وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ .                
وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                

Search form

إرسال الی صدیق
بعض شروح نهج البلاغة – الأول

١ - اعلام نهج البلاغة

للسيد العلامة علي بن ناصر المعاصر للسيد الرضي وهو أقدم الشروح ، واوثقها واتقنها اوله : ( الحمد لله الذي نجانا من مهاوي الغي وظلماته ، وهدانا سبيل الحق ببيّنات آياته . . .)إلخ [١] .

واطلعت على نسخة من هذا الشرح في مكتبة الامام الفقيد الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء برقم : ( ٨٤٨ ) مخطوطات ، وفي آخرها : بلغ مقابلة على نسخة ذكر أنها قوبلت على نسخة مسموعة ، وذلك في شهر المحرم أول شهور سنة سبعمائة .

ثم جاء بعد ذلك هذه العبارة : تمّ الكتاب بعون الله وحسن تيسيره في شهر رمضان المعظم من إحدى وتسعمائة في المشهد المقدّس المنصور على ساكنه السلام .

٢ - المعارج في شرح نهج البلاغة :

للسيد على بن ناصر أيضا كما ذكر ذلك السيد في « الاعيان » ج ٤١ ص ٢٦٧ .

٣ - شرح نهج البلاغة :

لمحمد بن احمد الوبري من اعلام القرن الخامس .

٤ - التعليق على نهج البلاغة :

للسيد ضياء الدين ابي الرضا فضل الله بن علي بن عبيد الله الحسيني الراوندي من تلامذة الشيخ ابي علي بن الشيخ الطوسي ، ومن أسانيد ابن شهر اشوب .

وعن السمعاني انه قال في كتاب « الانساب » : « قصدت زيارة السيد ابي الرضا ضياء الدين فلما انتهيت الى داره وقفت على الباب هنيئة انتظر خروجه فرأيت مكتوبا على طرار الباب [٢] هذه الآية المشعرة بطهارته وتقواه ( وقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ولا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجاهِلِيَّةِ الأُولى) (الأحزاب : ٣٣ ) فلما اجتمعت به رأيت منه فوق ما كنت أسمع عنه ، وسمعت منه جملة من الأحاديث ، وكتبت مقاطيع من شعره ، ومن أشعاره التي كتبها لي بخطه الشريف هذه الأبيات :

هل لك يا مغرور من زاجر ***** أو حاجز من جهلك الغامر

أمس تقضى وغدا لم يجيء ***** واليوم يمضي لمحة الباصر

فذلك العمر كذا ينقضي ***** ما أشبه الماضي بالغابر  [٣]

وللسيد ضياء الدين غير « التعليق » مؤلفات منها : « ضوء الشهاب » و « كتاب الاربعين من الأحاديث » و « أدعية السر » و « شرح الرسالة الذهبية » وتاريخ التعليق المذكور سنة (٥١١ هـ) .

٥ - معارج نهج البلاغة

لأبي الحسن علي بن أبي القاسم زيد ( من ذرية خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين صاحب رسول الله صلىّ الله عليه وآله وسلَّم ) [٤] البيهقي المتكلم الجليل الشهير بفريد خراسان ، من مشايخ ابن شهر اشوب ، وقد أخذ من أستاذه هذا كتاب« حلية الاشراف » [٥] تأليف والده كما ذكر ذلك في مقدمة كتاب « مناقب آل ابي طالب » .

وذكر في هذا الشرح طرقه الى السيد الرضي رحمه الله فقال : ( قرأت في كتاب « نهج البلاغة » على الامام الزاهد الحسن بن يعقوب بن احمد القارى - الى ان قال - في شهور سنة ست عشرة وخمسمائة وخطه شاهد لي بذلك ، والكتاب سماع له عن الشيخ جعفر الدوريستي الفقيه [٦] ، والكتاب سماع لي عن والدي الامام أبي القاسم زيد بن محمد البيهقي [٧] ، وله اجازة عن الشيخ جعفر الدوريستي ، وخط الشيخ جعفر شاهد عدل بذلك ، وبعض الكتاب سماع لي عن رجال لي رحمة الله عليهم ، والرواية الصحيحة في هذا الكتاب رواية ابي الأغر محمد بن همام البغدادي تلميذ الرضي ، وكان عالما بأخبار أمير المؤمنين عليه السّلام  [٨] .

وبهذا تعرف عناية العلماء في رواية ( نهج البلاغة ) وضبطه .

وقال في أول شرحه على ( النهج ) : التمس مني الإمام السعيد جمال المحققين أبو القاسم علي بن الحسن الخونقى النيسابوري [٩] أن أشرح ( نهج البلاغة ) - ذلك الإمام الزاهد الورع من لجّة بحر الحياة .

ثم أهدى شرحه هذا إلى ملك النقباء على بن محمد بن هبة الله النيسابوري .

والسيد علي بن محمد هذا وصفه البيهقي في أول شرحه على ( نهج البلاغة ) بقوله : وخدمت بهذا الكتاب خزانة السيد الأجل العالم عماد الدولة والدين ، جلال الاسلام والمسلمين ، ملك النقباء في العالمين . . .إلخ .

وألف البيهقي أيضا بالتماسه ( لباب الأنساب ) فرغ منه في شهر رمضان سنة ٥٥٨ [١٠].

