وقال (عليه السلام): الْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَيَنْفَدُ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                
وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام): إِذَا وَصَلَتْ إِليْكُمْ أَطْرَافُ النِّعَمِ فَلاَ تُنْفِرُوا أَقْصَاهَا بِقِلَّةِ الشُّكْرِ .                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                

Search form

إرسال الی صدیق
المنتخب من عجائب أحكام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام – الثاني

 العلامة السيد محسن الأمين العاملي (قدس سره)

مسائل إبن الاصفر [١]

١ - في كتاب عجائب احكامه بعد قوله: حدثني ابي، عن ابن ابي عمير، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن ابي جعفر(ع)، قال : وعنه [٢] ، عن ابي الجارود، عن الحارث الاعور، قال: بينا امير المؤمنين(ع) في الرحبة والناس عليه متداكون، فمن بين مستفت ومن بين مستعد [٣] اذ قام رجل فقال: السلام عليك يا امير المؤمنين ورحمة اللّه وبركاته.

فنظر اليه علي(ع) بعينيه تينك العظيمتين، ثم قال: وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته، من انت؟ قال: [انا] [٤] رجل من رعيتك واهل بلادك، يا اميرالمؤمنين.

فقال(ع): ما انت من رعيتي، ولا من اهل بلادي، ولو سلمت علي يوما واحدا [لعرفتك و] [٥] ما خفيت عني، ثم قال لمن حوله: اتعرفون هذا؟ فلم يعرفه احد.

فقال(ع) له: هؤلاء اهل بلادي ما يعرفونك، مع اني لو رايتك مرة لم تخف علي.

فقال الرجل: الامان، يا امير المؤمنين.

قال(ع): هل احدثت في مصري هذا منذ دخلته حدثا؟ قال: لا.

قال(ع): فلعلك جئت ايام الحرب؟ قال: نعم.

قال(ع): اذا وضعت الحرب اوزاره [٦] فلا باس.

فقال: انا رجل بعثني اليك معاوية متغفلا اسالك [ يا امير المؤمنين ] [٧] عن امر بعث به [اليه] [٨] ابن الاصفر يساله عنه ويقول له: ان كنت انت القيم بهذا الامر والخليفة بعد محمد فاخبرني بهذه الاشياء.

فانك ان اخبرتني بها اتبعتك، او بعثت [٩] اليك بالجزية،فلما اتاه الرسول لم يكن عنده جواب، وقد غمه ذلك واقلقه، فبعثني اليك متغفلا لك اسالك عنها.

قال(ع): وما هي؟ قال: كم بين الحق والباطل؟ وكم بين السماء والارض؟ وكم بين المشرق والمغرب؟ وعن هذه المجرة [١٠] ، وعن قوس قزح، وعن المحو الذي في القمر، وعن اول شي ء انتضح [١١] على وجه الارض، وعن اول شي ء اهتزعليها، وعن العين التي تاوي اليها ارواح المسلمين [١٢] ،و[عن] [١٣] العين التي تاوي اليها ارواح الكفار [١٤] ، وعن المؤنث، وعن عشرة اشياء بعضها اشدمن بعض.

فقال امير المؤمنين(ع): قاتل اللّه ابن آكلة الاكباد ما اضله واضل من معه، واللّه لقد اعتق جارية فما احسن ان يتزوجها، حكم اللّه بيني وبين هذه الامة، قطعوا رحمي، واضاعوا ايامي [١٥] ودفعوا حقي، وصغرو [١٦] عظيم منزلتي، واجمعوا على منازعتي، علي بالحسن والحسين ومحمد، فجاؤا اليه، فقال(ع): يااخا اهل الشام، هذان ابنا رسول اللّه(ص)، وهذا ابني، فسل ايهم احببت.

فقال الشامي: اسال هذا ذا الوفرة [١٧] يعني الحسن(ع) فاخذ الحسن بيده فوضعها على فخذه، ثم قال: يا اخا اهل الشام،بين الحق والباطل اربع اصابع، ما رايته بعينك فهو الحق، وقد تسمع باذنك باطلا كثيرا.

فقال الشامي: صدقت، اصلحك اللّه.

قال(ع): وبين السماء والارض دعوة المظلوم ومد البصر، فمن قال غير هذا فكذبه.

قال: صدقت، اصلحك اللّه.

قال(ع): وبين المشرق والمغرب يوم مطردالشمس [١٨] ، تنظر اليها حين تطلع وتنظر اليها حين تغيب، فمن قال لك غير هذا فكذبه.

قال: صدقت، اصلحك اللّه.

قال(ع): واما هذه المجرة فهي اشراج السماء، ومنها يهبط الماءالمنهمر.

واما قوس قزح فانه اسم شيطان، هو قوس اللّه وامان من الغرق.

واما المحو الذي [تراه] [١٩] في القمر فان ضوء القمر كان مثل ضوء الشمس فمحاه اللّه تعالى، وهو قوله تعالى:

(وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهارمبصرة) [٢٠] .

واما اول شي ء نضح على وجه الارض فهو وادي دلس [٢١] .

واما اول شي ء اهتز على [وجه] [٢٢] الارض فهوالنخلة.

واما العين التي تاوي اليها ارواح المسلمين [٢٣] فهي عين يقال لها: س [٢٤] لمى.

واما العين التي تاوي اليها ارواح الكفار [٢٥] فهي عين يقال لها: برهوت [٢٦].

واما المؤنث فانسان لا يدرى امراءة هو ام رجل، ينتظر به، فان كان رجلا احتلم والتحى، وان كان امراة بدا ثديها، والا قيل له:

بل على الحائط، فان اصاب بوله الحائط فهو رجل، وان نكص كما ينكص البعير فهي [٢٧] امراة.

واما عشرة اشياء بعضها اشد من بعض، فاشد شي ء خلقه اللّه الحجر،واشد من الحجر الحديد يقطع به الحجر، واشد من الحديد النار،واشد من النار الماء، واشد من الماء السحاب، واشد من السحاب الريح، واشد من الريح [٢٨] الملك، واشد من الملك ملك الموت، واشد من ملك الموت الموت، واشد من الموت امر اللّه رب العالمين.

فقال الشامي: اشهد انك ابن رسول اللّه(ص)، وان عليا وصي محمدواولى بالامر من معاوية.

قال ثم كتب هذه الاشياء له، فذهب بها الى معاوية،وبعثه [٢٩] معاوية الى ابن الاصفر، فلما اتته كتب الى معاوية: اشهد انها ليست من عندك يا معاوية ، وما هي الا من معدن النبوة وموضع الرسالة، واما انت فلو سالتني درهما واحدا ما اعطيتك [٣٠] .

قال المؤلف: هكذا جاءت هذه الرواية، وابن الاصفر الظاهر ان المراد به ملك الروم، وهو لا يعتقد بالنبوة والرسالة فكيف يقول هذا الكلام؟ الا ان يكون معتقدا بها في الباطن.

