السيد محمد حسين الحسيني الطهراني (قدّس سرّه)
يقول محبّ الدين الطبريّ: [١] عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ: آخِى رَسُولُ اللهِ صلى اللَهُ عَلَيْهِ [ وآلهِ ] وسَلَّمَ بَينَ أَصْحَابِهِ فَجاءَ عَلِيٌّ تَدْمَعُ عَيْنَاهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَهِ! آخَيْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ ولَمْ تُؤاخِ بَينِي وبَينَ أَحَدٍ؟ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَهِ صلى اللَهُ عَلَيْهِ [وآلهِ] وسَلَّمَ: أَنْتَ أَخِي فِي الدُّنْيَا والآخِرَةِ .
يقول محبّ الدين الطبريّ بعد نقل هذا الحديث: رواه الترمذيّ بسنده المتّصل، وقال: حديثٌ حَسَنٌ. وأخرجه البَغَويّ أَيضاً في المصابيح وعدّه من الاحاديث الحِسان.
وجاء في رواية أُخرى عن الإمام أحمد بن حنبل: إِنَّ النَبِيّ صلى اللَه علَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ قَالَ لَهُ لَمَّا قَالَ: آخَيتَ بَينَ أَصحَابِكَ وتَركْتَنِي؟ قَالَ: ولِمَ تَرَانِي تَرَكْتُكَ؟ إِنَّمَا تَرَكتُكَ لِنَفْسِي، أَنْتَ أَخِي وأَنَا أَخُوكَ. [٢]
وعَن عَلِيٍّ عَلَيهِ السَّلامُ قَالَ: طَلَبَنِي النَّبِيُّ صَلّي اللَهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وسَلَّمَ فَوجَدَنِي فِي حائِطٍ نَائماً فَضَرَبَنِي بِرِجْلِهِ وقَالَ: قُمْ فَواللَهِ لاَرضِيَكَ أَنتَ أَخِي وأَبُو ولْدِي، تُقَاتِلُ علی سُنَّتِي، مَنْ مَاتَ علی عَهْدِي فَهُو فِي كَنزِ الْجَنَّةِ، ومَن مَاتَ علی عَهْدِكَ، فَقَدْ قَضَيَ نَحْبَهُ، ومَن مَاتَ علی دِينـِكَ بَعْدَ مَوتِكَ، خَتَمَ اللَهُ لَهُ بِالاْمْنِ والإيمَانِ مَا طَلَعَتْ شَمسٌ أَوغَرَبَت. أخرجه أحمد. [٣]
وعَنْ جَابِرِبنِ عَبدِاللهِ الانْصَارِيّ قَالَ: علی بَابِ الْجَنَّةِ مَكْتُوبٌ: لاَ إِلهَ إِلاّ اللَهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَهِ، عَلِيٌّ أَخُو رَسُولِ اللَهِ.
وفِي رِوايَةٍ: مَكْتُوبٌ علی بَابِ الْجَنَّةِ: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَهِ، عَلِيٌّ أَخُو رَسُولِ اللَهِ، قَبْلَ أَن تُخْلَقَ السَّمَاواتُ والارضُ بِألْفَي سَنَةٍ أَخرَجَهُمَا أَحْمَدُ فِي المَنَاقِب. [٤]
ويقول ابن الاثير: وآخَاهُ رَسُولُ اللَهِ صلى اللَهُ عَلَيْهِ [وآلِهِ] وسَلَّمَ مَرَّتَينِ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَهِ آخَى بَينَ المُهَاجِرينَ، ثُمَّ آخَى بَينَ الْمُهَاجِرِينَ والانصَارِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ، وقَالَ لِعَليٍّ فِي كُلِّ واحِدَةٍ مِنهُمَا: أَنتَ أَخِي فِي الدُّنيَا والآخِرَةِ. [٥]
وروى القندوزيّ الحنفيّ عن أحمد بن حنبل في مسنده بسنده المتّصل عن مخدوج ابن زيد الهُذليّ أنـّه قالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللَهُ عَلَيهِ [وآلِهِ] وسَلَّمَ آخَى بَينَ الْمُسلِمينَ، ثُمَّ قَالَ: يَا عِلِيُّ! أنتَ أَخِي وأَنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هَارونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي ـ إلی أن قَالَ: صَلّى اللهُ عَلَيهِ [وآلِهِ] وسَلَّمَ: ثُمَّ يُنَادِي المُنَادِي مِن عِندِ العَرشِ: نِعْمَ الابُ أَبُوكَ إِبراهِيمُ، ونِعْمَ الاخُ أَخُوكَ علي. [٦]
وقال أيضاً: لمّا كان يوم الشورى، قال عليّ لاهل الشورى: أُنْشِدُكُمُ باللَهَ... هَلْ تَعْلَمُونَ... أنَّ رَسُولَ اللَهِ قَالَ [ بَعْدَما رَجَعَ مِنَ السَّمَاءِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ ]: فَلَمّا رَجَعْتُ مِن عِندِهِ، نَادى مُنادٍ مِن وراءِ الْحُجُبِ: نِعْمَ الابُ أبُوكَ إِبراهِيمُ، ونِعْمَ الاخُ أَخُوكَ عَلِيٌّ، واسْتَوصى بِهِ؟ قَالُوا: نَعَمْ. [٧]
فقد أنشد الإمام عليه السلام الحاضرين يوم الشورى بالله في فضائله التي كانوا يقرّون بها.
