟

سل عن الماضين إن نطقت             عنهم الأجداث والترك
أي دار للبلى نزلوا   وسبيل للردى سلكوا[١٠]

وبديهي أن هذا لا يعني التقاعس عن أداء الوظائف والتكاليف والترهين والإنزواء، فليس الأمر كذلك. حيث جاء في هذه الوصية الدعوة إلى قضاء حوائج الناس من أجل كسب مرضاة الله سبحانه، كما جاء في مكان آخر من نهج البلاغة أن من قضى حاجة إنسان ما فإن الله يخلق له من ذلك السرور الذي أوجده، في قلب ذلك الإنسان المستحق للإحسان موجوداً لطيفاً يسر لرؤيته فيتساءل من أنت؟ فيقول أنا ذلك السرور الّذي أدخلته على ذلك الإنسان[١١].

يقول(عليه السلام): «وكأ نّك عن قليل قد صرت كأحدهم فأصلح مثواك، ولا تبع آخرتك بدنياك»[١٢] أي أصلح محل استقرارك، وليكن هذا المحل الّذي لابدّ لك من السفر إليه والنوم فيه أبداً صالحاً ولا تبع آخرتك بدنياك مطلقاً، ولا تعط الآخرة لتأخذ الدنيا، كما لا ينبغي لك أن تبيع فضيلة العدالة التي هي قيمة معنوية بشهوة دنيوية. ثمّ يقول(عليه السلام): «ولا تبع آخرتك بدنياك، ودع القول فيما لم تطلع عليه، وهذا هو ما يدعو إليه القرآن الكريم، قال تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ)[١٣] لأن الإنسان مسؤول عن كلّ ما تفعله جوارحه وأعضاؤه.

إن الإنسان وكما مرّ في بحوث التفسير مكلّف برفض أي أمر لم يقم الدليل والبرهان عليه، كما أ نّه في المقابل مكلّف بعدم نفي أو تكذيب أي أمر لم يقم الدليل عليه، فلتكذيب أمر ما لابدّ من دليل، وقد بيّن القرآن الكريم هذين الأصلين على أ نّهما أساسان من الاُسس الإسلامية والإنسانية الهامة. فإذا أردت أن تصدّق شيئاً فليكن تصديقك هذا بعد الإطلاع، وإذا أردت تكذيب شيء فعليك أن تكذّبه بعد الاطلاع أيضاً، ولهذا يوصي أميرالمؤمنين(عليه السلام) ولده «ودع القول فيما لا تعرف»، كما يوصيه بعدم وضع نفسه في مأزق بسبب الإنسياق وراء شهوة الكلام ما دام لم يسأل، فما لم يكن القول الكلام ضرورياً فلا داعي للتكلف وإجبار النفس على القول.

يقول(عليه السلام): «وأمسك عن طريق إذا خفت ضلالته»[١٤] أي لا تسلك طريقاً تخاف التيه فيه لأن «اليمين والشمال مضلّة والطريق الوسطى هي الجادة»[١٥] أي أن طريقي اليمين والشمال تيه وضلال، أمّا الصراط المستقيم فهو الطريق الوحيد المنتهي إلى الحقّ، لذا فلا ينبغي السير لا يميناً ولا شمالا لأ نّهما كلاهما تيه وضلال «اليمن والشمال مضلّة» وهذه الضلالة هي التيه «والطريق الوسطى هي الجادة».

وهنا ينصح(عليه السلام) بعدم وضع القدم على طريق ما لم يثبت أن هذا الطريق هو الطريق المستقيم، كما ينصح بعدم الإقدام على عمل يحتمل أن تكون فيه ضلالة وخطر.

يقول(عليه السلام): «وأمسك عن طريق إذا أخفت ضلالته فإن الكفّ عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال»[١٦] أي على الإنسان أن يكون محتاطاً ومتريثاً فيما يحتمل فيه الضلال والتيه والإنحراف، فذلك أفضل من سلوك طريق غير معرفة قد تؤدي بالإنسان إلى الوقوع في مطّبات مفجعة، إذن فالاحتياط والتأمل أوّلا، ثمّ قطع الأشواط ثانياً: «فإن الكفّ عند حيرة الضلال خير من ركوب الأهوال».

