"يقيناً، إن كل مثقف عربي، كل كاتب عربي، كل شاعر عربي، كل خطيب عربي مدين للإمام علي ... وانطلاقاً من هذه النقطة، فنحن لا نعد كاتباً أو أديباً عربياً مثقفاً عربية أصيلة إن لم يقرأ القرآن ونهج البلاغة قراءات عميقة متواصلة."
هكذا يتابع أنور هيفا كتابه في فصله الخامس عشر بعنوان(العلوم اللغوية والعبقرية البلاغية) حيث ينقل هذا الكلام عن الأديب والباحث (روكس بن زايد العزيزي).
لكن ليس هذا كل شيئ عن العبقرية الكلامية التي تناقلها المفكريّين المسحيّين لهذا الرجل العظيم وهناك المزيد من من يريد المؤلف أن يعرفنا عليهم وعن رؤيتهم للإمام علي عليه السلام .
وينقل في هذا المجال قول المستشرق الفرنسي(هنري كوربان ):
"أن كتاب نهج البلاغة يأتي في الأهمية بعد القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة ، ليس على المستوى الإسلامي الشيعي فحسب ، بل على المستويين الإسلامي والعربي عموماً."
لكن وفي هذه النقطة وبعد أن تناول عدد من الأمثلة في هذا المجال يذهب بالقول عن نظرته الشخصية عن الإمام عليه السلام وعبقريته الكلامية واللغويه حين يقول: "ولذلك فإن الكثير من المفكرين والأدباء والباحثين المسيحيين يعتقدون اليوم أن كتاب النهج البلاغة ليس إلا أثراً بسيطاً من الآثار اللغوية والبلاغية للإمام علي عليه السلام الذي أعطى اللغة العربية صيغتها النهائية وألبسها ثوب البلاغة البديع .
وقد أكدوا أيضاً على أنّ هناك الكثير من الخطب والأقوال التي قالها الإمام علي(عليه السلام) في مناسبات مختلفة أثبتتها كتب التاريخ والسير والأدب عند الشيعة والسنة ولم تذكر في كتاب نهج البلاغة وذلك لأن الشريف الرضي لم يعتمد جمع كل ما قاله الإمام علي(عليه السلام) بل أراد جمع بعض ما قاله الإمام عليه السلام ، ومن الأدلة على صدق ذلك هوأن بعض الخطب التي ذكرها الشريف الرضي لم تكن كاملة ، بل كان يقدمها للقارئ بالقول: (ومن خطبة له عليه السلام)، أي إنه كان يتعامل مع بعض الخطب من منطلق الانتقاء ومن مبدأ أن الجزء من الجوهر جوهر بذاته ."