وروى ابن الصبّاغ المالكيّ عن ضياء الدين الخوارزميّ عن ابن عبّاس أنـّه قَالَ: لَمّا آخَى رَسُولُ اللَهِ صلى اللَهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ بَيْنَ أصْحَابِهِ مِنَ الْمُهَاجِرينَ والانصارِ وهُو أَنـّهُ آخَى بَيْنَ أَبِي بَكرٍ وعُمَرَ وآخَى بَينَ عُثمَانَ وعَبدِ الرَّحمـنِ بنِ عَوفٍ، وآخَى بَينَ طَلْحَةَ والزُّبَيرِوآخَى بَينَ أبيذَرٍّ الغِفَاريِّ والْمِقدادِ، ولَمْ يُواخِ بَينَ عَلِيِّ بنِ أَبي طالِبٍ وبَينَ أَحدٍ مِنهُمْ.
خَرَجَ عَلِيٌّ مُغضِباً حَتَّى أتى جَدْولاً مِنَ الارضِ وتَوسَّدَ ذِراعَهُ ونَامَ فِيهِ، تَسْفِى الرِّيحُ عَلَيْهِ، فَطَلَبَهُ النَّبِي صلى اللَهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ فَوجَدَهُ علی تِلكَ الصِّفَةَ فَوكَزَهُ بِرِجلِهِ وقَالَ لَهُ: قُم فَما صَلَحْتَ أن تَكُونَ إلاَّ أَبا تُرابٍ، أَغَضِبْتَ حِينَ آخَيتُ بَينَ المُهَاجِرينَ والانصارِ ولَمْ أُواخِ بَيْنَكَ وبَينَ أَحَدٍ مِنهُمْ ؟ أَمَا تَرضَى أَنْ تَكُونَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هَارونَ مِن مُوسَى إِلاَّ أنَّهُ لاَ نَبِيّ بَعْدِي. أَلاَ مَن أَحَبَّكَ، فَقَد حُفَّ بِالاْمنِ والإيمانِ. ومَن أَبْغَضَكَ، أَماتَهُ اللَهُ مِيتَةً جَاهِلِيّةً. [٨]
ورى ابن المغازليّ الشافعيّ أيضاً بإسناده عن زيد بن أرقم أنّه قالَ: دَخَلْتُ علی رَسُولِ اللَهِ، قَالَ: إِنِّي مُواخٍ بَيْنَكُمْ كَما آخَى اللَهُ بَيْنَ الْمَلائكَةِ، ثُمَّ قَالَ لِعَليٍّ: أَنْتَ أَخِي ورَفِيقِي، ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيةَ: إِخْواناً علی سُرُرٍ مُتَقَـابِلِينَ الاْخِلاَّءُ فِي اللَهِ يَنظُرُ بَعْضُهُمْ إلی بَعضٍ. [٩]
وروى أيضاً عن حُذَيفَةَ بن إلیمان أنّه قَالَ: آخَى رَسُولُ اللَهِ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ والانصَارِ.
كانَ يُواخِي بَينَ الرَّجُلِ ونَظيرِهِ، ثُمَّ أخَذَ بِيَدِ عَلِيِّ بنِ أَبيطالِبٍ، فَقَالَ: هَذَا أَخي. قالَ حُذَيفَةُ: فَرَسُولُ اللَهِ سَيّدُ المُرسَلِينَ وإِمَامُ الْمُتَّقِينَ ورَسُولُ رَبِّ العَالَمِينَ الَّذِي لَيسَ لَهُ شِبهٌ ولاَنَظِيرٌ، وعَلِيٌّ أَخُوهُ. [١٠]
أي: إنّه عليه السلام يشارك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في جميع تلك الصفات. وهذا هو ما تستدعيه الاُخوة.