مسائل راس الجالوت

 ٢- وفي مناقب ابن شهراشوب [٣١] : ساله(ع) راس الجالوت بعدما سال ابا بكر فلم يعرف: ما اصل الاشياء؟ فقال(ع): هو الماء لقوله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شي ءحي) . [٣٢] وما جمادان تكلما؟ قال(ع): هما السماء والارض.

وما شيئان يزيدان وينقصان ولا يرى الخلق ذلك؟ فقال(ع): هما الليل والنهار.

وما الماء الذي ليس من ارض ولا سماء؟ فقال(ع): الماء الذي بعث سليمان الى بلقيس وهو عرق الخيل اذاهي اجريت في الميدان.

وما الذي يتنفس بلا روح؟ فقال(ع): (والصبح اذا تنفس) [٣٣] .

وما القبر الذي سار بصاحبه؟ فقال(ع): ذاك يونس(ع) لما سار به الحوت في البحر [٣٤] .

ما سئل(ع) عنه في خلافة عمر

 ٣- في كتاب عجائب احكامه [٣٥] بعد ذكر الحديث المتقدم في قضاياه واحكامه، ما لفظه : وفي خبر آخر قال: لقي عمر بن الخطاب امير المؤمنين(ع)، فقال: يا ابا الحسن، خصال عقلتها ونسيت ان اسال رسول اللّه (ص) عنها، فهل عندك فيها شي ء؟ قال: وما هي؟ قال [عمر] [٣٦] : الرجل يرقد فيرى في منامه الشي ء، فاذاانتبه كان كخذ بيده، وربما يرى الشي ء [بعينه] [٣٧]  فلايكون شيئا. والرجل يلقى الرجل فيحبه عن غير معرفة، ويبغضه عن غير معرفة، والرجل يرى الشي ء بعينه او يسمعه فيحدث به دهرا ثم ينساه في وقت الحاجة، ثم يذكره في غير وقت الحاجة.

فقال له امير المؤمنين(ع): اما قولك في الشي ء يراه الرجل في منامه فان اللّه تبارك وتعالى قال في كتابه: (اللّه يتوفى الا نفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الا خرى الى اجل مسمى) [٣٨] فليس من عبد يرقد الا وفيه شبه من الميت، فما رآه في مرقده من تحليل روحه من بدنه فهو حق وهو من الملكوت، وما رآه في رجوع روحه فهو باطل وتهاويل الشيطان.

واما قولك في الرجل يرى الرجل فيحبه على [٣٩] غيرمعرفة، ويبغضه على غير معرفة، فان اللّه تبارك وتعالى خلق الارواح قبل الابدان بالفي عام، فاسكنها الهواء [فكانت تلتقي فتشام كما تشام الخيل] فما تعارف منه [٤٠] يومئذ ائتلف اليوم، وما تناكر منها يومئذ اختلف وتباغض.

واما قولك في الرجل يرى الشي ء بعينه او يسمع به فينساه ثم يذكره، ثم ينساه، فانه ليس من قلب الا وله طخاة كطخاة القمر، فاذاتخلل القلب الطخاة نسي العبد ما رآه وسمعه، واذا انحسرت الطخاة ذكر ما راى و ما سمع [٤١] .

قال عمر: صدقت يا ابا الحسن، لا ابقاني اللّه بعدك، ولا كنت في بلدلست فيه [٤٢] . هكذا في النسخة «طخاة) بالتاء بعد الالف. وفي الفائق [٤٣] : قال النبي(ص): اذا وجد احدكم طخاء على قلبه فلياكل السفرجل. هو ما يغشاه من الكرب والثقل، واصله الظلمة والسحاب، يقال: في السماء طخاء، والطخاة والطهاة من الغيم: كل قطعة مستديرة تسدضوء القمر.

وفي حديث آخر: ان للقلب طخاءة كطخاءة القمر. انتهى.

وفي النهاية الاثيرية [٤٤] : في الحديث: اذا وجد احدكم طخاء على قلبه فلياكل السفرجل. الطخاء: ثقل وغشي، واصل الطخاء والطخية الظلمة والغيم.

ومنه الحديث: ان للقلب طخاء كطخاء القمر، اي ما يغشيه من غيم يغط ي نوره. انتهى.

فالزمخشري ذكر الطخاء والطخاءة، وابن الاثير ذكر الطخاء ولم يذكر الطخاءة، والاول روى الحديث الذي نحن بصدده بلفظ الطخاءة، والثاني رواه بلفظ الطخاء. ويمكن ان تكون الهمزة في الحديث الذي نحن بصدده سقطت من قلم الناسخ، ويمكن ان يكون الطخاء للجنس والطخاءة او الطخاة للوحدة، واللّه اعلم.

مسائل شاب يهودي

٤- وفيه [٤٥] بعد الحديث الاتي في امارة عثمان، ما لفظه : وعنه، عن ابراهيم بن ابي يحيى المدني [٤٦] ، عن ابي عبداللّه (ع) قال: لما مات ابو بكر وبايع الناس عمر اتاه رجل من شباب اليهود وهو في المسجد والناس حوله، فقال: يا اميرالمؤمنين، دلني على اعلمكم باللّه وبرسوله وبكتابه وسنته.

قال: فاوما بيده الى علي(ع) فقال: هذا.

فتحول الرجل الى علي(ع)، فساله: انت كذلك؟ قال: نعم.

قال: اني اريد ان اسالك عن ثلاث، وثلاث، وواحدة.

فقال له امير المؤمنين(ع): افلا قلت عن سبع؟ قال اليهودي: لا، انما اسالك عن ثلاث فان اصبت فيهن سالتك عن ثلاث، وان لم تصب لم اسالك.

فقال علي(ع): فاخبرني ان اجبتك بالصواب والحق تعرف ذلك، وكان ابو الفتى من علماء اليهود يرون انه من ولد هارون بن عمران(ع).

فقال علي(ع): واللّه الذي لا اله الا هو لئن اجبتك بالحق والصواب لتسلمن ولتدعن اليهودية، فحلف له الفتى.

فقال له: يا يهودي، سل عما بدا لك تخبر به ان شاء اللّه.

فقال: اخبرني عن اول شجرة وضعت على وجه الارض، واول عين نبعت في الارض، واول حجر وضع على وجه الارض؟ فقال(ع): اما قولك: اول شجرة وضعت على وجه الارض، فان اليهود يزعمون انها الزيتونة، وكذبوا، انها النخلة العجوة [٤٧] هبط بها آدم(ع) من الجنة فغرسها، واصل التمركله منها.

واما قولك: اول عين نبعت في الارض، فان اليهود يزعمون انها العين التي ببيت المقدس تحت الحجر، وكذبوا، هي عين الحيوان التي اتاها موسى(ع) وفتاه فغسلا منها السمكة فحييت، وليس من ميت يصيبه ذلك الماء الا حيى.