إن هذا هو الجانب المتعلق ببناء الشخصية من خلال تنفيذ التكاليف المناطة بها، وللإنسان أيضاً وظائف ومسؤوليات اجتماعية، تارة تكون صغيرة ويطلق عليها اسم مسؤولية العائلة وتارة تكون كبيرة وتسمى بمسؤولية المجتمع.

وفي هذا المجال يدعو أميرالمؤمنين(عليه السلام) إلى احياء وبعث روح المسؤولية والرقابة الإلهية والشعبية المعروفة باسم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويخاطب ولده الحسن(عليه السلام) بقوله: «إنّك إن أنت أنرت قلبك بالحكمة وقوّيته باليقين، وتواضعت بذكر الموت واستعرضت مصائب الدنيا لنفسك ولم تسمح لها بالإندكاك بالدنيا، وصرت حراً طليق التفكير متخلصاً من قيد كلّ شهوة وناجياً من كلّ قيد وحقد، فخذ عندئذ بيد غيرك ولا تطوِ الطريق لوحدك، بل ابحث عن رفيق لك لتقطعا السفر معاً.

يقول(عليه السلام): «وأمر بالمعروف تكن من أهله، وأنكر المنكر بيدك ولسانك، وباين من فعله بجهدك، وجاهد في الله حق جهاده، ولا تأخذه في الله لومة لائم»[١٧]أي كن من أهل المعروف المرضي من قبل الله تعالى، وشجّع الآخرين عليه ليكونوا من أهله وليعملوا به، أمّا السيئات والرذائل التي لا يرضاها الله ولا الأنبياء ولا المرسلون ولا النفس الطيبة ولا العقل الناضج فهي منكر وأمر مرفوض وغير مقبول.

فعليّ(عليه السلام) يوصي ولده الحسن(عليه السلام) بعدم التعرف على المنكر وعدم الاعتراف به، بل أن لا يتعرف على القبائح، وأن لا يكون من أهلها، وأن يترك المنكر، وأن لا يرتبط به لكيلا يكون صاحبه ورفيقه، وذلك لاستنكار الدين له، لذا فإننا نجد أميرالمؤمنين(عليه السلام) ينصح ولده بالتصدي للرذائل والوقوف بوجهها، ويقول له تصدّى لها «بيدك ولسانك» أي قل بلسانك واكتب بقلمك من أجل احياء الناس، واقطع الطريق على الرذائل، وابذل الجهد لتقف أمام أية رذيلة من النفوذ إلى المجتمع أو إلى بيتك، فإذا كان هناك كذب أو تهمة أو افتراء أو اخلال بنظم أو ظلم أو خيانة أو تآمر أو ترك لواجب أو أداء لمحرمات اُخرى فإنّه ينبغي لك أن تقف وتتصدى لبروز هذه الرذائل في المجتمع، وتمنع من وقوعها بلسانك وبيدك.

فإذا كنت قادراً على القول فقل، وإذا كنت قادراً على الكتابة فاكتب، وإذا كان بإمكانك أن تقف أمام القبائح والرذائل بالقول وبالكتابة فافعل، وإذا لم ينفع فانهض وانتفض وقف أمامها بقوة سواعدك، فإنّه لا يجوز لمسلم الوقوف مكتوف الأيدي أمام الخطأ وأمام الحرام، كما لا يجوز له الاكتفاء بالقول وبالكتابة وبالاعتراض باللسان وبالإدانة بالقلم فحسب، بل يجب عليه أن يتصدى للفساد بكل الطرق المتاحة والمشروعة.

ثمّ يقول(عليه السلام): «وباين من فعله بجهدك» فأهل المنكر هم الذين يفعلون السيئات وإذا تمكنت من الوقوف بوجههم فقف وإلاّ فاطردهم وفارقهم ولا تصاحبهم ولا تستقبلهم في بيتك ولا تزرهم في بيوتهم لأ نّهم يقترفون المنكرات والمحرمات والرذائل ويحطمون نفسك ويلوثونها، ولهذا يقول(عليه السلام): «وجاهد في الله حق جهاده» أي أعط الجهاد في سبيل الله حقه، سواء كان هذا الجهاد هو الجهاد الأصغر أو الجهاد الأكبر، أي قاتل العدو الظاهري وعدو الهوى الباطني.

