الشيخ أحمد سلمان
أجمع الشيعة على أن كتاب (نهج البلاغة) من أهم الدررالعلوية والكنوز الحيدرية ، فجعلوه كوّة لمن أراد الاقتباس من نورمعارف سيَّد الموحدين عليه السلام وعيناً لارتواء من بحرعلوم أميرالمؤمنين عليه السلام .
مقام النهج عند الشيعة :
لقد كان الشيعة عظيم المدائح لهذا الكتاب عبرالزمن ، وكلماتهم في ذلك متظافرة :
قال آقا بزرک الطهراني قدس سره : لم يبرز في الوجود بعد انقطاع الوحي الإلهي كتاب آمن به مما دُوَّنَ في (نهج البلاغة) ، نهج العلم والعمل الذي عليه مسحة من العلم الإلهي ، وفيه عبقة من الكلام النبوي ، وهو صدف لئالي الحكم ، وسفط يواقيت الكلم ، المواعظ البالغة في طي خطبه وكتبه تأخذ بمجامع القلوب ، وقصاركلماته كافلة لسعادة الدنيا والآخرة ترشد طلاب الحقايق بمشاهدة ضالّتهم ، وتهدي أرباب الكياسة لطريق سياستهم وسيادتهم ، وما هذا شأنه حقيق أن يعتكف بفنائه العارفون ، وينقبه البحاثون ، وحري أن تكتب حوله كتب ورسائل كثيرة حتى يشرح فيها مطالبة كلاً و بعضاً ، ويترجم إلى لغات أخر؛ ليغترف أهل كل لسان من بحاره غرفة [١].
وقال السيد هبة الله الشهرستاني قدس سره : وكم مثل هذا في الواصفين لنهج البلاغة من حكموا بتفوّقه على كتب الإنشاء ومنشآت البلغاء ، واعترفوا ببلوغه حد الإعجاز، وأنه فوق كلام المخلوقين ودون كلام الخالق المتعال ، وأعجبوا به أقصى الإعجاب ، وشهدت ألسنتهم بدهشة عقولهم من عظمة أضاء سنا برقها من ثنايا الخطب ومزايا الجمل ، وليس إعجاب الأدباء بانسجام لفظه وحده ، ولا دهشة العلماء من توّق معانيه البليغة حد الإعجازفقط ، وإنما الإعجاب كله والدهشة كلها في تنوع المناحي في هذه الخطب والكلم ، واختلاف المرامي والأغراض فيها ، فمِنْ وَعظٍ ونُصح وزُهد وزجر، إلى تنبيه حربي واستنهاض للجهاد إلى تعليم فني ودروس ضيافة في هيئة الأفلاك وأبواب النجوم وأسرارمن طبائع كائنات الأرض وكامنات السماء إلى فلسفة الكون وخالقه وتفتن في المعارف الإلهية ، وترسل في التوحيد وصفة المبدأ والمعاد ، إلى توسع في أصول الإدارة وسياسة المدن والأمم ـ إلى تثقيف النفوس بالفضائل وقواعد الأجتماع وآداب المعاشرة ومكارم الأخلاق ، إلى وصف شعري لظواهرالحياة ، وغيرذلك من شتى المناحي المتجلية في (نهج البلاغة) بأرقى المظاهر، والإمام نراه الإمام ، بينما نرى الرجال يجدون في أوجه الكمال فلا يبلغونه إلا من الوجه الواحد [٢].
وقال الشيخ هادي كاشف الغطاء قدس سره : إن ( نهج البلاغة) من كلام مولانا أميرالمؤمنين ، وإمام الموحدين ، باب مدينة العلم ، علي بن أبي طالب عليه السلام ، من أعظم الكتب الإسلامية شأناً ، وأرفعها قدراً ، وأجمعها محاسن ، وأعلاها منازل ، نور لمن استضاء به ، ونجاة لمن تمسَّك بعراه ، وبرهان لمن اعتمده ، ولب تدبَّره ، أقواله فصل ، وأحكامه عدل ، حاجة العالم والمتعلم ، وبغية الراغب والزاهد ، وبلغة السائس والمسوس ، ومنية المحارب والمسالم ، والجندي والقائد ، فيه من الكلام في التوحيد والعدل ، ومكارم الشيم ، ومحاسن الأخلاق والترغيب والترهيب ، والوعظ والتحذير، وحقوق الراعي والرعية ، وأصول المدنية الحقة ، وما ينقع الغلة ، ويزيل العلة ، لم تعرف المباحث الكلامية إلا منه ، ولم تكن إلا عيالاً عليه ، فهو قدوة فطاحلها ، وإمام أفضلها [٣] .