واما قولك: اول حجر وضع على وجه الارض، فان اليهود تزعم انه الحجر الذي ببيت المقدس، وكذبوا، انما هو الحجر الاسود هبط به آدم (ع) من الجنة فوضعه على الركن، فالمسلمون يستلمونه.

قال: فاخبرني كم لهذه الامة من امام هدى هادين مهديين لايضرهم من خذلهم؟ واخبرني اين منزل محمد في الجنة؟ ومن معه من امته في الجنة؟ قال(ع): اما قولك: كم لهذه الامة من امام هدى مهديين لا يضرهم من خذلهم؟ فان لهذه الامة اثني عشر اماما هادين مهديين لايضرهم من خذلهم.

واما قولك: اين منزل محمد في الجنة؟ ففي افضلها واشرفها جنة عدن.

واما قولك: من مع محمد من امته في الجنة؟ فمعه هؤلاء الاثنا عشر ائمة الهدى.

فقال الفتى: اجبت واللّه الذي لا اله الا هو، وان هذا لمكتوب عندنا باملاء موسى وخط هارون بيده.

فقال: واخبرني عن وصي محمد (ص) في اهله كم يعيش بعده؟وهل يموت موتا او يقتل قتلا؟ قال له امير المؤمنين(ع): ويحك يا يهودي، وصي محمد يعيش بعده ثلاثين سنة ويقتل قتلا، ضربة هاهنا وضرب بيده الى راسه آتخضب هذه واوما بيده الى لحيته من هذه.

قال: فقطع الفتى كستيجه [٤٨] وقال: اشهد ان لا اله الا اللّهوحده لا شريك له، واشهد ان محمدا عبده ورسوله، وانك وصي محمد [٤٩] .

مسائل اسقف نجران

٥- وفي الكتاب المذكور [٥٠] ما لفظه : سعد بن ابي رزين، عن ابي حازم، عن ابي جعفر(ع)، قال: قدم اسقف نجران زمن عمر بن الخطاب، فقال:ياامير المؤمنين، ان ارضنا ارض باردة شديدة المؤونة لا تحتمل الجيش، وانا ضامن لخراج ارضي احمله اليك في كل عام كملا. قال: وكان يقدم بالمال هو بنفسه معه اعوان له حتى يوفيه بيت المال ويكتب له عمر البراءة.

قال: فقدم الاسقف ذات يوم ومعه جماعة وكان شيخا جميلا مهيبافدعاه عمر الى اللّه والى رسوله و [الى] [٥١] كتابه، وانشايذكر له [فضل] [٥٢] الاسلام وما يصير اليه المسلمون من النعيم والكرامة.

فقال الاسقف: انتم [٥٣] تقرءون في كتابكم (وجنة عرضها كعرض السماء والا رض) [٥٤] فاين تكون النار؟ فسكت عمر ونكس براسه، فقال له علي(ع): اجب النصراني.

فقال: بل اجبه انت [يا ابا الحسن] [٥٥] .

فقال له علي(ع): انا اجيبك يا اسقف، ارايت اذا جاء النهار اين يكون الليل؟ واذا جاء الليل اين يكون النهار؟ فقال الاسقف: ما كنت ارى ان احدا يجيبني في هذه المسالة! من هذا الفتى، يا عمر؟ قال: هذا علي بن ابي طالب ختن رسول اللّه(ص)[واخوه] [٥٦] وابن عمه، وهو ابوالحسن والحسين.

قال المؤلف: قد يقال: ان السؤال مبني على ان الجنة والنار كلتاهمافي السماء والارض، فاذا كانت الجنة عرضها كعرض السماءوالارض فقد ملاتهما، فلم يبق مكان للنار، والجواب بانه اذا جاء النهار او الليل اين يكون الاخر لايدفع ذلك لان النهار عبارة عن اشراق جزء من الارض بطلوع الشمس عليه، والليل عبارة عن ظلمته بغيابها عنه، وهذا لا يدفع السؤال. والجواب الحقيقي انه لم يثبت ان الجنة والنار في هذه السماء والارض، واللّه تعالى يقول:(يوم تبدل الا رض غير الا رض والسموات) [٥٧] ويمكن ان يكون مل هذا الجواب الى ان اللّه تعالى القادر على ان يبدل الليل بالنهار والنهار بالليل قادر على ان يبدل الارض والسماوات باكبرمما هما عليه.

فقال الاسقف: اخبرني يا عمر عن بقعة من الارض طلعت فيهاالشمس ساعة، ثم لم تطلع فيها قبلها ولا بعدها.

فقال عمر: سل الفتى.

فقال علي(ع): انا اجيبك، هو البحر حيث انفلق لبني اسرائيل فوقعت فيه الشمس، ثم لم تقع فيه قبله ولا بعده.

[فقال الاسقف: صدقت، يا فتى]  [٥٨].

فقال الاسقف: يا عمر، اخبرني عن شي ء في ايدي الناس شبيه ثمار اهل الجنة.

فقال عمر: سل الفتى.

فقال علي(ع): يا اسقف، انا اجيبك، هو القرآن، يجتمع عليه اهل الدنيا فياخذون منه حاجتهم فلا ينقص منه شي ء، وكذلك ثمار اهل الجنة.

فقال الاسقف: صدقت، يا فتى.

ثم قال الاسقف: اخبرني يا عمر هل للسماوات من قفل؟ فقال له عمر: سل الفتى.

فقال له علي(ع): انا اجيبك، قفل السماوات الشرك باللّه.

فقال الاسقف: فما مفتاح ذلك القفل؟ فقال علي(ع): مفتاحه: الشهادة بان لا اله الا اللّه، لا يحجبه شي ءدون العرش.

قال: صدقت، يا فتى [٥٩] ، فاخبرني يا عمر عن اول دم وقع على وجه الارض اي دم كان؟ قال عمر: سل الفتى.

فقال له علي(ع): انا اجيبك يا اسقف اما نحن فلا نقول كما تقولون دم الخفاش، ولكن اول دم وقع على وجه الارض مشيمة حواء (س) حين ولدت قابيل بن آدم.

قال الاسقف: صدقت، وبقيت مسالة واحدة: اخبرني انت بها ياعمر اين اللّه؟ فغضب عمر عليه، فقال له علي (ع): انا اجيبك، وسل عما شئت، كناعند رسول اللّه(ص) يوما اذ اتاه ملك، فسلم عليه، فقال له رسول اللّه(ص): من اين ارسلت؟ قال: من سبع سماوات من عند ربي.

ثم اتاه آخر فسلم عليه، فقال له النبي(ص) من اين ارسلت؟ قال: من سبع ارضين من عند ربي.

ثم اتاه آخر، فسلم عليه، فقال له رسول اللّه(ص): من اين ارسلت؟ قال: من مشرق الشمس من عند ربي.