وكذلك روى عبدالله بن أحمد بن حنبل بإسناده المتّصل [١١] ، والموفّق ابن أحمد الخوارزميّ أيضاً بأسناده المتّصل
[١٢] ، والحموينيّ بإسناده المتّصل أيضاً، [١٣] روى هؤلاء الثلاثة عن زيد بن أبي أوفى، وكذلك روى الحموينيّ [١٤] بسند آخر عن زيد بن أرقم باختلاف يسير في اللفظ ، روى هؤلاء مانصّه: قَالَ: دَخَلْتُ علی رَسُولِ اللهِ مَسْجِدَهُ فَقَالَ: أَينَ فُلانُ بنُ فُلانٍ، فَجَعَلَ يَنْظُرُ فِي وجُوهِ أصْحَابِهِ ويَتَفَقَّدُهُمْ ويَبعَثُ إلیهِمْ حَتَّى تَوافَقُوا عِندَهُ، فَحَمِدَ اللهَ وأثنى عَلَيْهِ وآخَى بَيْنَهُمْ.
وذَكَرَ حَدِيثَ المُواخاةِ بَيْنَهُمْ ـ فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيهِ السَّلامُ لَقَدْ ذَهَبَ رُوحِي وانْقَطَعَ ظَهْرِي حِينَ رَأَيتُكَ فَعَلْتَ بِأصْحَابِكَ ما فَعَلْتَ غَيرِي، فَإن كانَ هَذَا عَن سَخَطٍ عَلَيَّ فَلَكَ العُتبى والْكَرَامَةُ.
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ: والَّذِي بَعَثَنِي بالحَقِّ ما أَخَّرْتُكَ إِلاَّ لِنَفسِي، وأَنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هَارونَ مِن مُوسَى غَيْرَ أَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي، وأَنتَ أَخِي ووارثِي. قالَ: ومَا أَرِثُ يَا رَسُولَ اللهِ!؟ قَالَ: مَا ورَّثَ الانْبِياءُ مِنْ قَبلِي. قَالَ: وما ورَّثَ الانبياءُ مِنْ قَبلِكَ؟ قالَ: كِتابَ اللهِ وسُنَّةَ نَبِيّهِ. وأَنتَ مَعِي فِي قَصْرِي فِي الْجَنَّةِ مَعَ ابنَتي فاطِمَةَ. وأَنتَ أخي ورَفِيقِي، ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللهِ: إِخْواناً علی سُرُرٍ مُتَقَـ'بِلِينَ المُتَحابُّونَ فِي اللهِ يَنظُرُ بَعْضُهُم إلی بَعْضٍ.
وروى صاحب كتاب الفردوس أيضاً بسنده عن أبي ذرّ، فقال: أَسْنَدَ ظَهْرَهُ إلی الكَعْبَةِ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! هَلُمُّوا أُحَدِّثْكُمْ عَن نَبِيّكُم. سَمِعتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ لِعلى عَلَيهِ السَّلامُ : اللهُمَّ ! اغْفِرهُ واستَغفِرْ بِهِ اللَهُمَّ انصُرْهُ وانْتَصِرْ بِهِ فَإِنَّهُ عَبْدُكَ وأخُو رَسُولِكَ. [١٥]
وروى ابن أبي الحديد عن أبي رافع قوله: أتَيْتُ أباذرٍّ بِالرَّبَذَةِ أودِّعُهُ فَلَمَّا أرَدْتُ الانصِرافَ قالَ لِي ولاِناسٍ معي: سَتَكُونُ فِتنَةٌ فاتَّقُوا اللهَ وعَلَيْكَ بالشيخِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ فاتَّبِعُوهُ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ لَهُ: أَنتَ أولَ مَن آمَنَ بِي وأَولَ مَن يُصافحني يَومَ القِيامَةِ، وأَنتَ الصِّدِّيقُ الاكبَرُ وأَنت الْفارُوقُ الَّذِي يُفَرِّقُ بَينَ الحَقِّ والبَاطِلِ، وأنتَ يَعسُوبُ المؤمِنِينَ والمَالُ يَعسُوبُ الكافِرِينَ، وأنتَ أخِي ووزيرِي وخَيرُ مَنْ أَترُكُ بَعْدِي تَقْضِي دَيْنِي وتُنْجِزُ مَوعِدِي. [١٦]