وللبيهقي غير الشرح المذكور من الكتب ( أسئلة القرآن مع الأجوبة ) و ( إعجاز القرآن ) و ( قرائن القرآن ) ، و ( مشارب التجارب ) و ( تلخيص مسائل من الذريعة ) للسيد المرتضى ، و ( الإفادة للشهادة ) و ( جواب يوسف اليهودي ) وغيرها .

والبيهقي هذا من ذرية خزيمة بن ثابت ذي الشهادتين الأنصاري صاحب رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم المقتول مع علي عليه السّلام بصفين وسيأتي في الخطبة ( ١٨٠ ) تأوه أمير المؤمنين عليه .

٦ - المعراج في شرح نهج البلاغة :

مجهول المؤلف ، ذكره الشيخ النوري نور الله ضريحه عند كلامه على شرح القطب الكيدري كما سيجيء .

٧ - منهاج البراعة :

للامام أبي الحسن سعيد بن هبة الله بن الحسن المعروف بقطب الدين الراوندي الفقيه الحجة في كل فنون العلم ، المصنف في كلَّها من أعاظم علماء الامامية ومحدثيهم ، وهو أحد مشايخ ابن شهر اشوب ، ويروي عن جماعة من المشايخ كأمين الاسلام الطبرسي ، والمرتضى الرازي ، والعماد الطبري وابن الشجري والآمدي وغيرهم .

ومن مؤلفاته ( خلاصة التفاسير ) في عشر مجلدات وهذا التفسير أجمع الجوامع لعلوم القرآن و ( فقه القرآن ) و ( الخرائج والجرائح ) و ( قصص القرآن ) و ( شرح خطبة نهج البلاغة ) أي مقدمة الرضي للنهج ، كما سيأتي إن شاء الله .

ويروي الشيخ قطب الدين الراوندي ( نهج البلاغة ) عن الشيخ عبد الرحيم البغدادي المعروف بابن الاخوة ، عن الفاضلة الجليلة السيدة النقية بنت السيد المرتضى علم الهدى عن عمّها الشريف الرضي رحمهم الله تعالى .

وله طريق آخر في روايته للنهج عن السيدين المرتضى والمجتبى ابني الداعي الحسين الحلبي عن أبي جعفر الدوريستي عن السيد الرضي .

وقد أكثر ابن أبي الحديد في شرحه نقد شرح القطب الراوندي ، والايراد عليه ، وأخفى كلّ محاسن هذا الكتاب وحسنات مؤلفه ، وقد رأى القذاة في عين الراوندي ولم ير الجذع في عينه .

هذا وقد حدثني العلامة المحقق الشيخ محمد السماوي سنة ١٣ أن في مكتبته نسخة خطية من شرح القطب الراوندي ، وقال إنه على استعداد لاعطائها من يريد طبعها بلا عوض ولا ندري أين مثواها الآن ، لأن مكتبة الشيخ محمد السماوي رحمه الله تبددت بعد موته ، وكان من حرصه عليها لو تمكن أن لا يراها النسيم لفعل .

وحدثني الاستاذ المتتبع السيد عبد العزيز الطباطبائي بحضرة الشيخ صاحب ( الذريعة ) قدس سرّه أن نسخة خطية من ( شرح نهج البلاغة ) هذا بمجلس الشورى في طهران برقم ( ٧٥٦٥ ) وقال : إنه عازم على تصوير نسخة منه لمكتبة الامام أمير المؤمنين في النجف الاشرف ، كما سبق أن صوّر لها عددا من المخطوطات .

توفي القطب الراوندي رحمه الله في شوال سنة ( ٥٧٣ ) وقبره بقم بجوار الحضرة الفاطمية مزار مشهور .

٨ - حدائق الحقائق :

لأبي الحسين محمد بن الحسين البيهقي النيسابوري الكيدري نسبة الى كيدر ، قرية من قرى بيهق ، او الكندري - بالنون بعد الكاف - نسبة الى قرية من قرى نيسابور ، من علماء الامامية صاحب كتاب ( الاصباح ) في الفقه ، و ( أنوار العقول ) في الأشعار المنسوبة لأمير المؤمنين عليه السّلام .

وسيأتي لنا بحث شامل في هذا الكتاب - إن شاء الله - في الديوان المنسوب لأمير المؤمنين عليه السّلام عند الكلام في مصادر الكلمة رقم ( ١٩٠ ) في باب الكلمات القصار وهي قوله عليه السّلام : « واعجبا أتكون الخلافة بالصحابة ولا تكون بالصحابة والقرابة » كما سيأتي ذكر ل ( أنوار العقول ) هناك .

والكيدري من معاصري القطب الرواندي ، وقد فرغ من شرحه على « النهج » سنة ( ٥٧٦ ) وقال في أوّله بعد كلام طويل : فعنّ لي أن أشرع في شرح هذا الكتاب مستمدا - بعد توفيق الله - من كتابي ( المعراج ) و ( المنهاج ) غائصا على دررهما كافلا بإيراد فوائد على ما فيهما ، وزوائد لا كزيادة الاديم ، بل كما زيد في العقد من الدر اليتيم ، ومتمما ما تضمناه . . إلخ و ( المنهاج ) و ( المعراج ) من شروح ( نهج البلاغة ) قال شيخنا النوري نور الله ضريحه : أما ( المنهاج ) فهو شرح الراوندي وأما ( المعراج ) فلا أعرف مؤلفه . اه .