ثم اتاه ملك آخر، فسلم عليه، فقال له(ص): من اين ارسلت؟ قال: من مغرب الشمس من عند ربي.

واللّه هاهنا وهاهنا وهاهنا (في السماء اله وفي الارض اله) [٦٠] . [٦١]

مسائل رجل يهودي

٦- في كتاب عجائب احكامه [٦٢] : حدثنا جعفر بن شريح الحضرمي، عن مالك بن اعين الجهني، عن ابي عبداللّه(ع)،قال: لما ولي عمر بن الخطاب جاءه رجل يهودي فدخل عليه المسجد وهو قاعد ومعه ابو ايوب الانصاري، فقال له: انت امير المؤمنين؟ قال: نعم.

قال: انت الذي يسالك الناس ولا تسال، وانت تحكم ولا يحكم عليك؟ قال له عمر: نعم.

قال له: فاخبرني عن خصال اسالك عنها.

قال: سل.

قال: اخبرني عن واحد ليس له ثان، واثنين ليس لهما ثالث، وثلاثة ليس لها رابع، واربعة ليس لها خامس، وخمسة ليس لها سادس،وستة ليس لها سابع، وسبعة ليس لها ثامن، وثمانية ليس لها تاسع،وتسعة ليس لها عاشر، وعشرة ليس لها حادي عشر. فلم يجبه عمر، واطرق مليا.

فقال اليهودي: اخبرني عما اسالك.

فقال له ابو ايوب: ان امير المؤمنين عنك مشغول، ولكن ائت ذلك القاعد. قال: وعلي(ع) قاعد في المسجد معه جماعة، فجاء اليهودي حتى وقف على علي(ع) فقال: اني جئت الى اميركم هذا،فسالته عن اشياء فلم يجبني فيها بشي ء، فارسلت اليك. فرفع علي(ع) راسه، ثم قال: وماهي، يا ابن هارون؟ فاعاد عليه.

فقال علي(ع): اما الواحد الذي لا ثاني له فاللّه الواحد تبارك وتعالى.

واما الاثنان اللذان ليس لهما ثالث فالشمس والقمر.

واما الثلاثة التي ليس لها رابع فالطلاق.

واما الاربعة التي ليس لها خامس فالنساء.

واما الخمسة التي ليس لها سادس فالصلاة.

واما الستة التي ليس لها سابع فالستة الايام التي خلق اللّه فيها السماوات والارض.

واما السبعة التي ليس لها ثامن فالسماوات السبع.

واما الثمانية التي ليس لها تاسع فحملة العرش.

واما التسعة التي ليس لها عاشر فحمل المراة.

قال المؤلف: كان هذا مبني على الغالب والا فقد جاء في اخبار اهل البيت(ع) ان اقصى الحمل سنة.

واما العشرة التي ليس لها حادي عشر فالعشرة الايام التي تمم اللّه بها ميقات موسى (ع) في قوله عز وجل:

(وواعدنا موسى ثلاثين ليلة واتممناها بعشر) [٦٣] .

فقال اليهودي: انت تعلم هذا فذاك ما نعتقده اشهد انك امير المؤمنين حقا، واسلم على يده، فجز شعره، وغسل ثوبه، وعلمه شرائع الدين، واتى عمر، فقال: اكتب هذا في ديوان المسلمين [٦٤] .

فيمن قال: احب الفتنة، وابغض الحق، الخ

٧ - في كتاب عجائب احكام امير المؤمنين(ع) بعد قوله:

علي بن ابراهيم، عن ابيه، عن محمد بن الوليد، عن الاصبغ بن نباتة، ما لفظه : وعنه [٦٥] اي عن الاصبغ بهذا الاسناد :[قال:] [٦٦] قام رجل الى عمر بن الخطاب فقال: ياعمر [٦٧] ، انا رجل احب الفتنة، وابغض الحق، واشهد بما لم اره. فقال عمر: قدموه، فاضربوا عنقه.

فقدم، فاقبل امير المؤمنين(ع)، فقال: ما هذا، يا عمر؟ فقال: انه ذكر: انه يحب الفتنة، ويبغض الحق، ويشهد بما لم يره.

فقال علي(ع): اتركوه، ثم قال: نعم، اما قوله: احب الفتنة فانه يحب المال والولد، واللّه يقول: (انما اموالكم واولادكم فتنة) [٦٨] .

واما قوله: ابغض الحق فانه يبغض الموت.واما قوله: واشهد بما لم اره فانه يشهد بان اللّه واحد ولم يره [٦٩] .

فقال عمر: خلوا سبيله [٧٠] .

مسائله (ع) في امارة عثمان

مسائل كعب الاحبار

٨ - في كتاب عجائب احكامه [٧١] :

 حدثنا احمد بن عمر بن سلمة البجلي، عن الحسن بن اسماعيل، عن بعض مشايخ اصحابه، قال: اجتمع نفر من الصحابة على باب عثمان، فقال كعب الاحبار: واللّه لوددت ان اعلم اصحاب محمد(ص) عندي الساعة لاساله عن اشياء ما اعلم احدا على وجه الارض يعلمها ما خلارجل او رجلين.

قال: فبينا نحن كذلك اذ طلع امير المؤمنين(ع) قال: فتبسم القوم، قال: فدخل عليا من ذلك غضاضة، فقال: لشي ء ما تبسمتم؟ فقالوا: لغير ريبة ولا باس، يا ابا الحسن، ان كعبا تمنى امنية فعجبنامن سرعة اجابة اللّه له في امنيته.

فقال امير المؤمنين(ع): وما ذاك؟ قالوا: تمنى ان يكون اعلم اصحاب محمد(ص) عنده ليساله عن اشياء زعم انه لا يعرف على وجه الارض احدا يعرفها.

قال: فجلس علي(ع)، ثم قال: هات يا كعب مسائلك.

فقال: يا ابا الحسن، اخبرني عن اول شجرة اهتزت على وجه الارض.

قال: في قولنا او في قولكم؟ قال: فيهما جميعا.

قال له: تزعم انت واصحابك يا كعب انها الشجرة التي شق منها نوح السفينة.

قال كعب: كذلك نقول.

قال (ع): كذبتم ياكعب ولكنها التي اهبطها اللّه مع آدم من الجنة، فاستظل بظلها، واكل من ثمرها، هات يا كعب ..

قال: اخبرني عن اول عين جرت على وجه الارض.

قال علي(ع): في قولنا او قولكم؟ قال كعب: فيهما جميعا.

قال علي(ع): تزعم انت واصحابك انها العين التي عليها صخرة بيت المقدس.

قال كعب: كذلك نقول.

قال(ع): كذبتم، ولكنها عين الحيوان، وهي التي شرب منها الخضرفبقي في الدنيا، هات ياكعب .