وروى أيضاً ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة عن حكيم بن جبير أنّه قالَ: خَطَبَ عَلِيٌّ عَلَيهِ السَّلامُ فَقَالَ فِي أثناءِ خُطبَتِهِ: أَنَا عَبْدُ اللَهِ وأَخُو رَسُولِهِ لاَ يَقُولُهَا أَحَدٌ قَبْلِي ولاَ بَعْدِي إلاّ كَذّابٌ. ورِثتُ نَبِيَّ الرَّحْمَةِ ونَكَحْتُ سَيِّدَةَ نِساءِ هَذِهِ الاُمَّةِ، وأنا خاتَمُ الْوصِيِّينَ، وقَالَ رَجُلٌ من عَبسٍ: مَنْ لاَ يُحسِنُ أن يَقُولَ مِثْلَ هَذَا؟ فَلَم يَرجِعْ إلی أهْلِهِ حتَّى جُنَّ وصُرِعَ، فَسَألوهُمْ هَل رَأَيتُمْ بِهِ قَبْلَ هَذَا، قَالُوا: ما رَأَينَا بِهِ قَبْلَ هَذا عَرَضاً. [١٧]
وروى شيخ الإسلام الحموينيّ مثل هذه الرواية عن زيد بن وهب باختلاف يسير في اللفظ. [١٨]
وروى أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده عن عمر بن عبدالله عن أبيه عن جدّه أنّه قال: إِنَّ النَّبِيَّ آخَى بَينَ النَّاسِ وتَرَكَ عَلِيّاً حَتَّى آخِرهِم لاَيَرى لَهُ أخاً، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَهِ! آخَيتَ بَينَ النَّاسِ وتَرَكتَنِي؟ قَالَ: ولِمَن تَرانِي تَرَكتُكَ؟ وإِنَّمَا تَرَكتُكَ لِنَفسِي، أَنْتَ أَخِي وأَنَا أَخُوكَ. فإِن فَاخَرَكَ أحَدٌ، فَقُلْ: أنَا عَبدُ اللهِ وأخُو رَسُولِ اللَهِ، لاَ يَدَّعيها بَعْدِكَ إِلاَّ كَذَّابٌ. [١٩]
وروى ابن المغازليّ أبوالحسن الفقيه أيضاً بإسناده عن أنس أنّه، بعد نقله قصّة المواخاة بين الصحابة، وذكره تأثّر أميرالمؤمنين، عليه السلام لعدم التفات رسول الله إلیه، قال: قالَ رَسُولُ اللَهِ صلى اللَهُ عَلَيهِ [وآلِهِ] وسَلَّمَ: إِنَّمَا ذَخَرْتُكَ لِنَفْسِي، أَلاَ يَسُرُّكَ أن تَكُونَ أخَا نَبِيِّكَ؟ قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ! أَنّى لِي بِذَلِكَ؟ فَأخَذَ بِيَدِهِ وأَرقَاهُ المِنبَرَ، فَقَالَ: اللَهُمَّ ! هَذَا مِنّي وأَنَا مِنهُ. أَلاَ إِنَّهُ مِنِّي بِمَنزِلَةِ هَارونَ مِن مُوسَى. أَلا مَن كُنْتُ مَولاَهُ فَهَذا عَلِيٌ مَولاَهُ. قَالَ: فَانصَرَفَ علی عَلَيهِ السَّلامُ قَريرَ العَينِ فَأَتبَعَهُ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ فَقَالَ: بَخْ بَخْ يَا أَبا الحَسَنِ ! أصْبَحتَ مَولاي ومَولَى كُلِّ مُسلِمٍ. [٢٠]
وروى عبدالله بن أحمد بن حنبل بإسناده عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال: جَمَعَ رَسُولُ اللهِ (أو دَعا رَسُولُ اللهِ) بَني عبدِ المُطَّلِب فِيهِم رَهْطٌ كُلُّهُمْ يَأكُلُ الجَذَعَةَ ويَشرَبُ الْفَرَقَ. قَالَ: فَصَنَعَ لَهُمْ مُدّاً مِنْ طَعَامٍ فَأَكَلُوا حَتَّى شَبِعُوا. قَالَ: وبَقِيَ الطَّعامُ كَما هُو كَأنَّهُ لَم يُمَسَّ، ثُمَّ دَعَا بِغُمَرٍ فَشَرِبُوا حَتّى رَووا وبَقِيَ الشَّرَابُ كَأَنَّهُ لَم يُمَسَّ ولَم يُشرَبْ مِنهُ. فَقَالَ: يَا بَنِي عَبدِ المُطَّلِب! إِنِّي بُعِثْتُ إلیكُمْ خاصَّةً وإلی النّاسِ عامَّةً وقَد رَأَيتُمْ مِنْ هَذِه الآيَةِ مَا رَأيتُم، فَأيُّكُمْ يُبَايِعُني علی أن يُكُونَ أَخِي وصَاحِبِي؟ قَالَ: فَلَمْ يَقُمْ إلیهِ أحَدٌ، فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ، ضَرَبَ بِيَدِهِ علی يَدِي. [٢١]
ونحن نقلنا حديث العشيرة في الدروس الماضيّة مفصّلاً. [٢٢]
وقد وضح لدينا أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام تقلّد يومئذٍ منصب الوزارة والاُخوة، والخلافة، والولاية.
أجل، فهذه الاحاديث التي أتينا بها هنا حول أُخوة أميرالمؤمنين عليه السلام هي غيض مختصر من الاحاديث المرويّة في هذا الباب.