وقال السيد محسن الأمين قدس سره : ولما كان ( نهج البلاغة) له منه عليه شواهد ، وهو كسائركلام علي كما قيل عنه : و(( إنه بعد كلام النبي صلى الله عليه وآله ، فوق كلام المخلوق ، ودون كلام الخالق )) ، ولا يرتاب في ذلك إلا أمثال من يريد التشكيك في الشمس الضاحية [٤] .
إلى غيرها من المدائح التي تنوَّعت لتشمل النثر والشعر، ولو شئنا استقصاءها لاحتجنا لإفرادها في مصنَّف مستقل .
ولهذا السبب تولّدت شبهة في أذهان المخالفين ، وتسرَّبت إلى بعض عوام الشيعة ، وهي الاعتقاد بأن جميع ما في ( نهج البلاغة) صحيح من الجلدة إلى الجلدة ، كما هو الحال عند المخالفين في بعض كتبهم التي يرون أنها لايأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ، كصحيح البخاري وصحيح مسلم .
من هنا أردنا بيان رأي الشيعة في صحة جميع ما في كتاب (نهج البلاغة) طبقاً لآراء علماء المذهب وأعمدة الطائفة .
هل عند الشيعة كتاب صحيح ؟
دائماً ما يكرَّربعض المخالفين هذا السؤال : هل يوجد عند الشيعة كتاب صحيح ؟ فإن كان الجواب : ((نعم)) في كتاب هو؟ وإن كان الجواب : ((لا)) فلماذا لا يوجد عندهم كتب صحيحة نظيرما يوجد عند أهل السنة والجماعة ؟
لابد أولاً من ضبط معنى عبارة (كتاب صحيح ) ؛ لكي يتسنّى الجواب على هذا السؤال بدقة ، ولهذا نقول : إن هذه العبارة ( كتاب صحيح ) تحتمل أكثر من معنى :
الأول : أن يكون المقصود من الكتاب الصحيح هو صحّة انتسابه لمؤلَّفه ، بمعنى القطع بأنّ فلاناً هو مؤلف هذا الكتاب ، فلا تتطرّق إليه الشكوك والظنون ، بهذا المعنى تكون أغلب كتب الشيعة صحيحة ، مثل الكتب الأربعة ، وكتب الصدوق قدس سره ، والمفيد قدس سره ، والشيخ الطوسي قدس سره ، والشريف المرتضى قدس سره ، وغيرهم .
وأما عند المخالفين فلا يوجد كتاب تقريباً من الكتب الحديثية لا يوجد مطعن في سنده ، فصحيح البخاري مثلاً المتداول الآن هو من روایة محمد بن يوسف الفربري المجهول الحال ، إضافة إلى إن محمد بن إسماعيل البخاري توفي قبل أن ينهي كتابه ، وتركه مجّرد مسوّدة .
وصحيح مسلم المتداول الآن هو من رواية إبراهيم بن محمد بن سفيان الذي لم يسمع كل الكتاب ، وزاد عليه أموراً بالوجادة ، كما أن الرواي عنه وهومحمد بن عيسى الجلودي مطعون فيه ـ وسماعه للكتاب مشكوك فيه ، إضافة إلى أن مسلم بن الحجاج أيضاً توفي قبل أن ينتهي من كتابة كتابه .
ومسند أحمد بن حنبل فيه نفس المشكلة ، حيث ابتلي بالزيادات من عبدالله بن أحمد ، ورواه عنهما أحمد بن جعفرالقطيعي الذي زاد بدوره على المسند أشياء من كيسه ، وفوق كل هذا شهد الكل بأنه اختلط .
ولو أردنا تتبّع كتب القوم لما بقي لهم شيء ، وقد سمعت ذات مرة من أستاذي الشيخ الحجة عباس آل سباع رحمه الله أنّ كل طرق القوم إلى كتبهم فيها كلام .
الثاني : أن يكون المعنى المراد من هذه العبارة هو أن مؤلّف الكتاب قد بذل جهده في تمحيص الأحاديث ، وتمييزسقيمها من صحيحها ، ثم حكم على ما أورده في كتابه بالصحة ، وبهذا المعنى أيضاً توجد كتب كثيرة صحيحة عند الشيعة ، مثل كتاب ( كامل الزيارات) لابن قولويه قدس سره ، وكتاب (من لا يحضرالفقيه) للشيخ الصدوق قدس سره ، وكتاب التفسيرلعلي بن إبراهيم القمي قدس سره .
أما عند المخالفين فإن كان هذا هو المعنى الذي يقصدونه من الصحّة فإنه سينقلب كلّ شيء رأساً على عقب ؛ لأن الكتب التي يسلّمون بصحّتها لا يصدق عليها هذا المعنى ؛ لأن محمد بن اسماعيل البخاري لم يصرّح بصحّة كتابه ، ولم يذكرشروطه ، وكذلك مسلم بن الحجاج النيسابوري ، وفي المقابل نجد ابن داوود قد حكم على أحاديث كتابه السنن بالصحة ، وكذلك الحاكم النيسابوري ، وأحمد بن حنبل ، ومالك بن أنس ، وغيرهم من المصنفين .