قال: اخبرني يا ابا الحسن عن شي ء من الجنة في الارض.

قال: في قولنا او في قولكم؟ قال: في الامرين جميعا.

قال: تزعم انت واصحابك انه الحجر الاسود الذي انزله اللّه من السماء ابيض فاسود من ذنوب العباد.

قال: كذلك نقول.

قال: كذبتم ياكعب ، ولكن اللّه تعالى اهبط البيت من لؤلؤة جوفاءمن السماء الى الارض، فلما كان الطوفان رفع اللّه البيت وبقي اساسه، هات يا كعب.

قال: يا ابا الحسن، اخبرني عمن لا اب له، ولا عشيرة له، وعمن لاقبلة له.

فقال: اما من لا اب له فعيسى بن مريم(ع)، واما من لا عشيرة له فدم(ع)، واما من لا قبلة له فالكعبة هي قبلة ولا قبلة لها، هات ياكعب .

قال: يا ابا الحسن، ثلاثة لم ترتكض في رحم، ولا تخرج من بدن.

قال: عصا موسى، وناقة ثمود، وكبش ابراهيم.

فقال كعب: يا ابا الحسن، بقيت خصلة ان انت اخبرتني بها فانت انت.

قال: هلمها يا كعب .

قال: قبر سار بصاحبه.

قال(ع): ذاك يونس بن متي(ع) اذ سجنه اللّه في بطن الحوت [٧٢] .

مسائله (ع) في امارته

في انه لا يزني العبد وهو مؤمن، الخ..

٩- في كتاب عجائب احكامه [٧٣] :

 حدثني محمد بن داود الغنوي، عن الاصبغ بن نباتة، قال: جاء رجل الى اميرالمؤمنين(ع)، فقال: [يا امير المؤمنين] [٧٤] ان اناسازعموا ان العبد لا يزني وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن، ولايشرب الخمر وهو مؤمن، ولا ياخذ [٧٥] الربا وهو مؤمن،ولا يسفك الدم الحرام وهو مؤمن، فقد ثقل هذا علي وحرج منه صدري حين زعم ان هذا العبد يصلي صلاتي، ويدعو بدعائي،ويناكحني واناكحه، ويوارثني واوارثه، وقد خرج من الايمان من اجل [٧٦] ذنب يسير اصابه.

فقال(ع) له: صدقت، سمعت رسول اللّه(ص) يقول، والدليل كتاب اللّه  [٧٧] :خلق اللّه تعالى الناس على ثلاث طبقات،وانزلهم ثلاث منازل، وذلك قوله تعالى في كتابه:

(اصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة واصحاب المشامة ما اصحاب المشاءمة والسابقون السابقون) [٧٨] ، فاما من ذكر من السابقين فهم من الانبياء المرسلين وغير المرسلين، جعل اللّه فيهم خمسة ارواح: روح القدس، وروح الايمان، وروح القوة، وروح الشهوة،وروح البدن [٧٩] .

فبروح القدس بعثوا انبياء مرسلين وغير مرسلين وبها علمواالاشياء وعبدوا اللّه [٨٠] .

وبروح الايمان عبدوا اللّه ولم يشركوا به شيئا.

وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معايشهم.

وبروح الشهوة اصابوا لذيذ الطعام(٧٤٦)، ونكحوا الحلال من النساء.

وبروح البدن دبوا ودرجوا، فهؤلاء مغفور لهم، مصفوح عن ذنوبهم،قال عز وجل: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم اللّهورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى ابن مريم البينات وايدناه بروح القدس) [٨١] ثم قال في جماعتهم [٨٢] :(وايدهم بروح منه) [٨٣] .

يقول: اكرمهم بها، وفضلهم على من سواهم، فهؤلاء مغفور لهم،مصفوح عن ذنوبهم.

ثم ذكر اصحاب الميمنة وهم المؤمنون حق [٨٤] باعيانهم، جعل اللّه فيهم اربعة ارواح: روح الايمان، وروح القوة،وروح الشهوة، وروح البدن، فلا يزال العبد يستكمل هذه الارواح [٨٥] الاربع حتى تاتي عليها حالات.

فقال الرجل: يا امير المؤمنين [٨٦] ، وما هذه الحالات؟ فقال له امير المؤمنين(ع): اما اولهن فهو كما قال اللّه تعالى:

(ومنكم من يرد الى ارذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا) [٨٧] فهذا ينقص منه جميع الارواح، وليس بالذي يخرجه من دين اللّهالفاعل به ذلك رده الى [٨٨] ارذل العمر،فل [٨٩] يعرف للصلاة وقتا، ولا يستطيع التهجد بالليل ولا بالنهار، ولا القيام في الصف مع الناس، فهذا نقصان من روح الايمان، وليس يضره شيئ [٩٠] ، ومن ينتقص [٩١] منه روح الشهوة فلو مرت به اصبح بنات آدم لم يحن اليها، وتبقى روح البدن فيه، فهو يدب ويدرج حتى ياتيه الموت، فهذا بحال خير [٩٢] لان اللّه تعالى هوالفاعل به ذلك، فهو ياتي عليه حالات في قوته وشبابه فيهم بالخطيئة، فتشجعه روح القوة، وتزين له روح الشهوة، وتشوقه روح البدن، حتى يواقع الخطيئة، فاذا لامسهانقص من الايمان وتفصى [٩٣] منه، وليس يعود فيه ابدا حتى يتوب، فاذاتاب تاب اللّه عليه، وان عاد ادخله اللّه نار جهنم [٩٤] .

واما اصحاب المشامة فهم اليهود والنصارى [٩٥] ، يقول اللّهعز وجل:(الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه يعني محمداوالولاية [٩٦] كما يعرفون ابناءهم في منازلهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون) [٩٧] بانك الرسول من اللّه، فلما جحدوا ما عرفوا ابتلاهم اللّه بذلك الذنب [٩٨] ، فسلبهم روح الايمان، واسكن ابدانهم [٩٩] ثلاثة ارواح: روح القوة، وروح الشهوة،وروح البدن، واضافهم الى الانعام، فقال جل وعز: (ان هم الا كالانعام) [١٠٠] لان الدابة انما تحمل بروح القوة، وتعتلف بروح الشهوة، وتسير بروح البدن.

فقال له السائل [١٠١] : احييت قلبي يا اميرالمؤمنين [باذن اللّه] [١٠٢] . [١٠٣] .

سؤال رجل عن قوله تعالى: (واسال من ارسلنا من قبلك) [١٠٤] .

 ١٠- في كتاب عجائب احكامه [١٠٥] ما لفظه :فضالة [١٠٦] ، عن ابي بكر الحضرمي [١٠٧] ، عن ابي عبداللّه(ع) قال: اتى رجل امير المؤمنين(ع) وهو في مسجد الكوفة قد احتبى بسيفه [١٠٨] ، فقال: يا اميرالمؤمنين، ان في القرآن آية قد افسدت قلبي وشككتني في ديني.