ويذكر المرحوم السيّد هاشم البحرانيّ في كتابه غاية المرام بشأن مؤاخاة أميرالمؤمنين لرسول الله واحداً وعشرين حديثاً عن طريق العامّة (في ص ٤٧٨)، وخمسة أحاديث عن طريق الخاصّة (في ص ٤٨١) وينقل هذا المؤلّف ثمانية وثلاثين حديثاً عن طريق العامّة (في ص ٤٨٢) وأربعة وثلاثين حديثاً عن طريق الخاصّة (في ص ٤٨٦) كلّها تتعلّق بأخوة الإمام لرسول الله.
ونقل ذلك كثير من علماء العامّة، مثل الترمذيّ في الصحيح والبَغَويّ، في مصابيح السُنَّة ، وابن كثير في البداية والنهاية ، والملاّ علي المتّقيّ الحنفيّ في كنز العمّال، عن مؤلّفات عديدة لعلماء الاحناف والشوافع، وكذلك نقل هذا الموضوع ابن الاثير في أُسدالغابة، والموفّق بن أحمد الحنفيّ الخوارزميّ في المناقب، وأحمد بن حنبل في المسند، وإبراهيم بن محمّد الحموينيّ الشافعيّ في فرائد السمطين بطرق عديدة، والمناويّ في كنوز الحقائق إذ طبع في حاشيّة الجامع الصغيرللسيوطيّ الشافعيّ [٢٣] في مطالب السئول، وسبط بن الجوزيّ في التذكرة، وابن الصبّاغ المالكيّ في الفصول المهمّة، ومحبّ الدين الطّبريّ في ذخائر العقبى، وجمال الدين محمّد بن يوسف الزرنديّ الحنفيّ في دُرَر السمطين، وغير هؤلاء.
إنّ الروايات المأثورة بشأن الاُخوة هنا كلّها مأخوذة من مصادر العامّة وكتبهم.
ومارواه الخاصّة في كتبهم بشأن هذا الموضوع كثير أيضاً، بَيدَ أنّا لمّا كنّا نرمي إلی النقل عن العامّة غالباً من وحي والْفَضْلُ مَا شَهِدَتْ بِهِ الاعْدَاءُ، لذلك اكتفينا بما نقلناه هنا. [٢٤]
يقول السيّد إسماعيل الحِميَريّ:
فَتى أخَواهُ الْمُصَطَفى خَيرُ مُرسَلٍ ***** وخَيْرٌ شَهِيدٍ ذُوالْجَنَاحَيْنِ جَعْفَرُ [٢٥]
ويمكن قياس معنويّات الصحابة من خلال عقد الاُخوة الذي تمّ علی يد النبيّ، وهو صلّى الله عليه وآله ما يَنطِقُ عَنِ الْهَوى، لانّ هذا العقد قد راعى تماماً الجانب الروحيّ، والانسجام الفكريّ، وحجم الإلفة والرفقة والبعد النفسي عند الصحابة.
ولذلك نراه صلّى الله عليه وآله قد آخى [٢٦] بين أبي بكر وعمر، وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف، وبين طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام، وبين أبي ذرّ الغفاريّ والمقداد بن عمرو وبين معاوية بن أبي سفيان وحُباب بن يزيد المجاشعيّ [٢٧].
وأمّا مؤاخاته صلّى الله عليه وآله لاميرالمؤمنين عليه السلام ففيها أسرار تتّضح من خلال التأمّل والإمعان في الروايات المأثورة في هذا الحقل وغيره من الحقول، إذ تُصرح لنا تلك الروايات كيفيّة تعامله صلّى الله عليه وآله مع أميرالمؤمنين. ومن المقطوع به أنّ هذه الاُخوة ليست أمراً اعتباريّاً صوريّاً، بل هي تعبّر عن نوع من الاتّصال والارتباط الحقيقيّ بينهما بدليل أنّ أميرالمؤمنين لمّا سأله عن سبب تركه إيّاه بلا أخ، أجابه بأنّه هو أخوه وليس له أخ غيره، وقد ذخره لنفسه.
فهذا الإرتباط الحقيقيّ يدلّ علی نوع من الوحدة والاتّحاد في أصل الخلقة والفطرة كالاخوين الحقيقيّين الَذينِ ينشآن من أصل واحد، وينموان في رحم واحد، وكذلك الروح المقدّسة لرسول الله، والروح المقدّسة لاميرالمؤمنين عليها الصلاة والسلام فإنّهما قد انبثقتا عن عالم واحد، هو عالم النور والطهر والتوحيد.
وعلی هذا الاساس، جاءت الروايات التي نقلناها سابقاً عن رسولالله صلّى الله عليه وآله إذ قال: [٢٨] خُلِقتُ أنا وعليّ من نور واحد، وسرى ذلك النور دائماً في أصلاب آبائنا حتّى عبدالمطّلب، ثمّ انقسم نصفين، فصار نصف إلی عبدالله، ونصف إلی أبي طالب. فظهر من عبدالله رسولالله، ومن أبي طالب وصيّ رسول الله. فهو خاتم النبيّين، وهذا خاتم الوصيّين. خُلِقتُ أَنا وعليّ من شجرة واحدة والناس من أشجار شتّى .
