الشيخ باقر جواد الشبيبي *
طوى الموت من نهج البلاغة صفحة ***** بها طوي الابداع والأدب البكر
طواه الردى جيلا أغر وأمة ***** وميراث هذا الجيل آثاره الغر
تلاقت به كل العصور مدلة ***** ففي قلبه من كل ناحية عصر
حمى لغة الأجداد ثم أذاعها ***** سوانح اطراها وكرمها النشر
وأودعها من روحه ومزاجه ***** معاني قالت للعقول انا الخمر
أطل على النادي فأشرق وجهه ***** وفاحت على الوادي خلائقه الزهر
حدادا على الوادي فلن يعبق الشذا ***** وحزنا على النادي فلن يشرق البدر
------------------------
* ولد في النجف الأشرف سنة ١٣٠٨ وتوفي في بغداد سنة ١٣٨٠ . نشا في النجف نشأة دينية وأدبية في كنف أبيه فدرس النحو واللغة وأتقن اللغة والأصول ، وبرع في الأدب ، وبعد اعلان الدستور العثماني تفتقت شاعريته ودخل المعترك السياسي واشترك في بعض الجمعيات السرية العربية التي تألفت قبل الحرب العالمية الأولى . وبعد الاحتلال الانكليزي وقيام الثورة العراقية اشترك اشتراكا فعليا فيها ، ومن النجف انطلقت الشرارة الأولى لتلك الثورة فأصدر المترجم جريدة الفرات في النجف أسبوعية لتكون لسان الثائرين . وبعد خمود الثورة وتأسيس الحكم الوطني اشترك في انشاء حزب الإخاء الوطني وانتخب نائبا أكثر من مرة . وقد أصيب في السنوات الأخيرة من حياته بعلل اضطرته لاجراء عدة عمليات جراحية ، وأقعدته عن العمل طوال ستة أعوام ، وألزمته داره ، فاعتزل الحياة السياسية والأدبية .
منقول من كتاب أعيان الشيعة المجلد الثالث (بتصرف)