قال(ع): وما ذاك؟ قال: قول اللّه عز وجل: (واساءل من ارسلنا من قبلك من رسلنا اجعلنامن دون الرحمن آلهة يعبدون) فهل كان في ذلك الزمان نبي غيرمحمد(ص) فيساله عنه؟ فقال له امير المؤمنين(ع): اجلس اخبرك به ان شاء اللّه تعالى، ان اللّه تبارك وتعالى يقول في كتابه: (سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الا قصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتناانه هو السميع البصير) [١٠٩] فكان من آيات اللّه التي اراها محمدا(ص) انه انتهى به جبرئيل(ع) الى البيت المعمور، وهوالمسجد الاقصى، فلما دنا منه اتى جبرئيل عينا فتوضا منها، واسبغ الوضوء، ثم قال: يا محمد، توضا، ثم قام جبرئيل(ع) فاذن مثنى مثنى، ثم قال للنبي(ص): تقدم وصل واجهر بالقراة، فان خلفك افقا من الملائكة لا يعلم عددهم الا اللّه عز وجل، وفي الصف الاول آدم ونوح وهود وابراهيم وموسى وعيسى(ع)، وكل نبي بعثه اللّهمنذ خلق اللّه السماوات والارض الى ان بعث اللّه محمدا.

فتقدم رسول اللّه(ص) فصلى بهم غير هائب ولا محتشم، فلماانصرف اوحى اللّه اليه كلمح البصر (واسال يا محمد من ارسلنامن قبلك من رسلنا اجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون)، فالتفت اليهم رسول اللّه(ص) بجميعه فقال: بم تشهدون؟ قالوا: نشهد ان لا اله الا اللّه وحده لا شريك له، وانك رسول اللّه، وان عليا امير المؤمنين وصيك، وكل نبي منا خلف وصيا من عصبته ماخلا هذا واشاروا الى عيسى بن مريم(ع) فانه لا عصبة له، وكان وصيه شمعون بن حمون الصفا ابن عم امه، فنشهد انك رسول اللّهسيد النبيين، وان علي بن ابي طالب سيد الوصيين، اخذت على ذلك مواثيقنا لكما بالشهادة.

فقال الرجل: احييت قلبي وفرجت عني، يا اميرالمؤمنين [١١٠] .