وكذلك جاءت الروايات التي تدلّ علی أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم: قال: [٢٩] خُلِقتُ أنا وعليّ من شجرة واحدة والناس من أشجار شتّى. وقال أيضاً: والانبياء من أشجار شتّى.
وثمّة روايات كثيرة تدلّ علی وحدة نفسيهما، نحو قوله: عليّ بن أبي طالب نفسي، وقوله: هو مثلي.
أجل، فهذا الاتّحاد في الفكر والطبيعة بين ذينك العظيمين في هذه الدنيا وفي جميع المراحل إنّما هو نابع عن اتّحاد النور والحقيقة في باطن أمرهما وملكوتهما وهذا أمر مهمّ للغاية، إذ هما كالاخوين الَذينِ يمثّلان فرعين من أصل واحد.
الشواهد علی أنّ أُخوة أمير المؤمنين ورسول الله دالّة علی وحدة حقيقتيهما فذلك الإمامان في عالم الإنسانيّة هما جسمان مختلفان من نور واحد وحقيقة واحدة.
ولذلك قال حذيفة: لمّا قال النبيّ بأنّ عليّاً أخوه، وهو سيّد المرسلين وإمام المتّقين ورسول ربّ العالمين، ولا مثيل له: فعليّ بن أبي طالب بما تقتضيه مقام الاُخوة هو سيّد الوصيّين وإمام المتّقين والمنصوبُ مِن قِبَلِ رَبِّ العالمين ولا مثيل له.
وهذا تفسير استنبطه حذيفة من نفس معنى الاُخوة. والشاهد علی هذا المعنى قوله صلّى الله عليه وآله: مكتوب علی باب الجنّة: (محمّد رَسُولُ اللهِ وعَلِيٌّ أخوهُ).
والجنّة هي عالم المعنى والحقيقة وظهور البواطن والخفايا. وكان رسول الله، ووليّ الله معاً في تلك العوالم، بل في عوالم أعلی منها.
لذلك قال رسول الله: كانت أُخوة علی مكتوبة علی باب الجنّة من قبل ألفَي سنة. وهذه القبليّة إشارة إلی العوالم العليا حيث كان اتّحاد تلك الروحين المقدّستين.
والشاهد الآخر علی هذا المعنى أيضاً هو ما جاء في أغلب الروايات المأثورة عن رسول الله أنّه قال: يا عليّ! أنتَ أخي في الدنيا والآخرة.
والدنيا عالم ظاهر والآخرة عالم باطن. أي أنت أخي في هذه الدنيا من حيثالإبلاغ، والقتال علی تأويل القرآن، والجهاد، والعلم، والقضاء وسائر شؤون النبوة. وأنت أخي في الآخرة من حيث العلم، والمعرفة والتوحيد، والصفات الحميدة كالكرم، والحلم، والعفو، والإيثار وسائر المَلَكات، ومن حيث الاطلاع علی السرائر والمغيّبات في المواطن كلّها. [٣٠] واللطيف ما ورد عنه في بعض الروايات المذكورة أنّه قال: أنتَ أخي ورفيقي، أي: أنت ملازمي ومرافقي في تلك المراحل جميعها.
وقال صلّى الله عليه وآله ترسيخاً لهذا المعنى: أنتَ أخي وأنا أخوك ومن الواضح أنّ الاُخوة من الاُمور الإضافيّة، فكلّ من كان أخاً لشخص فذلك الشخص هو أخ للاول حتماً، فلا حاجة إلی التذكير والتنبيه، بَيدَ أنّ رسول الله أراد أن يثبّت هذا المعنى إلی درجة لم يبق معها أيّ مجال للشبهة والتأويل.
ولذلك نراه يقول: من مات علی دينك، ختم له بالامن والإيمان. وإنّ الذين علی دينك، أي: شيعتك محفوفون بالخير والعافيّة، والامن والسلامة، والإيمان والیقين ما طلعت شمس أوغربت، وما زالت الدنيا. ومن مات علی بغضك، فإنّ الله يميته ميتة أهل الجاهليّة. أي: من لم يتّصل بك، فإنّه لايعرف عن الإسلام شيئاً. ومن لم يعرفك، فإنّه لم يعرفني، ومن أبغضك، فقد أبغضني. ومن ردّ عليك وأنكرك، فقد ردّ عليّ وأنكرني.
وبُعَيد بيان حقيقة الاُخوة، ذكر رسول الله معنى الوزارة مشبّهاً إيّاها بأُخوة هارون ووزارته لموسى.