وقد ذكرنا ( المعراج ) فيما تقدم .

٩ - مناهج نهج البلاغة :

للامام قطب الدين الكيدري أيضا ذكره السيد ابو محمد الحسن الصدر في

( تأسيس الشيعة ص ٤١٧ ) وقد لخصه ابو علي الحسن بن محمد السبزواري في كتاب سماه ( بهجة المناهج ) كما سيأتي إن شاء الله .

١٠ - شرح نهج البلاغة :

للشيخ أفضل الدين الحسن بن علي بن أحمد الماه آبادي أحد مشايخ صاحب ( الفهرست ) الشيخ منتجب الدين المتوفى بعد سنة ( ٥٨٥ ) .

قال في ( أمل الآمل ) ٢ : ٦٩ : الشيخ الامام أفضل الدين الحسن بن علي بن أحمد الماه آبادي علم في الأدب ، فقيه صالح ، ثقة متبحر ، له تصانيف منها : ( شرح النهج ) ، ( شرح الشهاب ) ، ( شرح اللمع ) ، كتاب ( رد التنجيم ) كتاب في الاعراب ،( ديوان شعره ) ، ( ديوان نثره ) .

١١ - شرح النهج :

للقاضي عبد الجبار المردد بين جمع مقارنين بعصر شيخ الطائفة الطوسي .

وهم الفقهاء الأفذاذ :

١ - القاضي ركن الدين عبد الجبار بن علي الطوسي .

٢ - القاضي عبد الجبار بن فضل .

٣ - عبد الجبار بن منصور .

٤ - عبد الجبار بن أحمد المتوفى بالري عام ٤١٥ صاحب كتاب ( المغني ) الذي نقضه المرتضى ب ( الشافي ) .

٥ - عبد الجبار بن عبد الله المقري الرازي .

٦ - عبد الجبار بن محمد الطوسي .

٧ - أبو علي عبد الجبار بن الحسين . وسيأتي ذكر لهذا الشرح برقم ٢٦ .

١٢ - شرح نهج البلاغة :

للفخر الرازي أبي عبد الله محمد بن عمر المفسر المشهور المتوفى عام ( ٦٠٦ )

لم يتم كما صرح به القفطي في ( تاريخ الحكماء ) والصفدي في ( الوافي بالوفيات ) وكما أن الرازي لم يتم شرحه على ( نهج البلاغة ) كذلك لم يتم تفسيره للقرآن الكريم فأتم التفسير ابو العباس أحمد بن محمد بن مكي القرشي القمولي صاحب كتاب ( المحيط في شرح الوسيط ) وغيرها المتوفى في رجب سنة ٧٢٧ .

١٣ - شرح نهج البلاغة :

لأبي الفضل يحيى بن أبي طي حميد بن ظافر البخاري من تلامذة ابن شهر اشوب .

قال ابن حجر في ( لسان الميزان ) ج ٦ ص ٢٦٣ : ولد في حلب سنة ( ٥٧٥ ) وقرأ القرآن ، ثم جرّد رواية أبي عمر ، وأكثر رواية نافع ، وتعاطى صنعة التجارة مع والده ، وكان مقدما فيها ، ثم نظم الشعر ، ومدح الظاهر بن السلطان صلاح الدين الأيوبي ، واستقرّ في شعرائه وأخذ الفقه عن أبي جعفر محمد بن علي بن شهر اشوب المازندراني ، وكان بارعا في الفقه على مذهب الامامية ، وله مشاركة في الاصول ، والقراءات ، وأخذ عن غيره ، اه .

له من المؤلفات ( معادن الذهب في تاريخ حلب ) و ( فضائل الائمة ) و ( خلاصة الخلاص في آداب الخواص ) و ( الحاوي في رجال الامامية ) و ( سلك النظام في أخبار الشام ) وغيرها ، توفي سنة ٦٣٠ .

١٤ - شرح نهج البلاغة :

ألفه علامة المعتزلة الفاضل عز الدين عبد الحميد بن محمد بن محمد بن أبي الحديد المعتزلي المدائني لخزانة الوزير أبي طالب محمد بن أحمد بن علي العلقمي المتوفى عام ( ٦٥٦ ) وزير المستعصم آخر خلفاء بني العباس ، صنفه في مدة أربع سنين وثمانية أشهر - كما في آخر الكتاب - ولما فرغ من تصنيفه أنفذه على يد أخيه موفق الدين كما عن كتاب « معجز الآداب في معجم الالقاب »

لأحمد بن محمد الشيباني - قال : فبعث له بمائة دينار وخلعه سنية وفرس فكتب الى الوزير :

أيا رب العباد رفعت ضبعي ***** وطلت بمنكبي وبللت ربقي

وزيغ الأشعري كشفت عني ***** ولم أسلك ثنيات الطريق

أحب الاعتزال وناصريه ***** نعم وفريقهم أبدا فريقي

و « شرح النهج » لم أدركه إلا ***** بعونك بعد مجهدة وضيق

تمثل إذ بدأت به لعيني ***** هناك كذروة الطود السحيق  [١١]

فتمّ بحسن عونك وهو أنأى *****من العيّوق أو بيض الأنوق [١٢]

بآل العلقمي ورت زنادي ***** وقامت بين أهل الفضل سوقي  [١٣]

فكم ثوب أنيق نلت منهم ***** ونلت بهم ، وكم طرف عتيق [١٤]

أدام الله دولتهم وأنحى ***** على أعدائهم بالخنفيق  [١٥]

وذكر ابن سنجر في « تجارب السلف » ما هذا معرب بعضه : قال ( لما حمل الشرح الى مجلس الوزير أخرج الفا ( يعني من الدراهم ) وعشرة تخوت [١٦] فلما أراد ابن أبي الحديد النهوض أخرج معه حاشيته وأركبوه وساروا حوله حتى أوصلوه الى داره .

