وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                
وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.                
وقال (عليه السلام): إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ .                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.                
وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
الخطبة ١٥٠: يومي فيها إلى الملاحم

ومن خطبة له (عليه السلام)

يومي فيها إلى الملاحم

وَأَخَذُوا يَمِيناً وَشِمَالاً ظَعْنَاً فِي مَسَالِكَ الْغَيِّ، وَتَرْكاً لِمَذَاهِبِ الرُّشْدِ، فَلاَ تَسْتَعْجِلُوا مَا هُوَ كَائِنٌ مُرْصَدٌ، وَلاَ تَسْتَبْطِئُوا مَا يَجِيءُ بِهِ الْغَدُ، فَكَمْ مِنْ مُسْتَعْجِل بِمَا إِنْ أَدْركَهُ وَدَّ أَنَّهُ لَمْ يُدْرِكْهُ، وَمَا أَقْرَبَ الْيَوْمَ مِنْ تَبَاشِيرِ[١] غَد!

يَاقَوْمِ، هذَا إِبَّانُ[٢] وُرُودِ كُلِّ مَوْعُود، وَدُنُوٍّ[٣] مِنْ طَلْعَةِ مَا لاَ تَعْرِفُونَ، أَلاَ وَإِنَّ مَنْ أَدْرَكَهَا مِنَّا يَسْرِي فِيهَا بِسِرَاج مُنِير، وَيَحْذُوفِيهَا عَلَى مِثَالِ الصَّالِحِينَ، لِيَحُلَّ فِيهَا رِبْقاً[٤]، وَيُعْتِقَ رِقّاً، وَيَصْدَعَ شَعْباً[٥]، وَيَشْعَبَ صَدْعاً[٦]، فِي سُتْرَة عَنِ النَّاسِ لاَ يُبْصِرُ الْقَائِفُ[٧] أَثَرَهُ وَلَوْ تَابَعَ نَظَرَهُ.

ثُمَّ لَيُشْحَذَنَّ[٨] فِيهَا قَوْمٌ شَحْذَ الْقَيْنِ النَّصْلَ[٩] تُجْلَى بِالتَّنْزِيلِ أَبْصَارُهُمْ، وَيُرْمَى بِالتَّفْسِيرِ فِي مَسَامِعِهمْ، وَيُغْبَقُونَ كَأْسَ الْحِكْمَةِ بَعْدَ الصَّبُوحِ[١٠]!

منها: [في الضلال]

وَطَالَ الاَْمَدُ بِهِمْ لِيَسْتَكْمِلُوا الْخِزْيَ، وَيَسْتَوْجِبُوا الْغِيَرَ[١١]; حَتَّى إِذَا اخْلَوْلَقَ الاَْجَلُ[١٢]، وَاسْتَرَاحَ قَوْمٌ إِلَى الْفِتَنِ، وَأَشَالُوا[١٣] عَنْ لَقَاحِ حَرْبِهِمْ، لَمْ يَمُنُّوا عَلَى اللهِ بِالصَّبْرِ، وَلَمْ يَسْتَعْظِمُوا بَذْلَ أَنْفُسِهِمْ فِي الْحَقِّ; حَتَّى إِذَا وَافَقَ وَارِدُ الْقَضَاءِ انْقِطَاعَ مُدَّةِ الْبَلاَءِ، حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ عَلَى أَسْيَافِهمْ[١٤]، وَدَانُوا لِرَبِّهِمْ بَأَمْرِ وَاعِظِهِمْ; حَتَّى إِذَا قَبَضَ اللهُ رَسُولَهُ(صلى الله عليه وآله)، رَجَعَ قَوْمٌ عَلَى الاَْعْقَابَ، وَغَالَتْهُمُ السُّبُلُ، وَاتَّكَلُوا عَلَى الْوَلاَئِجِ[١٥]، وَوَصَلُوا غَيْرَ الرَّحِمِ، وَهَجَرُوا السَّبَبَ الَّذِي أُمِرُوا بِمَوَدَّتِهِ، وَنَقَلُوا الْبِنَاءَ عَنْ رَصِّ أَسَاسِهَ، فَبَنَوْهُ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ. مَعَادِنُ كُلِّ خَطِيئَة، وَأَبْوَابُ كُلِّ ضَارِب فِي غَمْرَة[١٦]، قَدْ مَارُوا[١٧] فِي الْحَيْرَةِ، وَذَهَلُوا فِي السَّكْرَةِ، عَلَى سُنَّة مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ: مِنْ مُنْقَطِع إِلَى الدُّنْيَا رَاكِن، أَوْ مُفَارِق لِلدِّينِ مُبَايِن.

------------------------------------
[١] . تباشيره: أوائله.
[٢] . إبّان ـ بكسر فتشديد ـ: وقت.
[٣] . الدّنُوّ: القرب.
[٤] . الرِّبْق ـ بكسر فسكون ـ: حبل فيه عدة عُرَا، كل عروة رَبْقة ـ بفتح الراء ـ تُشدّ فيه البُهْم.
[٥] . يَصْدَع شَعْباً: يفرّق جمعاً.
[٦] . يَشْعَبُ صَدْعاً: يجمع متفرّقاً.
[٧] . القائف: الذي يعرف الاثار فيتبعها.
[٨] . يَشْحَذ: من شحذَ السكّين إذا حدّدها.
[٩] . القَيْن: الحدّاد. والنّصْل: حديدة السيف والسكين ونحوها.
[١٠] . يُغْبَقُون ـ مبني للمجهول ـ: يُسْقَون بالمساء. والصّبُوح: ما يُشرَبُ وقت الصباح.
[١١] . الغِيرَ ـ بكسر ففتح ـ: احداث الدهر ونوائبه.
[١٢] . اخْلَوْلَقَ الاجَل: من قولهم «اخلولق السحاب» إذا استوى وصار خليقاً أن يمطر. والمراد أن الاجل يشرف على الانقضاء.
[١٣] . أشَالَتِ النّاقَة ذَنَبَها: رفعته، أي رفعوا أيديهم بسيوفهم ليلحقوا حروبهم على غيرهم، أي يسعّروها عليهم.
[١٤] . حملوا بصائرهم على أسيافهم: من ألطف أنواع التمثيل، يريد أشهروا عقيدتهم داعين اليها غيرهم.
[١٥] . الولائج ـ جمع وليجة ـ: وهي البِطانة وخاصة الرجل من أهله وعشيرته، ويراد بها دخائل المكر والخديعة.
[١٦] . الغَمْرة: الشدّة.
[١٧] . مارُوا: تحركوا واضطربوا.
****************************