الثالث : هو أن يكون المقصود من هذه العبارة أن الكتاب قد أجمع المسلمون كافة على صحّة ما فيه من الجلدة إلى الجلدة بحيث يعتبركلّ ما فيه حجة ، وهذا القسم من الكتب لا يوجد منها إلا كتاب الله عزَّوجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه .
ولكن قد يقول قائل : إن أهل السنّة عندهم مثل هذه الكتب المتمثلة في الصحيحين .
وهذا باطل كما قدّمنا سابقاً ، فإنا ذكرنا أحاديث مخرجة في الصحيحين حكم بعض علماء أهل السنة بأنها مكذوبة وموضوعة .
ونضيف عليها ما صرّح به الألباني في السلسلة الصحيحة بعد أن ذكرحديثاً مخرجاً في الصحيحين ، وخرج طرقه ، ثم قال : هذا الشذوذ في هذا الحديث مثال من عشرات الأمثلة التي تدل على جهل بعض الناشئين الذي يتعصبون لصحيح البخاري ، وكذا لصحيح مسلم تعصباً أعمى ، ويقطعون بأن كل ما فيهما صحيح [٥] .
ومن هنا نعلم أنّ المعنى الأول والثاني للكتاب الصحيح موجود عند الشيعة ، أما المعنى الثالث فلا وجود له أصلاً ، وبهذا نستطيع أن نقول : إن عند الشيعة كتباً صحيحة ، وليس كما يتصوّرالبعض من أنه لا صحيح عندهم .
هل كتاب نهج البلاغة صحيح ؟ :
بعد أن فصّلنا في معنى الصحيح نأتي الآن لکتاب ( نهج البلاغة) ، هل هو كتاب صحيح . وإن كان كذلك فبأي معنى من المعاني التي ذكرناها سابقاً ؟
والجواب على هذا : أن كتاب (نهج البلاغة) صحيح بالمعنى الأول والثاني ، وليس صحيحاً بالمعنى الثالث .
أما المعنى الأول فلأن نسبة الكتاب إلى الشريف الرضي قدس سره ثابتة كما قدّمنا ، ولا نجازف إذا قلنا إن الكتاب قد تواترعن السيّد الرضي بحيث لا يبقى مجال للشك فيه والريبة .
أما المعنى الثاني : فيمكن أن يُستظهرمن بعض عبارات السيد الرضي التي ذكرها في مقدّمة كتابه ، إذ أنه نسب الكلام إلى جدّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام على نحو الجزم والقطع ، ولم يعبّر بُروي أو قيل المشعرة بالتوهين والتمريض إلا في موارد قليلة في كتابه ، ومن هنا نقول : إن الشريف الرضي قدس سره يعتقد بصحّة كتابه في الجملة .
أما المعنى الثالث : فكما قدّمنا أنه لا وجود لكتاب بهذه الصورة لا عندنا ولا عند المخالفين سوى كتاب الله عزَّوجل ، ولذلك لا داعي لطرحه أساساً .
المنهج الصحيح للتعامل مع النهج :
كما ذكرنا سابقاً أنه لا يوجد كتاب قد أجمع الناس على صحّته من الجلدة إلى الجلدة ، وحتى كتاب (نهج البلاغة) مشمول بهذا التعميم ، فالمدائح التي قيلت فيه لا يعني أنه صحيح كلّه ، بل تفيد صحّته في الجملة .
ومن هنا نقول : إنّ علماء الشيعة لم يقولوا : إن النهج صحيح كما يعتقد المخالفين في البخاري ومسلم ، بل هي صحّة في الجملة أي لا مانع من وجود بعض الأحاديث التي قد تكون مخدوشة سنداً ، أو تحوي مضامين غيرمقبولة عند الطائفة ؛ لمعارضتها لما هو أكثرصحّة منها .
ولهذا قال الشيخ الهادي كاشف الغطاء قدس سره : والخلاصة أن اعتقادنا في كتاب (نهج البلاغة) أن جميع ما فيه من الخطب والكتب والوصايا والحكم والآداب حاله كحال ما يروي عن النبي صلى الله عليه وآله وعن أهل بيته في جوامع الأخبارالصحيحة وفي الكتب الدينية المعتبرة ، وإن منه ما هو قطعي الصدور، ومنه ما يدخله أقسام الحديث المعروفة [٦].
مفاد كلام الشيخ أن ( نهج البلاغة) يعامل معاملة الكتب الأربعة وغيرها من كتب الشيعة ، فهذه الكتب فيها الصحيح ، والحسن ، والموثق ، والضعيف ، بل والموضوع .