قال : ولما وقعت حادثة المغول أخذوا ابن أبي الحديد وأخاه موفق الدين وأرادوا قتلهما ، فسعى ابن العلقمي في خلاصهما ، وتشفع إليهم بنصير الدين الطوسي فخلوا عنهما ، فأقبل ابن أبي الحديد يشكر ابن العلقمي على حسن فعله فقال ابن العلقمي : والله لو افتديتكما بنفسي لكان ذلك قليلا ، لأنك خلدت اسمي في كتابك ) اه ملخصا  [١٧].

وشرح ابن ابي الحديد من اشهر الشروح ، واكثرها انتشارا ، واغزرها مادة ، وأكثرها فائدة ، وقد حدثني استاذي المرحوم السيد كاظم الخطيب ، قال : لقد قرأت شرح ابن أبي الحديد عدة مرات من فاتحته الى خاتمته ومع ذلك كلما اعدت مراجعته أجد فيه ما كأني لم أقرأه ، ولم أعرج عليه .

وللدكتور صفاء خلوصي كلمة ضافية حول شرح ابن أبي الحديد نشرتها مجلة ( المعلم الجديد ) بعنوان ( الكنوز الدفينة في شرح ابن ابي الحديد لنهج البلاغة ) نقتطف منها ما يلي : « كتاب ولا كالكتب ، بل بوسعي أن أقول : إنه من الكتب القليلة النادرة التي تجمع بين المتعة والفائدة الى أقصى حدودهما ، مع نصاعة في الديباجة ، وحلاوة في اللغة ، وسلامة في التعبير ، وسلاسة في البيان ، فأنت حين تقرأ الكتاب تشعر كأنك تطالع دائرة معارف تزودك بمعلومات لغوية ، وأدبية ، وتاريخية ، وفلسفية ، على صعيد واحد ضمن إطار ( نهج البلاغة ) للامام علي .

وليس هذا فحسب بل إن كثيرا من الكتب التي أصبحت في عداد التراث العربي المفقود لا تزال عناوينها ومقتبسات منها محفوظة فيه .

وبوسع القارئ المطالع له أن يقتبس شيئا جديدا من كل فصل من فصوله ، إن لم أقل من كل صفحة من صفحاته ، فهو الكتاب القديم الجديد دائما وابدا .

وتجد التاريخ الإسلامي من عهد الرسالة الى سنة ٦٢٣ ه أي قبل سقوط بغداد على يد التتر بثلاثة عشر عاما موزعا في ثنايا الكتاب بأجزائه الاربعة [١٨] .

وأمتع فصل في الكتاب هو الفصل الخاص بالزحف التتري بقيادة جنكيزخان على البلاد الاسلامية ، والامور التي يرويها هي مما عاصره فشهده بنفسه ، او سمع به في حياته .

ولا يقل فصل حرب صاحب الزنج عن فصل هجمات التتار على البلاد الاسلامية متعة وفائدة .

ولقد ذكرنا في بداية بحثنا هذا : ان شرح ابن أبي الحديد يضم أجزاء من كتب لم يبق لها أثر ، وهو من هذه الناحية أشبه بمتحف المخطوطات ممزقة قديمة ، فمن تلك مثلا : ( كتاب صفين ) لنصر بن مزاحم المنقري ، وكتاب ( التاج ) لابن الراوندي ، وكتاب ( العباسية ) للجاحظ ، و ( الموفقيات ) للزبير بن بكار ، وكتاب ( السقيفة ) لأحمد بن عبد العزيز الجوهري ، وكتاب ( وقعة الجمل ) لأبي مخنف ، وكتاب ( الغارات ) لابن هلال الثقفي ، وكتاب ( الجمع بين الغريبين ) للهروي ، و ( الجراح ) لقدامة بن جعفر ، ويلوح ان ما تبقى من كتاب ( الغارات ) [١٩].

 في مضامير شرح ابن أبي الحديد اكثر من غيره من المصادر البائدة ، ولكثرة المصادر المتوفرة ايام ابن أبي الحديد قبل كارثة التتار نجد في كتابه معلومات لا تتهيأ لنا في كتب اخرى .

ويروى استنادا الى المصادر الصحيحة التي كانت بجوزته أنه صلَّى الله عليه وآله وسلَّم مكث قبل الرسالة سنين عشرة يسمع الصوت ويرى الضوء ، ولا يخاطبه أحد ، وكان ذلك إرهاصا لرسالته عليه السّلام ، فحكم تلك السنين العشرة حكم ايام رسالته ، ومعنى ذلك تقليص ايام الجاهلية عشر سنوات اخرى ، وإدخال يوم ولادة الامام علي في العهد الاسلامي لا الجاهلي الوثني .

