وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                
وقال (عليه السلام): أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَخَفَّ بِهِ صَاحِبُهُ.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ .                
وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ وَالاَْنَاةُ تَوْأَمَانِ يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.                

Search form

إرسال الی صدیق
ماقاله الشيخ الوائلي في نهج البلاغة

الشيخ أحمد الوائلي[١]

في مجالي نهج البلاغة حوُر

 

شهد الأفقُ أنهنُّ بدورُ

آخذاتٌ باللبّ مبنىً ومعنىً

 

فالمعاني مضيئةٌ والسطورُ

هي دنيا فكرٍ بها الأرضُ تزهو

 

بالبراعات والسماءُ تمورُ

صعدت عندها الروائعُ فالأنجمُ

 

دربٌ بأفقها وعُبورُ

ساحراتُ الرؤى فليس ببدع

 

أن من يلتقي بها مسحورُ

وسُلاف من خالها دون أن

 

يشرب يغدو وذهنُه مخمورُ

أفهل للملام معنى لأنف

 

أخذته بما تنثُ العطورُ

وهل العاشقون إلاّ سبايا

 

وأخو العشق مرغمٌ مقهورُ

قلتُ للسائلين والقلمُ التافهُ

 

يفتن فيه أفك وزورُ

وضُح الانتماءُ بالنهج

 

فليسكت زعمٌ يخطُّهُ موتورُ

انّه ابنُ القرآن والابنُ كالأب

 

وإن لجّ حاقدٌ مأجورُ

بتمادى فينكرُ البدهيات

 

فحجرٌ بوعيه محجورُ

وغباء أن لا يرى الأصل بالفرع

 

وبالفرع تستبينُ الجذورُ

فوراء الشعاع لابد شمسٌ

 

ووراء النهج الشذي زهورُ

غير أنّ الأنغام يُسألُ عنها

 

صادحاتُ الخميل إلاّ اليعفورُ

قممُ الفكر في كتاب عليٍّ

 

شاهقاتٌ تنحطُّ عنها الصورُ

نائياتٌ بها الشواردُ إلا

 

لجناحٍ على الصعود صبورُ

وعروسُ الأفكار إلاً على ذهنٍ

 

حصيفٍ جمالُها مستورُ

فإذا لم يسدُ الذهنُ الهام

 

فلا يجتلي الخفاء ظهورُ

هو قانونُ الضوء من دونه

 

الأعينُ لايستجيبُ فيها النورُ

فأعنّي لأجتلي إنّ طرفي

 

عنك من شدة السنا محسورُ

إن يكُ النهجُ وهو نحوك دربٌ

 

فيه ما قد تقلّدتُهُ النحورُ

فعلى القطع أنت مقلعُ درٍّ

 

جانباهُ المنظومُ والمنشورُ

فكرٌ حرٌ وديباحةٌ غرٌّ

 

ونبرٌ مموسقٌ وأمورُ

ومعانٍ من خدرها سافراتٌ

 

ومعانٍ تضمُّهنّ خدورُ

إنّ النهجُ محضُ بابٍ إلى حقلٍ

 

به الخصبُ والجنى موفورُ

أنت فيما به كتابٌ وسيفٌ

 

وهزارٌ يشدو وليثٌ هصورُ

ونبيٌّ البيان مثلُ نبيّ الشرع

 

تُشفى بما يقولُ الصدورُ

يا خميل الفصحى وروضُ المعاني

 

وسط صحراءٍ بالهجير تفورُ

إن يكُ النهجُ ما لفظت فماذا

 

أنت يا فلتةً روتها الدهورُ

يا تسابيح ناسكٍ ما تعاطى

 

دنسُ الشرك بيتهُ المعمورُ

يا صدى راهبٍ يهزُّ حشايا

 

الليل والنجمُ في السماء يغورُ

أنت معنىً من وسعه كلُّ لفظٍ

 

فيه ضيقٌ عن حجمه وقصورُ

اغتفر أيّها الوحيدُ فللإلحاد

 

حجمٌ تضيقُ عنهُ الكسورُ

سيدي يا أبا ترابٍ يتيهُ

 

الغرسُ فيه وتشرأبُ الجذورُ

أن فيما ينمى إليك وما تحكيه

 

