لمعالي الاستاذ جوزيف الهاشم *
عرينة الشام، غني يوم طلته، ***** وسبحي الله في ذكرى ولادته
يطل (كالضوء من ضوء) [١] وينشره ***** كالبدر يعكس شمسا وهج جبهته
هوالإمام (حسام الدين) فارسه ***** مازغرد السيف إلّا بين قبضته
يد النبوة شدت عزم ساعده ***** وأطلقته إماما من طفولته
فكان ظل رسول الله، (كاتبه) ***** وأول القوم إيماناً بدعوته
سيد البيان، (وباب العلم) [٢] مشترعا ***** والفقه مذ كان، نهج من بلاغته
هوالفتى،أم هوالمفتي [٣] (قاصعة) [٤] ***** وقفات منبره في (شقشقيته) [٥]
محجة الشرع،(اقضاكم) [٦] وإن سلفت ***** (خلافة هلكت) [٧] من دون حكمته
يعب من منهل القرآن، يحفظه ***** (والنهج) [٨] كالبحر، فاغرف من غزارته
يغوص في موجه القرصان، إن لمست ***** يداه درا، هوى في قعر لجته
أعماقه قلل، أغواره قمم ***** إلى مدى الله، توق نحو رحمته
أنى التفت نهى، أنى اتجهت هدى ***** وحيث أبحرت ضوء من منارته
هنا العدالة، نور الله مذهبها ***** ودولة الحق أي في شريعته
هنا الفضيلة عنوان الحياة هنا ***** عنوان مجتمع، عنوان قادته
هنا السياسة مصباح السماء تقى ***** ياليتهم فهموا معنى سياسته!
كأن دونك دستور الوجود، فما ***** زلت شرائعه في دنيويته..
هو الفتى، نبوي العبق متحده ***** (كالملح في الأرض) [٩] فاذكر بعض قصته
أيام (بدر)، (حنين) (خندق)، (أحد) ***** والبيد والصيد تحكي عن بطولته
ويوم (خبير) في حصن اليهود دوى ***** لذي الفقار صليل قبل صولته
تزعزع الحصن، من هول الدوي، وما ***** جادت بثانية نجلاء ضربته..
على (يديه يتم الفتح) [١٠]، كم خفقت ***** (سيوف ربك) [١١] ظلا فوق جنته!
يذود عن حرمات الحوض، يحرسها ***** والحمد والحلم بعض من طهارته
يشد درع نبي الله مبتهجا ***** وطيف جبريل يثوي في عمامته
لسانه حجة للمشركين إذا ***** ضاقوا بحجته، هانوا بساحته
ما كف إلا مع التكبير ساعده ***** وللصلاة انحنت هيفاء قامته
هذا الإمام، فتى الإسلام،ملحمة ***** أيامه الغر، ماذا عن خلافته؟
(يوم الغدير) وقل من قبل، كم طربت ***** أذن النبي، وزفت همس عزته؟
(أنذر عشيرتك القربى) [١٢] فأنذرها ***** فاطرق القوم إلّا زوج ابنته
(وزيره) في (حديث الدار) وارثه ***** وصيه، وولي بعد غربته
(كمثل، هارون من موسى بمنزلة ***** إلّا النبوة، تبقى رهن ساعته) [١٣]
هل الغدير باسراب الحجيج، وما ***** تباطأ الركب، يشدو في مسيرته
في صوته نغمات الحزن يخنقها ***** رجع التشهد، إذعانا لسنته..
دنا الوداع، كما الروح الأمين دنا ***** ينزّل الآي مغمورا بفرحته
هو العلي، وصي الأرث، فابتهجوا ***** ووزعوا البشر، واحكوا عن ولايته:
(ولي من كنت مولاه) [١٤] وسيده.. ***** يا أيها القوم سيروا تحت رايته
(يحبه من أحب الله) [١٥] يبغضه ***** من (أبغض الله)، يقضي في ضلالته..
اليوم أكملت، يا إسلام، دينكم، ***** فسبحوا الله في إتمام نعمته.. [١٦]
علام يختلف الانصار؟كيف غدت ***** قرائن الناس احجى من نبوته؟
ما بال حزب قريش قام منتفضا ***** يوم (السقيفة) في إثبات حجته؟
إن يجهل الناس، والتنزيل مرتسم ***** (قم يا رسول وبلغ وحي آيته) [١٧]
ما ثار في سيد الزهاد ثائره ***** (سلامة الدين اشهى) [١٨] من إمارته
أعطاه كل نفيس، كل تضحية ***** وروحه لازمت أهوال راحته
حباه فلذته، والفلذتين وما ***** عزت عطاءاته من أجل أمته
وسار في دربه (السبطان) [١٩] ما اختلفت ***** معالم الدرب، حتى في شهاىته
كأنها (درب عيسى) [٢٠] طبت من مثل ***** والجود بالروح قسط من رسالته
من أجل دينه، لا دنياه، كان فدى ***** والدين اسمى معاني هاشميته
ليس الإمام فتى الإسلام وحدهم، ***** وليس وقفا على أبناء شيعته
من كان بالشيم الغراء معتصما ***** بالبر، بالرفق، بالتقوى، بخلته
بالنبل بالحق، بالأخلاق مكرمة ***** وبالشموخ، فهذا ابن بيعته...