يقول أبو عبدالله الصادق(عليه السلام): «جاهد هواك كما تجاهد عدوك»[١٨] أي كونوا مجاهدين للأهواء وللنزوات كما تجاهدون وتكافحون العدو الظاهري، جاهدوا العدو الظاهري في الخارج، والعدو الباطني الكامن في النفس معاً، ولا ترخوا العنان لهذه النفس الطائشة فترغب فيما لا ينبغي، وعلى سبيل المثال لا تدع الغضب الأهوج أن يسلك بك طريقاً لا تحمده عقباه.

إنّك إن سحقت هوى النفس وسحقت العدو الخارجي تكون قد حققت النصر في الجهادين الأكبر والأصغر، لهذا يجب أن لا تتوانى عن الجهاد مطلقاً، ولا تدع الضعف واللاأبالية أن تنقذ إليك وأنت في الحرب.

يقول(عليه السلام): «ولعمري ما عليَّ من قتال من خالف الحقّ، وخابط الغي من ادهان ولا إيهان»[١٩] أي إنّي لا أتهاون ولا أضعف عند قتال المخالفين المانعين للحقّ والمخالفين له، فهو(عليه السلام) لا يتساهل معهم ولا يلين لهم، لأن الجدّ والحزم والصرامة عامل من عوامل الانتصار، إنكه(عليه السلام) يدعو ولده الحسن(عليه السلام) إلى أن يعطي الجهاد في سبيل الله حقه فيرى(عليه السلام) كما ينقل لنا نهج البلاغة، أن من ينهض لله ينتصر لا محالة يقول(عليه السلام): «من أحدّ سنان الغضب لله قوي على قتل أشداء الباطل»[٢٠].

كما إنّه أوصى المقاتلين والجند الرابضين على الثغور بعدم الغفلة في ساحة الحرب والإنصراف عن النوم وقال: «ولا تذوقوا النوم إلاّ غراراً أو مضمضة»[٢١] أي لا تركنوا إلى النوم، وإن نمتم فليكن نومكم كالصائم المتمضمض بالماء ليطرد عنه العطش من غير أن يشرب من الماء شيئاً، والجندي كذلك لو أراد طرد النعاس من عينيه فعليه أن يتمضمض بالنوم لكيلا يجد النوم إلى عينيه سبيلا.

إن للجندي أن يتمضمض بالنوم في ساحة المعركة لا أكثر، ذلك لأ نّه لو نام فإن العدو يقض وسيغتنم الفرصة ليقوم بالهجوم عليه، إن تمضمض الجندي بالنوم هو في الحقيقة أحد الواجبات العسكرية التي تؤكدها الحكمة العملية في نهج البلاغة حيث يقول الإمام عليّ(عليه السلام): «لا تذوقوا النوم إلاّ غراراً أو مضمضة» فالجندي بالإضافة إلى أ نّه مكلف بعدم الغفلة في جهاده الأصغر مكلّف أيضاً بعدم الغفلة في جهاده الأكبر، إذ ينبغي لسالك طريق التربية والتعلم أن لا يغفل وأن يكون يقظاً، فليس صحيحاً أن ينام الجندي في ساحة المعركة، كما أ نّه ليس من الصحيح أن ينام أو يغفل الشخص السالك لطريق التعلم على سبيل النجاة والعاكف على تهذيب نفسه وتربية روحه، إذ غفلته تمهّد للعدو الباطني سبيل الهجوم.