عن وجهك الرؤى مأسورُ

هزّني أنني المهمومُ في دنياك

 

حتى يفيق مني الشعورُ

وتصلي مشاعري عند محرابٍ

 

به تدمنُ الصلاة العصورُ

أنا ما غبتُ عنك يوماُ ولكن

 

أثملتني الرؤي فدبّ الفتورُ

وبمحراب العشق من عاش يدري

 

أنّ من ذاب بالهوى معذورُ

انّه ديدنُ المحبين أدنى

 

ما يلاقوه أن يغيب الحضورُ

قد سالتُ الزمان يوماُ لماذا

 

عنك يلوي بوجهه ويحورُ

يتحاشى النبعُ المذال ويحسو

 

وشلاً ما تذوقتهُ الثغورُ

فكأن العيون ما بين مرآها

 

وما بين نبيك الثر سورُ

فتعرفتُ منه أنك سنخٌ

 

ليس من سنخهم فكان النفورُ

إنّ كلّ الرياح جنسٌ ولكن

 

عُدّ منها الصبا ومنها الدبورُ

قد قضى الله أنّ بالأرض فيروزا

 

وفيها جنادلٌ وصخورُ

وقضى أنّ معشر الجُعل المنتن

 

بالطبع عشقُه البعرورُ

وبأن الفراش يعشقُ حسن

 

الضوء حتى يموت وهو يدورُ[٢]

 

**********

 

وله أيضاً:

 

 

يا يراعاً ينمنمُ الورد من

 

نهج عليٌّ والنهج سفرٌ جليلُ

دلل النبرُ أنهُ لعليّ

 

ربّ قولٍ عليه منه دليلُ

إنّه في البيان شمسٌ فلا الفانوسُ

 

من سنخه ولا القنديلُ

نظم الرائعات مبنىً ومعنى

 

فإذا الأحرفُ الشذا والخميلُ

كلُّ فصلٍ أبو ترابٍ به يبدو

 

فتهتزُّ بالهدير الفصولُ

غير أنّ النفس المريضة تهوى

 

أن يغطي الحقائق التضليلُ

زعموهُ نسج الرضي ومهلاً

 

أين من هادر الفحول الفصيلُ؟!

لا تعر قولهم فما هو شيءٌ

 

كي يصفيه الجرحُ والتعديلُ

إنهُ العجزُ والقصورُ وماذا

 

غير أن يحسد المتين الهزيلُ

قد أفاضت "مصادر النهج"

 

فيما ردّ فيه معاندٌ وجهولُ

ودرى الباحثون في أنّ دعوى

 

عزوه للرضيّ قولٌ عليلُ

وأبى الحاقدون أن ينظروا إلا

 

ازوراراً وأعينُ الحقد حولُ

ولو "النهجُ" نهج صخر بن حربٍ

 

فعلى القطع إنهُ مقبولُ

لكنّ النهج كان نهج عليٍّ

 

وعليٌّ على الدنيّ ثقيلُ[٣]

 

 

----------------------------------------------------
[١] . عالم خطيب وأديب شاعر، ولد في النجف الأشرف ١٧ ربيع الأول سنة ١٣٤٢هـ ، قرأ مقدّماته على بعض الأفاضل ثم دخل منتدى النشر وكانت علائم الذكاء تبدو عليه منذ الصغر، التحق بكلية الفقه في النجف الأشرف وتخرّج فيها، ثم سافر إلى القاهرة ودخل جامعتها وتخرج فيها، حاملاً شهادة الدكتوراه، ثم عاد إلى العراق ليواصل جهوده في الخطابة والإرشاد وهو أول خطيب يحصل على الدكتوراه في النجف، وهو خطيبها الأول، بل الخطيب الوحيد والمرموق في الطائفة الإمامية ، وقد جمع خصال الكمال والصدق في القول، وله مجالس قيّمة في التفسير ومباحث الفقه والأصول والعقائد والتأريخ والحديث وغيرها، وهو شاعر مرهف الحس رقيق الشعور، نشر شعره في الصحف العراقية والعربية . (المنتخب من أعلام الفكر والأدب: ٢٦) .
[٢] . ديوان الوائلي: ٨٦ .
[٣] . ديوان الوائلي : ٤١٠ .
****************************