والكتاب من أفضل المراجع لدراسة موضوع « الخوارج » ولا يكاد يوازيه في الأفضلية غير « الكامل » للمبرد الذي هو من بعض مصادره .

وينهج ابن ابي الحديد نهجا روائيا تصويريا في كتاباته مما يجعلها ممتعة غاية الامتاع .

وتنشر في ثنايا « الشرح » نقاط لغوية ممتعة بينها ما يهم الباحثين في علم اللغات .

ويبدو ان ابن أبي الحديد تعمد في أن يجعل كتابه مرجعا للملاحم الداهية في تاريخ الاسلام فمن معركة الجمل الى صفين وغارات الخوارج الى ثورة الزنج ، وغزوات التتار المفجعة المؤلمة ، ولقد تفصل بصورة خاصة في ثورة الزنج ( ج ٢ ص ٤٨٨ - ٥٤٠ ) ولا اعتقد ان هناك مرجعا أوفى وأدق من كتاب ابن أبي الحديد في هذا الموضوع .

وهكذا نجد بوجه عام ان ابن أبي الحديد قد جعل ( شرح نهج البلاغة ) اطارا جميلا بصورة رائعة تزدحم فيها الوقائع التاريخية ، والبحوث الأدبية والمناقشات الفلسفية ، فهو بحق منجم لكنوز دفينة لا تقوم بثمن » [٢٠].

توجد في مكتبات النجف الأشرف الخاصة والعامة عدة نسخ من شرح ابن أبي الحديد كتبت بأزمان مختلفة أهمها نسخة مكتبة المشهد العلوي ولعلها من أقدم النسخ الخطية ، كما توجد نسخة كاملة بعشرين جزء بخطوط مختلفة بمكتبة المتحف البريطاني برقم ( ١٣٦ ) ونسخة اخرى بمكتبة الفاتيكان بروما برقم ( ٩٨٦ ) ، وحدثني العلامة المرحوم الشيخ محمد السماوي في سنة ( ١٣٥٩ ) ه قال : عرضت عليّ النسخة التي هي بخط ابن أبي الحديد ناقصة بعض الأجزاء منذ سنين فعجزت عن شرائها يومذاك واشتراها الاستاذ خليل عزمي بمائة وخمسين روبية أه .

ورأيت مجلدا يحتوي على النصف الاول من الشرح المذكور عند العلامة الاستاذ الشيخ اسد حيدر ، مخطوط بخط واضح غاية في الجودة ، ومن لطيف الصدف أن الشيخ اسد دخل الصحن الحسيني الشريف فوجد هذا المجلد معروضا للبيع فاشتراه وتصفحه وإذا به يجد عليه ملكية والده بخطه ، كما وجد بعض الحواشي والتصحيحات بخط والده أيضا وقد أكل التصحيف منها جانبا ، وسأل بعد ذلك الشيخ محمد السماوي عن النصف الثاني من هذه النسخة فأخبره بوجوده في مكتبة بعض الاعلام في النجف .

هذا ويعد ابن أبي الحديد ، من خصوم الشيعة ، وأشدّ مناوئيهم رغم ما يظهر من حبّه لعلي عليه السّلام ، وإظهار تفضيله .

ورأيت بخط الامام المرحوم كاشف الغطاء على ظهر المجلد الاول من الشرح من الطبعة ذات المجلدين المطبوعة على الحجر في ايران الموجودة في مكتبته العامة الشهيرة في النجف الأشرف ما معناه : ( نعم المؤلف لو لا عناد المؤلف ) فتأمل هذه العبارة من هذا المطلع المتتبع لتعرف أن هؤلاء الذين نسبوا ابن أبي الحديد الى التشيع على جانب من الخطأ عظيم .

وسمعت المرحوم الثقة السيد كاظم الحسيني الخطيب [٢١] .

ينقل عن الامام الشيخ محمد طه نجف قدس سره أنه قال : « لو أوقف خصوم أمير المؤمنين عليه السّلام بين يدي الله ما استطاعوا ان يعتذروا عن أنفسهم كما اعتذر عنهم ابن أبي الحديد » .

لذلك كثر الرد عليه من اعلام الامامية ، واليك أسماء بعض الكتب المفردة في الردّ عليه مضافا إلى من تعرضوا لرده حسب ما تقتضيه المقامات من أبواب كتبهم :

أ - الروح في نقض ما أبرمه ابن أبي الحديد للسيد جمال الدين أبي الفضائل احمد بن موسى بن جعفر ( شقيق السيد علي بن طاوس ) وكان من فقهاء أهل البيت ، له أكثر من ثمانين مصنفا منها ( نقض الرسالة العثمانية ) و ( الملاذ في الفقه ) و ( العدّة في أصول الفقه ) و ( شواهد القرآن ) و ( عين العبرة في غبن العترة ) توفى في الحلة سنة ٦٨٣ - ٦٧٧ ومرقده الشريف في الحلة ظاهر معروف .