إن الشيطان عدو للنفس وذو روح انتقامية، فهو يبدأ بالهجوم على الإنسان من داخل النفس ليجعله عبداً للشهوة أو للغضب، لذلك يحسن بالإنسان وهو في حربه الظاهرية أم الباطنية، في جهاده للأهواء أن لا يغفل لحظة واحدة، وأن يدفع سلطان النوم بالمضمضة لا بالشرب «لا تذوقوا النوم إلاّ غراراً أو مضمضة»، ولأميرالمؤمنين(عليه السلام) ارشاد آخر في مجال الحكمة العملية بخصوص الحرب يقول فيه: «وإن أخا الحرب الأرق، ومن نام لم ينم عنه»[٢٢] أي إن رجل الحرب رجل يقظ إذ لا يتلاءم القتال مع النوم ولا يجتمع، ولو نام المقاتل فإن نومه سيؤدي به إلى الهزيمة، وذلك لأن غريمه يقظ «من نام لم ينم عنه» إن العدو لا ينام لحظة نوم، خاصة إذا كان العدو داهية ومن أهل الخدعة والمكر، إنّه يتحين الفرصة ليهجم من كلّ جانب.

لقد جاء في احدى رسائل الإمام عليّ(عليه السلام) التي أرسلها إلى أحد ولاته وهو يصف فعل معاوية بفعل الشيطان الّذي أشار الله سبحانه في القرآن الكريم إلى كيفية ونمط ودائرة نفوذه، وأ نّه يقوم بهجومه من الجهات الأربع قال تعالى حكاية عنه: (ثُمَّ لاَتِيَـنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ)[٢٣] أي أن الشيطان يأتي من الأمام ومن الخلف ومن اليمين ومن اليسار، فهو يهجم من الجهات الأربع وفي هذا كتب أميرالمؤمنين(عليه السلام) إلى زياد ابن أبيه حينما بلغه أن معاوية كتب إليه يريد استلحاقه به وخديعته: «وقد عرفت أن معاوية كتب إليك يستنزل لبّك، ويستغل غربك، فاحذره فإنّما هو الشيطان يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله ليقتحم غفلته، ويستلب عزّته»[٢٤].

إذن فالعدو المتحامل غيظاً يحاول الهجوم من جوانب عدة، أمّا النائم الغافل فإنّه يؤتي ويتضرر من محل غفلته.

ويقال أن الطائر حينما يصاب بالرمية لا يصاب إلاّ حين غفلته عن ذكر الله، وهكذا الإنسان حيث لا يصاب بسوء إلاّ حين غفلته، ولهذا يقول عليّ(عليه السلام): «إن أخا الحرب الأرق، ومن نام لم ينم عنه» فالمقاتل هو من كان أخاً للحرب ومعايشاً لملابساتها وتفاصيلها، وأن يكون أرقاً يقظاً، إذ من يرد الهجوم على الأهواء في حربه الباطنية وهو غافل فإن العدو يقظّ وسيهجم قبل أن يقوم بهجومه وهذا هو الّذي حدا بأميرالمؤمنين(عليه السلام) إلى أن يوصي ولده الحسن(عليه السلام)بقوله: «وقوّه باليقين ونورّه بالحكمة» أي لا تسمح لقلبك بالنوم وبالغفلة، ولا يخفى أن لهذه الاُمور دور مؤثر في وضع الخطوط العامة للجهاد الباطني والظاهري.

لقد أوصى أميرالمؤمنين(عليه السلام) ولده الحسن(عليه السلام) في أن يعطي الجهاد حقه وأن لا يقصر في قباله، سواء كان جهاده مع العدو الظاهري أو كان مع العدو الباطني «ولا تأخذك في الله لومة لائم» أي لا تدع أن يترك لوم الناس أثراً على الخطوة التي تريد أن تخطوها على طريق مرضاة الله أو العمل الّذي تريد كتابته، ذلك لأن اللوم سهم يريد ايقاف حركتك ومسيرك، فكن يقظاً لكيلا ينال ذلك، ولتعلم أن سهم اللوم لا يصيب قلب العاقل قوله(عليه السلام): «أيّها الناس اعلموا أ نّه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه، ولا بحكيم من رضى بثناء الجاهل عليه»[٢٥].