فأمير المؤمنين من النبيّ كهارون من موسى في جميع النواحي إلاّ النبوة فإنّها ليست لاحد بعده.
فهو منه كَهارون من موسى في النواحي المعنويّة والظاهريّة كالخلافة، والوصاية والوزارة، والاُخوة، والمعاني الساميّة الراقيّة، وإدراك الاسرار وما تنطوي عليه الضمائر.
وقد قال له بعد ذكره الاُخوة: أنت الصدّيق الاكبر، وأنت الفاروق بين الحقّ والباطل، وأنت الذي تقضي دَيني بأداء الرسالة، وأنتَ الّذي تبلّغ عنّي، وتنجز عِداتي. وأنت مثلي، فما صدر عنّي، صدر عنك.
والشاهد الآخر قوله صلّى الله عليه وآله: هذا عظيم الفخر لك، وإن فاخرك أحد بعدي، فقل: أنا عبدالله وأخو رسولالله لايدّعيها غيرك إلاّ كذّاب.
أجل، فما أتينا به من بحث هنا كان من وحي فقه الحديث ليعرف معنى أُخوته جيّداً.
وما ذكره رسول الله بعد هذه العبارة: أنتَ أخي، نحو: ووصيّي، ووزيرِي، أو فِي الدُّنيا والآخِرَة، أو وأنتَ الصِّديقُ الاكبَرُ، أو وأنتَ تَقضِي دَيْني وتُنجِزُ عِداتِي، وغيرها ممّا ذكرناه، فإنـّها تمثّل جملاً تفسيريّة لمعنى الاُخوة.
ولذلك يمكن أن نجزم قائلين: إنّ منصب الاُخوة أعلی من مناصب أميرالمؤمنين جميعها؛ لانّ الخلافة، والوزارة، والولاية، والإمارة والوراثة، وغيرها. كلّها ترتشف من أصل وحدته وأُخوته له صلّى الله عليه وآله. ولا يمكن العثور علی مقام أرفع من هذا بعد مقام العبوديّة ولذلك قال له رسول الله: قل لمن فاخرك: أنَا عَبدُ اللهِ وأخُو رَسُولِهِ.
-----------------------------------------------------------------------------------
[١] . ذخائر العقبى ص ٦٦. وذكر ابن الجوزيّ هذا الحديث في التذكرة ص ١٥ ورواه أيضاً محمّد بن طلحة الشافعيّ في مطالب السؤول عن صحيح الترمذيّ عن زيد بن أرقم. وكذلك رواه ابن الصبّاغ المالكيّ في الفصول المهمّة ص ٢٢ عن صحيح الترمذيّ عن عبدالله بن عمر. وذكره صاحب نظم درر السمطين أيضاً في ص ٩٤ مع اختلاف في اللفظ.
[٢] . ذخائر العقبى ص ٦٦ .
[٣] . ذخائر العقبى ص ٦٦ .
[٤] . ذخائر العقبى ص ٦٦ .
[٥] . أُسد الغابة ج ٤، ص ١٦. ويروى في أُسد الغابة أيضاً ج ٣، ص ٣١٧ عن عبدالرحمن بن عويم بن ساعدة الانصاريّ أنـّه قال: رَسُولُ اللَهِ صلى اللَهُ عَلَيهِ وآلِهِ وسَلَّمَ: تَواخَوا فِي اللهِ أَخَوينِ أَخَوينِ، وأَخَذَ بِيَدِ عَلِيٍّ وقَالَ: هَذَا أَخِي. أخرجه ابن منده، وأبونعيم.
[٦] . ينابيع المودّة ص ١٤٢. ونقل ابن الجوزيّ هذا الحديث أيضاً مفصّلاً في التذكرة ص ١٣ عن أحمد بن حنبل وأيّدهُ.
[٧] . ينابيع المودّة ص ١٤٣. وينقل في غاية المرام ص ٤٨١ عن نهج البلاغة قوله: قَالَ عَلِيٌّ عَلَيهِ السَّلامُ لاهلِ الشورى: أنشِدُكُمُ اللَهَ أفيكُم أحَدٌ آخَي رَسُولُ اللَهِ وبَيْنَهُ وبَيْنَ نَفْسِهِ حِينَ آخَى بَيْنَ بَعْضِ الْمُسلِمِينَ وبَعْضِ غَيْرِي؟ فَقَالوا: لا.
[٨] . الفصول المهمّة ص ٢٢.
[٩] . غاية المرام ص ٤٧٨ الحديث السادس من طرق العامّة.
[١٠] . نفس المصدر السابق. الحديث الثامن من طرق العامّة.
[١١] . غاية المرام ص ٤٩٧. الحديث الحادي عشر، والحديث الثاني عشر.وذكر صاحب نظم دُرر السمطين الحديث الاول في ص ٩٤ من كتابه.