---------------------------------------------------------------------------------------------
[١] . المراد من ابن الاصفر: ملك الروم. وانما سمي الروم بنو الاصفر لان اباهم الاول كان اصفر اللون.
[٢] . قضايا امير المؤمنين (ع): ح ٢٦.
[٣] . الاستعداء: طلب التقوية والنصرة.
[٤] . من المصدر.
[٥] . من المصدر.
[٦] . كناية عن الانقضاء، والمعنى على حذف مضاف، والتقدير: حتى يضع اهل الحرب اثقالهم، فاسند الفعل الى الحرب مجازا.
[٧] . من المصدر.
[٨] . من المصدر.
[٩] . في المصدر: وابعث.
[١٠] . المجرة: مجموعة كبيرة من النجوم تركزت حتى تراءت من الارض كوشاح ابيض يعترض في السماء. «المعجم الوسيط: ١/١١٧ جرر ».
[١١] . اي ظهر وارتفع.
[١٢] . في المصدر: المؤمنين.
[١٣] . من المصدر.
[١٤] . في المصدر: المشركين.
[١٥] . قال المجلسي(ره) في بحار الانوار: ١٠/١٣١: قوله (ع): «قطعوا رحمي » اي لم يراعوا الرحم التي بيني وبين رسول اللّه (ص)، او بيني وبينهم، فالمراد به قريش، والاول اظهر.
[١٦] . كذا في المصدر، وفي الاصل: وضيعوا.
[١٧] . الوفرة: الشعر المجتمع على الراس، او ما سال على الاذنين منه، او ما جاوز شحمة الاذن.
[١٨] . في المصادر: مسيرة يوم للشمس.
[١٩] . من المصدر.
[٢٠] . سورة الاسراء: ١٢.
[٢١] . الدلس: الظلمة واختلاط الظلام.
[٢٢] . من المصدر.
[٢٣] . في المصدر: المؤمنين.
[٢٤] . جبل وعر، به واد يقال له: رك، به نخل وآبار مطوية بالصخر، طيبة الماء، وباعلاه برقة يقال لها: السراء، وبينه وبين فيد اربعة اميال عن يمين الذاهب الى مكة، ويمتد الى قرب الشام، وقيل: سلمى: موضع بنجد، واطم بالطائف.
[٢٥] . في المصدر: المشركين.
[٢٦] . من المظاهر الجزئية للجنة والنار.
[٢٧] . كذا في المصدر، وفي الاصل: فهو.
[٢٨] . كذا في المصدر، وفي الاصل: الرياح.
[٢٩] . في المصدر: فبعث بها.
[٣٠] . روي هذا الحديث بالفاظ متفاوتة، انظر: الخصال: ٤٤٠ ح ٣٣، الغايات: ٢٢٤، تحف العقول: ٢٢٨، الاحتجاج: ٢/١٣، الخرائج والجرائح: ٢/٥٧٢، ح ٢، الثاقب في المناقب: ٣١٩ ح ٢٦٥، مناقب ابن شهراشوب:٢/٣٨٣، روضة الواعظين: ٤٥ ٤٦، الصراط المستقيم: ٢/١٧٨ ح ٧، وسائل الشيعة:١٢/٧١ ح ٥، اثبات الهداة: ٢/٤٦٠ ح ٢٠٤، حلية الابرار: ٣/٢٤ ح ٢، مدينة المعاجز:٢/٢٠٣ ح ٥٠٨ وص ٥٠٩ ح ٥٠٩، بحار الانوار: ٦/٢٨٤ ح ١، وج ١٠/٨٤ ح ٣ وص ١٢٩ ح ١، وج ٤٣/٣٢٥ ح ٥، وج ٥٩/٣٧٧ ح ١٢ و ١٣، وج ٦٠/١٩٩ ح ٢، وج ٧٥/١٩٦ ح ١٠، وج ١٠٤/٣٥٦ ح ١٢، وص ٣٥٨ ح ١٨، عوالم العلوم: ١٦/١١٠ ح ٧،مستدرك الوسائل: ١٧/٢١٧ ح ٢، قضاء امير المؤمنين (ع): ١٠٠ ح ٣٧ وص ١٥٤ ح ٣.
[٣١] . ٢/٣٥٨.
[٣٢] . سورة الانبياء: ٣٠.
[٣٣] . سورة التكوير: ١٨.
[٣٤] . بحار الانوار: ٤٠/٢٢٤.
[٣٥] . قضايا امير المؤمنين (ع): ح ٨.
[٣٦] . من المصدر.
[٣٧] . من المصدر.
[٣٨] . سورة الزمر: ٤٢.
[٣٩] . في المصدر: عن.
[٤٠] . من المصدر.
[٤١] . في المصدر: ما راى وسمع به.
[٤٢] . قضاء امير المؤمنين (ص): ٩٩ ح ٣٣.
[٤٣] . ٢/٣٥٧.
[٤٤] . ٣/١١٦.
[٤٥] . قضايا امير المؤمنين (ع): ح ١٤٢.
[٤٦] . اختلفت المصادر في ضبطه، ففي بعضها: ابراهيم عن ابي يحيى، وفي بعضها:ابراهيم بن يحيى و...، والظاهر هو: ابو اسحاق ابراهيم بن محمد بن ابي يحيى الاسلمي المديني او المدني، روى عن ابي جعفر وابي عبداللّه (عليهما السلام)، وكان خصيصا بهما،والعامة لهذه العلة تضعفه. انظر: رجال النجاشي: ١٤ رقم ١٢، رجال الطوسي: ١٤٤ رقم ٢٤ عده في اصحاب الصادق (ع) ، فهرست الشيخ الطوسي: ٣ رقم ١، معجم رجال الحديث: ١/٢٠٠ رقم ٩٢ و٩٣.
[٤٧] . العجوة: نوع من تمر المدينة اكبر من الصيحاني، يضرب الى السواد، من غرس النبي (ص). انظر: النهاية لابن الاثير: ٣/١٨٨.
[٤٨] . الكستيج بالضم : خيط غليظ يشده الذمي فوق ثيابه دون الزنار. «القاموس المحيط: ١/٢٠٥».
[٤٩] . روي بالفاظ متفاوتة في: الكافي: ١/٥٢٩ ح ٥ وص ٥٣١ ح ٨، اثبات الوصية:٢٢٨، الامامة والتبصرة: ١٣٤ ح ١٤٨، غيبة النعماني: ٩٧ ح ٢٩، كمال الدين: ٢٩٤ ح ٣وص ٢٩٧ ٣٠٠ ح ٥ ٨، الخصال: ٤٧٦ ح ٤٠، عيون اخبار الرضا (ع): ١/٥٢ ح ١٩،تقريب المعارف: ٤٢٢، زين الفتى: ١/٣٠٤ ح ٢١٨، غيبة الطوسي: ١٥٢ ح ١١٣،الاحتجاج: ٥٣٧، اعلام الورى: ٢/١٦٧، كشف الغمة: ٢/٥٠٦، فرائد السمطين: ١/٣٥٤ح ٢٨٠، بحار الانوار: ١٠/٩ ح ٤ وص ٢٠ ٢٣ ح ١٠ ١٢، وج ٣٦/٣٧٤ ٣٨٠ ح ٤ آ٧، وج ٦٠/٤٠ ح ٥، عوالم العلوم: ١٥/٣/٢٤٦ ح ١ وص ٢٤٨ ح ٣ وص ٢٥١ ٢٥٣ ح ٦ ٨، ينابيع المودة: ٣/٢٨٥ ح ٣، الغدير: ٦/٢٦٨، قضاء امير المؤمنين (ع) للتستري: ٨٦ح ١٠.
[٥٠] . قضايا امير المؤمنين (ع): ح ٩٥.
[٥١] . من المصدر.
[٥٢] . من المصدر.
[٥٣] . من المصدر.
[٥٤] . في المصدر: فقال له الاسقف: يا عمر، انتم.
[٥٥] . سورة الحديد: ٢١.
[٥٦] . سورة ابراهيم: ٤٨.
[٥٧] . من المصدر.
[٥٨] . في المصدر: يا وصي محمد.
[٥٩] . سورة الزخرف: ٨٤.
[٦٠] . خصائص الائمة (ع): ٩٠، زين الفتى: ١/٣٠٩ ح ٢٢٠، الغدير: ٦/٢٤٢، قضاء اميرالمؤمنين (ع): ٩٣ ح ١٩. وروي نحوه في: مناقب ابن شهراشوب: ٢/٣٥٢، بحار الانوار:٤٠/١٧٤ ح ٥٥، قضاء امير المؤمنين (ع): ٨٤ ح ٧.
[٦١] . قضايا امير المؤمنين (ع): ح ١٤٣.
[٦٢] . سورة الاعراف: ١٤٢.
[٦٣] . معادن الجواهر: ٢/٤٨ ح ٤٣، قضاء امير المؤمنين (ع): ١٠٩ ح ٧.
[٦٤] . قضايا امير المؤمنين (ع): ح ٣ و١٤٨ .
[٦٥] . من المصدر، وفيه: «جاء» بدل «قام ».
[٦٦] . كذا في المصدر، وفي الاصل: يا امير المؤمنين.
[٦٧] . سورة التغابن: ١٥.
[٦٨] . في المصدر: فقال امير المؤمنين صلوات اللّه عليه: صدق: يحب الفتنة، وهي اهله،وهم فتنة، ويبغض الحق وهو الموت، ويشهد بما لم يره: يشهد برسول اللّه (ص) ولم يره.
[٦٩] . الطرق الحكمية لابن القيم الجوزية: ٤٦، كفاية الطالب للگنجي الشافعي: ٢١٨،الفصول المهمة لابن الصباغ: ٥٣، الغدير: ٦/١٠٥، قضاء امير المؤمنين (ع): ١٠٩ ح ٨، معادن الجواهر: ٢/٤٤ ح ٣٣.