وقال المحقق التستري قدس سره : لكنه عفا الله عنه لما كان متهالكاً على نقل كل كلام فصيح منسوب إليه عليه السلام ، لم يتفطن أنّ الخصم قد يحتال ويزوّر على لسانه عليه السلام بتزويق كلامه ، كما ترى في الخطبة ٩٠ و ١٦٦ و ٢٦٦ ، وفي نقله الخطبة ٦ لما أشيرعليه بأن لا يتبع طلحة والزبير، وقد تكلمنا عنهما في موضعهما ، كما أنه عفا الله لما كان نظره في اختياركلامه عليه السلام على الكلمة الفصيحة فقد يقتصر على مثل الاقتصارعلى قوله تعالى : ( لاَ تَقْرَبُواْ الَّصلّوة) بدون : ( وَأَنتُمْ سُكَارَى ) كما تراه في الحكمة ٤٦٧ ، وقد بحثناها في موضعها ، كما أنه عفا الله عنه لكون مراجعته إلى كتب العامّة ورواياتهم فقط ، غالباً قد ينقل ما تكذّبه روايات الخاصّة ، كما تراه في الخطبة ٥٧ ، وقد شرحناه في محله [٧] .
وكلامه قدس سره واضح بيّن ، إذ أنه ردّ جملة من نصوص ( نهج البلاغة) لعدة اعتبارات ذكر شواهد عنها في المقدمة وأخرى فصّلها في كتابه .
وقال الفقيه المعروف السيد على الفاني الأصفهاني قدس سره : وأما ثبوت النهج بمجمعه فمما لا يقتضيه هذا الوجه كما هو بيَّن واضح ، وأي صعوبة في الدّس المقتبس من مجموع كلامه بحيث يؤدي إلى ضياع التشخيص ولو جزئيًّا [٨] .
وكلماتهم في هذا الصدد كثيرة جدّا ولايوجد من العلماء المحققين أو الفقهاء المجدّين من صرّح بصحة النهج بالجملة .
وقد يطرح البعض تساؤلا وهو : ان كان النهج يحوي أمورا غيرثابتة عن أميرالمؤمنين عليه السلام فكيف نتعامل معه ؟
والجواب على هذا : أن التعامل مع كتاب (نهج البلاغة) يكون بحسب تصنيف مضمون الرواية :
فإن كانت رواية فقهية فلا بد للعمل بها من توافرشروط الحجية التي يبحثها الفقهاء في علم الأصول ، وهذا الصنف ليس ابتلائيًّا لأمرين :
أولهما : أنه من النادرفي (نهج البلاغة) احتواؤه على مضامين يستدل بها على مسائل فقهية إلا في موارد قليلة ربما تعدّ على اليد الواحدة .
وثانيها : أن المكلّف لا يعتمد على الروايات لأخذ الحكم الشرعي ، بل هو يرجع إلى مقلَّده الذي يستنبط الحكم .
وأما إذا كانت الرواية عقائدية فإن عقائد الشيعة معروفة لكل ، فإن كانت هذه الرواية موافقة لما ثبت بالقطع واليقين من العقائد فلا بأس بالعمل بهاء وتصديق مضمونها ، أما إذا خالفت المنظومة العقدية الشيعية فإنّه يضرب بها عرض الجدار.
وأما إذا كانت رواية تاريخية فلا بأس بتصديقها ما لم تحوي ما عُلم بطلانه بالضرورة ، أو عارضتها روايات أخر؛ لأن الأخبارالتاريخية لا يشترط فيها صحة سند ، ولا وثاقة رجال ، بل يكفي فيها تحصيل الاطمئنان للعمل بها .
وأما إذا كانت رواية أخلاقية أي احتوت موعظة أو ترغيباً أو ترهيباً أو ثناءً ومدحاً لله عزَّوجل أو لنبيّه محمد صلى الله عليه وآله ، فهذه أيضاً يجوزالعمل بها لما قدّمناه سابقاً من عدم اشتراط صحة السند في مثل هذه الموارد ، ولعل أغلب ( نهج البلاغة) هو من هذا القسم : حكم ، ومواعظ ، وتذكيربالله وبالآخرة .
----------------------------------------------------------------
[١] . الذريعة ٤ / ١٤٤ .
[٢] . ما هو نهج البلاغة ؟ : ٤ .
[٣] . مستدرك نهج البلاغة : ٣ .
[٤] . أعيان الشيعة ١ / ٥٤٠ .
[٥] . سلسلة الأحاديث الصحيحة ٦ / ٩٣ .
[٦] . مستدرك نهج البلاغة : ١٩١ .
[٧] . بهج الصباغة : ١٢٣ .
[٨] . بحوث في فقه الرجال : ١١٥ .
مقتبس من كتاب نهج البلاغة فوق الشبهات والتشكيكات – الشيخ أحمد سلمان