[١٢] . غاية المرام ص ٤٩٧. الحديث الحادي عشر، والحديث الثاني عشر.وذكر صاحب نظم دُرر السمطين الحديث الاول في ص ٩٤ من كتابه.
[١٣] . نفس المصدر السابق ص ٠ ٤٨، الحديث الخامس عشر.
[١٤] . نفس المصدر السابق ص ٤٨١ الحديث الثامن عشر.
[١٥] . غاية المرام ص ٤٨١، الحديث الثالث والعشرون.
[١٦] . غاية المرام ص ٤٨٦، الحديث السادس والثلاثون.
[١٧] . غاية المرام ص ٤٨٥، الحديث الحادي والثلاثون. وجاء هذا الحديث في نظم دررالسمطين ص ٩٦. وفي أرجح المطالب ص ٠ ٤٨ باختلاف يسير في اللفظ، نقلاً عن كتاب عليّ والوصيّة ص ٣٥٤.
[١٨] . غاية المرام ص ٤٨٦، الحديث الثامن والثلاثون.
[١٩] . غاية المرام ص ٤٧٨، الحديث الثالث. وجاء في دلائل الصدق ٢ / ٢٦٧: آخَى النَبِيُّ بَينَ النَاسِ وتَرَكَ عَلِيّاً حَتَّى بَقي آخِرَهُمْ، فَقَالَ: يا رَسُولَ اللهِ! آخَيتَ بَينَ أصحَابِكَ وتَرَكْتَنِي؟ فَقَالَ: إِنَّمَا تَركتُكَ لِنَفسِي. أَنْتَ أَخِي وأنَا أَخُوكَ. فإنْ ذَكَركَ أحدٌ، فَقُل: أَنَا عَبدُ اللهِ وأخُو رَسُولِهِ، لاَ يَدّعِيها بَعْدَكَ إِلاّ كَذّابٌ. والَّذِي بَعَثَنِي بالحَقِّ ما أَخَّرْتُكَ إِلاّ لِنَفسِي، وأَنتَ مِنّي بِمَنزِلَةِ هَارونَ مِنْ مُوسَى إِلاَّ أنَّهُ لاَ نَبِي بَعْدِي، وأَنتَ أخِي ووارثي. وجاءَ هذا في تعليقة ص ٩ ٠ ٢ من ديوان الحِمْيَرِيّ، وفي نظم دُرر السمطين ص ٩٥ .
[٢٠] . غاية المرام ص ٤٧٨، الحديث الخامس.
[٢١] . غاية المرام ص ٤٨٢، الحديث الثاني.
[٢٢] . المجلّد الاول من هذا الكتاب، الدرس الخامس.
[٢٣] . مقام الإمام أميرالمؤمنين عند الخلفاء ص ٥٢.
[٢٤] . نقل العلاّمة الامينيّ في الغدير ج ٣، من ص ١١٢ إلى ص ١٢٤ خمسين حديثاً حول الاُخوة.
[٢٥] . ديوان الحِميريّ ص ٩ ٠ ٢، بتخريج أعيان الشيعة ج ١٢، ص ٢٨؛ ومناقب ابن شهرآشوب، ج ٢، ص ١٨٩.
[٢٦] . مطالب السؤول ذيل ص ١٨. ينقل ابن أبي الحديد في شرحه ج ١٨، ص ٣٧ عن أبي عمر صاحب الاستيعاب أنّ رسول الله قد آخى بين سلمان وأبي الدرداء عند مؤاخاته بين المسلمين.
[٢٧] . يقول ابن الاثير في النهاية ج ١، ص ٣٢٦: حُباب بالضمّ اسم الشيطان. ويقال للحيّة: حباب أيضاً. كما يقال لها: شيطان. لذلك غيّروا اسم حُباب كراهيةً للشيطان. انتهى. وأمّا خبّاب فهو من الخبّ بمعنى الخدّاع الذي يشي بين الناس.
[٢٨] . الجزء الاول من هذا الكتاب ص ٣١ ـ ٣٤ و١٣٠ ـ ١٣٣.
[٢٩] . الجزء الاول من هذا الكتاب ص ٣١ ـ ٣٤ و١٣٠ ـ ١٣٣.
[٣٠] . يقول السيّد الحِميريّ في ص ٦٣ من ديوانه : وكانَ لَهُ أخاً وأمينَ غَيْبٍ ***** عَلي الْوحيِ المُنزَّلِ حِينَ يُوحَى
وتخريج ذلك من كتاب أعيان الشيعة ج ١٢، ص ٢١٤؛ والمناقب ج ٢، ص ١٣ وجلد ٣، ص ٥٨.
منقول (بتصرف) من كتاب معرفة الإمام للعلامة الطهراني (قدس سره) / المجلد الثاني