[٧٠] . قضايا امير المؤمنين (ع): ح ١٤٤.
[٧١] . خصائص الائمة (ع) للشريف الرضي: ٨٩، قضاء امير المؤمنين (ع): ١٠٤ ح ١.
[٧٢] . قضايا امير المؤمنين (ع): ح ٩٤.
[٧٣] . من المصدر.
[٧٤] . في المصدر: ولا ياكل.
[٧٥] . في المصدر: بسبب.
[٧٦] . قال المجلسي(ره): يمكن ان يقرا «صدقت » على بناء المعلوم المخاطب، اي القول الذي ذكرت عنهم صدق وحق، او صدقت في انهم لا يخرجون من الايمان راسا بحيث تنتفي المناكحة والموارثة وامثالهما، او في انهم لا يخرجونهم بمحض ارتكاب الذنب، بل بالاصرار عليه، او المعلوم الغائب والضمير للناس بتاويل، او المجهول المخاطب اي صدقوك فيما اخبروك.
[٧٧] . سورة الواقعة: ٨ ١٠.
[٧٨] . قال المجلسي(ره): قوله (ع): «جعل اللّه فيهم خمسة ارواح »، اقول: الروح يطلق على النفس الناطقة، وعلى الروح الحيوانية السارية في البدن، وعلى خلق عظيم، اما من جنس الملائكة او اعظم منهم، كما قال تعالى: (يوم يقوم الروح والملائكة صفا) «سورة النبا: ٣٨» والارواح المذكورة هنا يمكن ان تكون ارواحا مختلفة متبائنة، بعضها في البدن، وبعضها خارجة عنه، او يكون المراد بالجميع النفس الناطقة الانسانية باعتباراعمالها ودرجاتها ومراتبها، او اطلقت على تلك الاحوال والدرجات كما انه يطلق عليهاالنفس الامارة واللوامة والمطمئنة والملهمة بحسب درجاتها ومراتبها في الطاعة، والعقل الهيولائي وبالملكة، وبالفعل، والمستفاد بحسب مراتبها في العلم والمعرفة، ويحتمل ان تكون روح القوة والشهوة والمدرج كلها الروح الحيوانية، وروح الايمان وروح القدس النفس الناطقة بحسب كمالاتها، او تكون الاربعة سوى روح القدس مراتب النفس وروح القدس الخلق الاعظم، فان ظاهر اكثر الاخبار مباينة روح القدس للنفس. ويحتمل ان يكون ارتباط روح القدس متفرعا على حصول تلك الحالة القدسية للنفس، فتطلق روح القدس على النفس في تلك الحالة، وعلى تلك الحالة وعلى الجوهر القدسي الذي يحصل له الارتباط بالنفس في تلك الحالة، كما ان الحكماء يقولون: ان النفس بعد تخليهاعن الملكات الردية وتحليها بالصفات العلية، وكشف الغواشي الهيولانية، ونقض العلائق الجسمانية، يحصل لها ارتباط خاص بالعقل الفعال كارتباط البدن بالروح، فتطالع الاشياء فيها، وتفيض المعارف منه عليها آنا فنا، وساعة فساعة، وبه يؤولون علم مايحدث بالليل والنهار، وهذا وان كان مبتنيا على اصول فاسدة لا نقول بها، لكن انماذكرناه للتشبيه والتنظير، وعلم جميع ذلك عند العليم الخبير.
[٧٩] . عبارة «وعبدوا اللّه» ليست في المصدر.
[٨٠] . في المصدر: اللذيذ من الطعام.
[٨١] . سورة البقرة: ٢٥٣.
[٨٢] . ظاهره ان المراد انه قال ذلك في عموم الانبياء والرسل، وهو مخالف لظاهر سياق الايات، والمشهور بين المفسرين.
[٨٣] . سورة المجادلة: ٢٢.
[٨٤] . قال المجلسي(ره): «وهم المؤمنون حقا» اي يكون ايمانهم واقعيا ولا يكون باطنهم مخالفا لظاهرهم، فيكونون منافقين على بعض الاحتمالات السابقة، او المراد بهم المؤمنون الذين لا يتركون الفرائض، ولا يرتكبون الكبائر الا اللمم، فالذين يفعلون ذلك ولا يتوبون داخلون في اصحاب الشمال، لكنه يابى عنه ما سياتي من التخصيص باهل الكتاب.
[٨٥] . المراد من قوله: «يستكمل هذه الارواح » اي يطلب كمالها وتمامها، او يتصف بها كاملة.
[٨٦] . في المصدر: يا وصي محمد.
[٨٧] . سورة الحج: ٥.
[٨٨] . اي ان اللّه الفاعل به المدبر لامره رده، او الرب الفاعل به القوى الاربع وخالقها فيه رده، او فاعل آخر غير نفسه رده، ولا تقصير له فيه، والاول اظهر.
[٨٩] . في المصدر: فهو لا.
[٩٠] . قال المجلسي(ره): «ولا يستطيع التهجد بالليل ولا بالنهار» كانه استعمل التهجدهنا في مطلق العبادة، او يقدر فعل آخر كقولهم: «علفتها تبنا وماء باردا»، وقيل: المرادبالتهجد هنا التيقظ من نوم الغفلة، واصل التهجد مجانبة الهجود في الليل للصلاة.
[٩١] . في المصادر: ومنهم من ينتقص. وكذا في الموضع الاتي.
[٩٢] . اي لا يضره هذا النقص في الارواح، وقيل: المعنى انه يسقط عنه بعض التكاليف الشرعية، كالجماع في كل اربعة اشهر، والقسمة بين النساء.
[٩٣] . قال المجلسي(ره): «نقص » النقص يكون لازما ومتعديا، وهنا يحتملهما، فعلى الاول المعنى نقص بعض الايمان فمن بمعنى البعض، او نقص شي ء منه فيكون فاعلا،وعلى الثاني يكون مفعولا.
[٩٤] . قال المجلسي(ره): «وان عاد» اي من غير توبة على وجه الاصرار، وقيل: هو من العادة.
[٩٥] . كانه (ع) ذكرهما على سبيل المثال، والمراد جميع الكفار والمنكرين للعقائد الايمانية الذين تمت عليهم الحجة.
[٩٦] . قال المجلسي(ره): قوله: «والولاية » اي يعرفون محمدا بالنبوة واوصياءهم بالامامة والولاية، وانما اكتفى بذكر محمد (ص) لان معرفته على وجه الكمال يستلزم معرفة اوصيائه، او لانه الاصل والعمدة: «انك الرسول اليهم » بيان للحق.
[٩٧] . سورة البقرة: ١٤٦.
[٩٨] . اي بسبب ذلك الجحود، وقوله: «فسلبهم » بيان للابتلاء.
[٩٩] . تخصيص تلك الارواح بالابدان لان الروحين الاخرين ليسا مما يسكن البدن، وان كانا متعلقين به.
[١٠٠] . سورة الفرقان: ٤٤.
[١٠١] . في المصدر: الرجل.
[١٠٢] . من المصدر.
[١٠٣] . بصائر الدرجات: ٤٤٩ ح ٦، الكافي: ٢/٢٨١ ٢٨٤ ح ١٦، تحف العقول: ١٨٨ آ١٨٩، وسائل الشيعة: ١٥/٣٢١ ح ٣، بحار الانوار: ٢٥/٦٤ ح ٤٦، وج ٦٩/١٧٩ ح ٣.
[١٠٤] . سورة الزخرف: ٤٥ .
[١٠٥] . قضايا امير المؤمنين (ع): ح ٢٢.
[١٠٦] . هو: فضالة بن ايوب الازدي، عربي صميم، سكن الاهواز، له كتب، منها: الصلاة،النوادر.
[١٠٧] . هو: عبداللّه بن محمد الحضرمي الكوفي، تابعي، جليل، من اصحاب الباقروالصادق (عليهما السلام).
[١٠٨] . اي اشتمل به.
[١٠٩] . سورة الاسراء: ١.
[١١٠] . اليقين باختصاص مولانا علي بامرة المؤمنين لابن طاوس: ٤٠٥، بحار الانوار:٢٦/٢٨٥ ح ٤٥.

يتبع .....

****************************