ب - سلاسل الحديد وتقييد اهل التقليد : لعلامة البحرين السيد هاشم بن سليمان البحراني التوبلي المتوفى ( ١١٠٧ ) انتخبه من شرح ابن ابي الحديد ورد عليه ، ذكر في ( لؤلؤة البحرين ) ص ٥٤ ، وفي ( انوار البدرين ) ص ١٣٨ ، وفي ( الذريعة ) ج ٢١ ص ٢١٠ وقد سمي هذا الكتاب باسم رسالة للسيد ماجد البحراني المتوفى ٢١ شهر رمضان ( ١٠٢٨ ) اسمها ( سلاسل الحديد في تقييد اهل التقليد ) والظاهر من اسم هذه الاخيرة ان موضوعها في الانتصار للاخباريين .

ج - سلاسل الحديد في الرد على ابن ابي الحديد للشيخ يوسف الكوفي الأوالي ذكره ابو الثناء الآلوسي في « الفيض الوارد في مرثية خالد » ص ٣٠ ، واظن انه الآتي ولكن الشيخ يوسف البحراني لا يعرف بالكوفي .

د - سلاسل الحديد في تقييد ابن ابي الحديد : للشيخ يوسف البحراني صاحب ( الحدائق الناضرة ) المتوفى سنة ( ١١٨٦ ) ه وصفه مؤلفه في آخر ( لؤلؤة البحرين ) بقوله : ( ذكرت في أوله مقدمة شافية في الإمامة تصلح أن تكون كتابا مستقلا ، ثم نقلت من كلامه في الشرح المذكور ما يتعلق بالإمامة وأحوال الخلفاء وما يناسب ذلك ويدخل تحته ، وبينت ما فيه من الخلل والمفاسد الظاهرة لكل طالب وقاصد ، خرج منه مجلد ومن المجلد الثاني ما يقرب من الثلث وعاق الإشتغال بكتاب « الحدائق » عن اتمامه ) اه .

وقال الشيخ آغا بزرك : « رأيته في كتب السيد خليفة واشتراه الميرزا محمد الطهراني لمكتبته ( مكتبة الطهراني بسامراء ) وقد اوقفت بعد وفاته » [٢٢] .

ه - الرد على ابن ابي الحديد : للشيخ علي بن الشيخ حسن البلادي البحراني المتوفى عام ( ١٣٤٠ ) ه صاحب كتاب ( انوار البدرين ) ذكره في ( الانوار ) ص ٣٧٢ قال ( لنا حواش كثيرة على شرح ابن ابي الحديد للنهج المرتضوي ورد عليه ) .

وقد لخص شرح ابن ابي الحديد فخر الدين عبد الله المؤيد با لله وأسماه « العقد النضيد المستخرج من شرح ابن ابي الحديد » توجد منه نسخة مؤرخة بسنة ( ١٠٨٠ ) ه ، كما اختصره السلطان محمود الطبسي - كما سيأتي - إن شاء الله ، وانتخب منه الشيخ محمد بن قنبر علي الكاظمي كتابا سماه « التقاط الدرر المنتخب » فرغ منه سنة ( ١٢٨٣ ) ه قال شيخنا الإمام الطهراني : والنسخة بخطه في خزانة كتب سيدنا الحسن صدر الدين الكاظمي أه .

ونقله الى الفارسية المولى شمس بن محمد بن مراد سنة ( ١٠١٣ ) ه كما ترجمه بالفارسية الحاج نصر الله بن فتح الله الدزفولي ، وزاد عليه كما سيأتي .

و - النقد السديد لشرح الخطبة الشقشقية لابن ابي الحديد : للفاضل الورع الشيخ محسن كريم نزيل ( الخضر ) اليوم اقتصر فيه على رد بعض أقوال ابن ابي الحديد في شرح الشقشقية ، وقد طبع الجزء الأول منه

في النجف في سنة ( ١٣٨٣ ) وهو عازم على اخراج الجزء الثاني - أرجو له من الله التوفيق .

ورأيت عند العلامة المرحوم الشيخ طالب حيدر كراريس قرأ علينا منها فصولا جيدة يرد فيها على ابن ابي الحديد في اعتذاره عن خصوم أمير المؤمنين عليه السّلام .

وقبل أعوام ظهر كتاب ( تشريح شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد ) لمحمود الملاح وهو كتاب مليء بالطعن على الامام علي وشيعته ، وجحود فضائله ومناقبه ، ونكران البديهيات من الامور ، والمسلمات من القضايا ، بل لم يسلم من تجريحه حتى علماء المسلمين من غير الشيعة امثال : الإمام أحمد ابن حنبل ، والنسائي ، وابن قتيبة ، والزمخشري ، وسبط ابن الجوزي ، وابن الصباغ المالكي ، والإمام الشيخ محمد عبده ، والاستاذ محمد محي الدين عبد الحميد وأحمد زكي شيخ العروبة وغيرهم ، بل وحتى أحمد أمين والعقاد ومحمد سيد كيلاني مع مشاركتهم له في الرأي بالتشكيك بنسبة كل ما في ( نهج البلاغة ) للإمام علي عليه السّلام .

ولم يخف على أهل النظر من العراقيين - وقتئذ - السبب والغاية من تأليف هذا الكتاب ، ومن خدمهم فيه ولمصلحة من اخرجه وقد رد عليه الاستاذ رياض حمزة شير علي بكراسة أسماها « الملاح التائه » باسلوب تهكمي مدعوم بالحقائق الناصعة ، والحجج الرصينة ، وقد طبع هذا الرد مرتين .