أي لا يكون حكيماً من يفرح بمدح الجاهلين اثر تلقيبه بلقب ما أو مدحهم إيّاه أو تكريمهم أو تعظيمهم أو ثنائهم له، كما لا يكون حكيماً من يترك ساحة الحرب لتهمة أو لافتراء افتري عليه، فيتنصل من التكليف والواجب بسبب سماعه لكلام باطل صدر من ظالم أو من جاهل.

إن أميرالمؤمنين(عليه السلام) يوصي ولده الحسن(عليه السلام) بأن طريق الله الّذي تسير عليه محفوف بلوم الناس يقول(عليه السلام): «ولاتأخذك في الله لومة لائم وخض الغمرات للحقّ حيث كان» أي إذا كان سعيك من أجل الحقّ فسر إلى نهاية المطاف وسترى أن هذا السير لا ينقص منك شيئاً، إذ الروح التي تريد السمو والتألق لابدّ لها من أن تتخلّى عن الجسد الترابي، فليس للإنسان التفريط بروحه، وله التفريط بالجسم، حيث باستطاعته التضحية به، وبالتضحية به تزهر الروح «وخض الغمرات للحقّ حيث كان وتفقّه في الدين» أي تفاعل مع الدين تفاعلا صحيحاً، والفقه كما هو معلوم هو الفهم الدقيق، والدين هو اُصول الدين وفروعه، وهو أيضاً الحكمة النظرية والحكمة العملية.

نأمل أن تكون هذه المواعظ الحكمية لأميرالمؤمنين(عليه السلام) عامل نصح وإرشاد للجميع وأن تبعث في قلوبنا قوة اليقين ونور الحكمة.

لقد تشعبت موضوعات الحكمة النظرية والحكمة العملية في نهج البلاغة إلى شعب عديدة، حيث تناولنا ـ سابقاً ـ عدداً منها، واشتمل القسم المهم من الحكمة النظرية على اثبات ذات الحقّ تعالى، وعلى اثبات صفاته الذاتية وأسمائه الحسنى، كما اشتمل القسم المهم الآخر من الحكمة العملية على تهذيب النفس وتزكيتها وتربيتها.

أمّا فيما يتعلق بالحكمة النظرية فإن استدلال أميرالمؤمنين(عليه السلام) في مجال الواجب وصفاته تعالى يبدأ من وجود الحقّ لينتهي بوجود الخالق، فأينما كان هناك وجود ولم يكن عين ذلك الشيء فإنّه سيكون وجوداً محتاجاً إلى مبدأ بمنحه الوجود، وأينما وجد موجود أو حادث فإنّه سيكون محتاجاً إلى مبدأ قديم وأزلي، وهكذا كلما وجدنا وجوداً محدوداً فإن ذلك سيكون دليلا على الوجود المحض غير المحدود.

إن صفة اللامحدودية هذه هي من صفات الواجب التي اعتمد عليها أميرالمؤمنين(عليه السلام) في نهج البلاغة، وهذا يعني أن كتاب نهج البلاغة أكد على عدم محدودية الله أكثر من أي شيء آخر، حيث جعل اللامحدودية حداً وسطاً وقاسماً مشتركاً للكثير من البراهين التي تثبت صفات الله لله، وقد سلّطنا الضوء على هذا الموضوع ـ إلى حد ما ـ فيما سبق، كما ثبت بالمنطق الرياضي وبالقوانين والاُصول الديالكتيكية أيضاً أن لا سبيل للحركة إلى إله يكون وجوده محضاً ويكون فوق الحركة والسكون ومنزهاً عن التحول والتغيّر، كما لا سبيل لها إلى وجوده وإلى الصفات الذاتية لذلك الوجود، فالموجود الّذي يكون حائزاً لهذه الخصائص لا يمكن اثباته باُصول الديالكتيك ولا بالمنطق الرياضي الّذي تمّ شرحه ـ إلى حد ما ـ قليلا. واستمراراً لذلك التقصي والبحث نتناول هنا بعض الأوصاف التي وصف الإمام عليّ(عليه السلام) بها الله تبارك وتعالى في النهج حيث قال: «وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له»[٢٦].