كما ألف الأديب الشاعر عبد الحسين الشيخ موسى السماوي في رده ( مبضع الجراح في تشريح الملاح ) وقد طبع ونشر يومذاك .

وكما لعلماء الشيعة ردّ على ابن ابي الحديد كذلك لعلماء السنة ردّ عليه لما يذهب إليه من تفضيل علي عليه السّلام ومن جملة الردود ( سلاسل الحديد في رد ابن ابي الحديد ) لمصطفى بن محمد أمين الواعظ من علماء بغداد توفي سنة ١٣٣١ ه توفى ابن ابي الحديد سنة ( ٦٥٦ ) على الأصح بعد وفاة ابن العلقمي بأيام قلائل ، فعن ( الحوادث الجامعة ) في وفيات سنة ( ٦٥٦ ) .

( توفى فيها الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي  [٢٣]

 في جمادي الآخرة ببغداد . . . والقاضي موفق الدين أبو المعالي القاسم بن ابي الحديد المدائني في جمادى الآخرة فرثاه اخوه عز الدين عبد الحميد بقوله :

أأبا المعالي هل سمعت تأوهي ***** فلقد عهدتك في الحياة سميعا

عيني بكتك ولو تطيق جوانحي ***** وجوارحي أجرت عليك نجيعا

أنفا غضبت على الزمان فلم تطع ***** حبلا لاسباب الوفاء قطوعا

ووفيت للمولى الوزير فلم تعش ***** من بعده شهرا ولا اسبوعا

وبقيت بعد كما فلو كان الرد ***** ى بيدي لفارقنا الحياة جميعا

فعاش عز الدين بعد أخيه أربعة عشر يوما ) .

خلف ابن ابي الحديد خمسة عشر مؤلفا أشهرها ذكرا وأعلاها قدرا وأعمها نفعا هو ( شرح نهج البلاغة ) .