وقد مرّ تناول هذا الموضوع لدى شرح «لا إله إلاّ الله» وأ نّها أي «لا إله إلاّ الله» ليست عبارة مركبة من قضيتين من نفي واثبات، ومستثنى منه ينفي الآلهة الاُخرى ليثبت وجود الله سبحانه، إن الأمر ليس كذلك فليس معنى «لا إله إلاّ الله» أ نّه لا إله موجود إلاّ الله، بل إن «لا» بمعنى غير، أي لا وجود للآلهة الاُخرى غير الله الّذي تقبله الفطرة، فالعبارة إذن لا تعني أن ننفي الآلهة أوّلا ثمّ نثبت الله، أن «لا إله إلاّ الله» لا تعني أن ينفي الإنسان الآلهة الموهومة، ثمّ يثبت الله الحقيقة، بل معناها هو أن لا وجود للآلهة غير الله الّذي تقبله الفطرة، ففي البدء يتم اثبات التوحيد ثمّ يعقبه نفي الشريك، لا أن ننفي الطاغوت ثمّ نثبت التوحيد، كما لا تعني أن ننفي الآلهة الموهومة ثمّ نثبت الله الحقيقة، ذلك لأ نّه إذا لم يكن هناك أصل توحيدي فإنّه سوف يكون هناك سبيل نفي الآلهة الموضوعة.

يتبع  ...

------------------------------------------------
[١] . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ١٠/٢٠٣.
[٢] . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ١٠/٢٠٣.
[٣] . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ١٦/٦٢.
[٤] . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ١٦/٦٢.
[٥] . المصدر السابق: ٧/٢٠١.
[٦] . سفينة البحار ٢/٣٩٥ باب القاف نشر مكتبة سنائى طهران ١٩٧٦ واُنظر أيضاً الترمذي: ٤/٦٤٠ الباب ٢٦ ـ كتاب صفة القيامة ـ.
[٧] . سفينة البحار ٢/٣٩٥ باب القاف نشر مكتبة سنائى طهران ١٩٧٦ واُنظر أيضاً الترمذي: ٤/٦٤٠ الباب ٢٦ ـ كتاب صفة القيامة ـ.
[٨] . سفينة البحار ٢/٣٩٥ باب القاف نشر مكتبة سنائى طهران ١٩٧٦ واُنظر أيضاً الترمذي: ٤/٦٤٠ الباب ٢٦ ـ كتاب صفة القيامة ـ.
[٩] . الأنعام: ٩٤.
[١٠] . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ١٦/٦٢.
[١١] . المصدر السابق: ١٦/٦٣.
[١٢] . المصدر السابق: ١٩/٩٩، جاء فيه قول أميرالمؤمنين(عليه السلام) : «يا كميل ، مر أهلك أن يروحوا في كسب المكارم، ويدلجوا في حاجة من هو نائم، فو الّذي وسع سمعه الأصوات، ما من أحد أودع قلباً سروراً إلاّ خلق الله له من ذلك السرور لطفاً، فإذا نزلت به نائبة جرى إليها كالماء في انحداره حتى يطردها عنه كما تطرد غريبة الابل»، واُنظر الكافي الاُصول والروضة: ٩/٧٠ من منشورات المكتبة الإسلامية طهران.
[١٣] . المصدر السابق: ١٦/٦٢ ـ ٦٣.
[١٤] . الإسراء: ٣٦.
[١٥] . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ١٦/٦٣.
[١٦] . المصدر السابق: ١/٢٧٣.
[١٧] . المصدر السابق: ١٦/٦٣.
[١٨] . المصدر السابق: ١٦/٦٤.
[١٩] . وسائل الشيعة: ١١/٢٢٢ دار احياء التراث العربي بيروت الطبعة الخامسة ١٩٨٩م.
[٢٠] . شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ١/٣٣١.
[٢١] . المصدر السابق: ١٨/٤٠٥.
[٢٢] . المصدر السابق: ١٥/٨٩.
[٢٣] . المصدر السابق: ١٧/٢٢٥.
[٢٤] . الأعراف: ١٧.
[٢٥] . نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٦/١٧٧.
[٢٦] . الكافي الاُصول والروضة لمؤلفه الكليني: ٢/٢٤٦.
****************************