------------------------------------------------------------
[١] . اعيان الشيعة ٤١ ، ٢٦٧ ونقلت هذا عن الشيخ النوري والسيد الأمين والشيخ الامين ثم رأيت نسخة خطية عن هذا الشرح فرأيته ينقل عن شرح النهج للويري وهو من علماء القرن الخامس كما سيأتي قريبا .
[٢] . طرار الباب بكسر الطاء المهملة جبهته وحواشيه .
[٣] . الكنى والالقاب ٢ ، ٣٩٥ ط صيدا ، والغابر من الاضداد يطلق على الماضي والحاضر .
[٤] . خزيمة ( مصغرا ) بن ثابت الانصاري ، شهد بدرا ، وما بعدها من المشاهد ، ويقال له ذو الشهادتين لان رسول الله ( ص ) جعل شهادته كشهادة رجلين لقصة مشهورة وشهد مع علي صفين كما ذكر ذلك ابو عمر في « الاستيعاب » وقتل بعد عمار . وتأوه عليه أمير المؤمنين في خطبته المذكورة في « نهج البلاغة » برواية نوف البكالي . قال ابن ابي الحديد : « ومن غريب ما وقعت عليه من العصبية ان أبا حيان التوحيدي قال في كتاب » البصائر « ان خزيمة بن ثابت المقتول مع علي عليه السلام بصفين ليس خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين بل آخر من الانصار صحابى اسمه خزيمة بن ثابت ، وهذا خطأ لأن كتب الحديث والنسب تنطق بأن لم يكن في الصحابة من الانصار خزيمة بن ثابت إلا ذو الشهادتين وانما الهوى لا دواء له على أن الطبري صاحب التأريخ قد سبق ابن حيان بهذا القول ومن كتابه نقل ابو حيان والكتب الموضوعة لاسماء الصحابة تشهد بخلاف ما ذكراه ، ثم اى حاجة لناصري امير المؤمنين بخزيمة وابي الهيثم وعمار وغيرهم لو انصف الناس هذا الرجل ، ورأوه بالعين الصحيحة لعلموا انه لو كان وحده وحاربه الناس كلهم أجمعون لكان على الحق وكانوا على الباطل » ( الشرح م : ٢ : ٥٣٩ ) .
[٥] . موضوع هذا الكتاب : ان اولاد الحسين عليه السلام اولاد النبي صلي الله عليه وآله انظر « معالم العلماء » ص ٥١ .
[٦] . ابو عبد الله جعفر بن محمد بن احمد بن العباس الدوريستي ( نسبة الى دوريست قرية على فرسخين من الري ) عالم جليل من أهل بيت عرفوا بالفقاهة والفضل آباء وأبناء ، وكان مشهورا في جميع الفنون ، مصنفا كثير الرواية ، يروى عن جماعة من العلماء منهم الشيخ المفيد والسيد بن المرتضى والرضي ، وشيخ الطائفة الطوسي .
[٧] . أبو القاسم زيد بن محمد بن الحسن البيهقي فقيه صالح توفي آخر جمادى الثانية سنة ( ٥١٧ ) وهو صاحب كتاب ( حلية الاشراف ) الذي مر ذكره في الهامش قبل قليل .
[٨] . « خاتمة المستدرك » ص ٣٨١ عن الشرح المذكور .
[٩] . أنظر ترجمته في ( ثقات العيون في سادس القرون ) لآغا بزرك ص ١٨٤ .
[١٠] . انظر معجم الأدباء : ج ٤ ص ٢٢٥ .
[١١] . الطود الجبل العظيم ، والسحيق - في الاصل - البعيد والمراد بما هنا الشاهق .
[١٢] . العيوق : نجم احمر مضيء في طرف المجرة الايمن يتلو الثريا لا يتقدمها . والأنوق كصبور : العقاب او الرحمة ، او طائر اسود له كالعرف أو اسود أصلع الرأس اصفر المنقار وهو اعز من بيض الأنوق لأنها تحرزه فلا يكاد يظفر به لأن او كارها في القلل الصعبة .
[١٣] . روي الزناد وريا : اتقد وتقول لمن أعانك وأنجدك : بك ورت زنادي ، وقامت السوق راجعت ومراده : انه اصبح بفضلهم ذا سوق رائجة بين أهل الفضل ومنزلة عندهم .
[١٤] . الطرف بكسر الطاء المهملة بعدها راء ساكنة ثم فاء : الفرس ، وعتيق : سابق .
[١٥] . الخنفقيق : حكاية جرى الخيل وهو مشي باضطراب ولعل المراد دعاء عليهم ، بالاختلاج : وفسره بعضهم بالداهية .
[١٦] . التخت : وعاء تصان به الثياب .
[١٧] . هذه الرواية تؤيد ما نقل عن ابن الفوطي في « مجمع الالقاب » من ان ابن ابي الحديد ادرك سقوط بغداد بيد التتار وانه كان ممن خلص من القتل في دار الوزير ابن العلقمي مع اخيه موفق الدين خلافا لمن ذكر انه توفي قبل دخول التتار .
[١٨] . يقصد مجلداته الاربعة وإلا فاجزاء الكتاب عشرون حسب تجزئة المؤلف ، وقد طبع اخيرا كذلك .
[١٩] . قد وهم الدكتور صفاء بقوله لم يبق لها أثر فكتاب ( صفين ) لنصر بن مزاحم طبع مرارا في مصر وبيروت وايران ، ولكن المطبوع ناقص ، وكتاب ( الموفقيات ) طبع أيضا ببغداد ولكن بعد نشر هذا المقال ، و ( الجمع بين الغريبين ) رأيته في المكتبة الظاهرية بدمشق و ( الغارات ) توجد منه مخطوطة بمكتبة الامام البروجردي بقم . وقد طبع الغارات أخيرا بطهران .
[٢٠] . المعلم الجديد ج ٣ و ٤ من المجلد الرابع والعشرين تموز ١٩٦١ .
[٢١] . هو استاذي وابن عم والدي ، ولد في سنة ١٣٠٦ في ضاحية من ضواحي الناصرية حيث كان ابوه مزارعا هناك ، ونشأ نشأة تلوح منها علائم النبوغ ، وامارات العبقرية ، وتفرس فيه ذلك صهره العلامة الشيخ محمد حيدر رحمه الله ذلك فحثه على طلب العلم ، فهاجر الى النجف الاشرف سنة ١٣٢٠ وجد في الطلب ، وثابر على التحصيل ، وامتهن الخطابة ، وبرع فيها حتى صار موضع اعجاب المستمعين على اختلاف اذواقهم لغزارة علمه ، ووفرة اطلاعه ، ومعرفته بحرمة المنبر ، وتحسسه بأدراء المجتمع ، ومشاكل الناس ، ومهارته في وصف الأدوية الناجعة ووضع الحلول النافعة بالاضافة الى عذوبة منطقه ، وجهورية صوته ورخامته ، ووقاره المتناهي ، واتزانه المنقطع النظير حتى قال في حقه الامام الفقيد كاشف الغطاء ، وكانت بينهما مودة اكيدة « فلما رأيت مثله في صلابة إيمانه ، وتأثير موعظته » توفى رحمه الله في ١٥ شعبان سنة ١٣٧٠ وكان يومه مشهودا ودفن في النجف الأشرف .
[٢٢] . الذريعة ١٢ ، ٢١٠ .
[٢٣] . هو ابو طالب محمد بن احمد الأسدي ، وقيل لجده العلقمي لانه حفر النهر المسمى بالعلقمي اشتغل في صباه بالادب ففاق فيه أقرانه ، وكتب خطا مليحا ، وترسل ترسلا فصيحا وضبط ضبطا صحيحا ، اقتنى كتبا كثيرة نفيسة حتى قيل : « اشتملت خزانة كتبه على عشرة آلاف مجلد من نفائس الكتب ، وصنف الناس له الكتب ، فمن صنف له الصغاني ( بالغين المعجمة بعد الصاد المهملة المفتوحة ) اللغوي صنف له ( العباب ) وهو كتاب عظيم كبير في لغة العرب ، وصنف له عز الدين عبد الحميد بن ابي الحديد كتاب » شرح نهج البلاغة « فاثابهما وأحسن جائزتهما . وكان امامي المذهب ، صحيح الاعتقاد ، رفيع الهمة ، محبا للعلماء ، عفيفا عن اموال الديوان واموال الرعية ، عاش الى احتلال هلاكو لبغداد ومكث شهورا ثم مرض ومات رحمه الله في جمادى الاولى سنة ٦٥٦ .

يتبع .......

****************************