وقال (عليه السلام) : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ .                
وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.                
وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ.                
وقال (عليه السلام): أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ اكْتِسَابِ الاْخْوَانِ، وَأَعْجَزُ مِنْهُ مَنْ ضَيَّعَ مَنْ ظَفِرَ بِهِ مِنْهُمْ .                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
الخطبة ١٩٥: يحمدالله ويثني على نبيّه ويعظ

ومن خطبة له (عليه السلام)

[يحمدالله ويثني على نبيّه ويعظ]

[حمدالله]

الْحَمْدُ لله الَّذِي أَظْهَرَ مِنْ آثَارِ سُلْطَانِهِ، وَجَلاَلِ كِبْرِيَائِهِ، مَا حَيَّرَ مُقَلَ[١] الْعُقُولِ مِنْ عَجَائِبِ قُدرَتِهِ، وَرَدَعَ خَطَرَاتِ هَمَاهِمِ النُّفُوسِ[٢] عَنْ عِرْفَانِ كُنْهِ صِفَتِهِ.

[الشهادتان]

وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ، شَهَادَةَ إِيمَان وَإِيقَان، وَإِخْلاَص وَإِذْعَان.

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ وَأَعْلاَمُ الْهُدَى دَارِسَةٌ، وَمَنَاهِجُ الدِّينِ طَامِسَةٌ[٣]، فَصَدَعَ[٤] بِالْحَقِّ، وَنَصَحَ لِلْخَلْقِ، وَهَدَى إِلَى الرُّشْدِ، وَأَمَرَ بِالْقَصْدِ[٥]،(صلى الله عليه وآله وسلم).

[العظة]

وَاعْلَمُوا عِبَادَ اللهِ، أَنَّهُ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثاً، وَلَمْ يُرْسِلْكُمْ هَمَلاً، عَلِمَ مَبْلَغَ نِعَمِهِ عَلَيْكُمْ، وَأَحَصَى إِحْسَانَهُ إِلَيْكُمْ، فَاسْتَفْتِحُوهُ[٦] وَاسْتَنْجِحُوهُ[٧]، وَاطْلُبُوا إِلَيْهِ وَاسْتَمْنِحُوهُ[٨]، فَمَا قَطَعَكُمْ عَنْهُ حِجَابٌ، وَلاَ أُغْلِقَ عَنْكُمْ دُونَهُ بَابٌ، وَإِنْهُ لَبِكُلِّ مَكَان، وَفِي كُلِّ حِين وَأَوَان، وَمَعَ كُلِّ إِنْس وَجَانّ، لاَ يَثْلِمُهُ[٩] الْعَطَاءُ، وَلاَ يَنْقُصُهُ الْحِبَاءُ[١٠]، وَلاَ يَسْتَنْفِدُهُ[١١] سَائِلٌ، وَلاَ يَسْتَقْصِيهِ[١٢] نَائِلٌ، وَلاَ يَلْوِيهِ[١٣] شَخْصٌ عَنْ شَخْص، وَلاَ يُلْهِيهِ صَوْتٌ عَنْ صَوْت، وَلاَ تَجْجُزُهُ هِبَهٌ عَنْ سَلْب، وَلاَ يَشْغَلُهُ غَضَبٌ عَنْ رَحْمَة، وَلاَ تُوَلِّهُهُ[١٤] رَحْمَةٌ عَنْ عِقَاب، وَلاَ يُجِنُّهُ[١٥] الْبُطُونُ عَنِ الظُّهُورِ، وَلاَ يَقْطَعُهُ الظُّهُورُ عَنِ الْبُطُونِ، قَرُبَ فَنأَى، وَعَلاَ فَدَنَا، وَظَهَرَ فَبَطَنَ، وَبَطَنَ فَعَلَنَ، ودَانَ[١٦] وَلَمْ يُدَنْ، لَمْ يَذْرَاَ[١٧] الْخَلْقَ بِاحْتِيَال[١٨]، وَلاَ اسْتَعَانَ بِهِمْ لِكَلاَل[١٩].

أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللهِ، بِتَقْوَى اللهِ، فَإِنَّهَا الزِّمَامُ[٢٠] وَالْقِوَامُ[٢١]، فَتَمَسَّكُوا بِوَثَائِقِهَا، وَاعْتَصِمُوا بِحَقَائِقِهَا، تَؤُلْ بِكُمْ إِلَى أَكْنَانِ[٢٢] الدَعَةِ[٢٣]، وَأَوْطَانِ السَّعَةِ، وَمَعَاقِلِ[٢٤] الْحِرْزِ[٢٥]، وَمَنَازِلِ الْعِزِّ في (يَوْم تَشْخَصُ فِيهِ الاَْبْصَارُ)، وَتُظْلِمُ لَهُ الاَْقْطَارُ، وَتُعَطَّلُ فِيهِ صُرُومُ[٢٦] الْعِشَارِ[٢٧]، وَيُنْفَخُ فِي الصُّورِ، فَتَزْهَقُ كُلُّ مُهْجَة، وَتَبْكَمُ كُلُّ لَهْجَة، وَتَذِلُّ الشُّمُّ[٢٨] الشَّوَامِخُ[٢٩]، وَالصُّمُّ[٣٠] الرَّوَاسِخُ[٣١]، فَيَصِيرُ صَلْدُهَا[٣٢] سَرَاباً[٣٣] رَقْرَقاً[٣٤]، وَمَعْهَدُهَا[٣٥] قَاعاً[٣٦] سَمْلَقاً[٣٧]، فَلاَ شَفِيعٌ يَشَفَعُ، وَلاَ حَمِيمٌ يَنْفَعُ، وَلاَ مَعْذِرَةٌ تَدْفَعُ.

---------------------------------------
[١] . المُقَل ـ بضم ففتح ـ: جمع مُقْلة، وهي شحمة العين التي تجمع البياض والسواد.
[٢] . هَمَاهِمُ النفوس: همومها في طلب العلم.
[٣] . طامسة: من طَمَسَ ـ بفتحات ـ أي انمحى واندرس.
[٤] . صدع: أي جهر، و أصلها شق بناء الباطل بصدمة الحق.
[٥] . القصد: الاعتدال في كل شيء.
[٦] . استفتحوه: اسألوه الفتح على أعدائكم.
[٧] . استنجحوه: اسألوه النجاح في أعمالكم.
[٨] . استمنحوه: التمسوا منه العطاء.
[٩] . ثَلَمَ السيفَ: كسر جانبه، مجاز عن عدم انتقاص خزائنه بالعطاء.
[١٠] . الحِباء ـ ككتاب ـ: العطية لا مكافأة.
[١١] . استنفده: جعله نافد المال لا شيء عنده.
[١٢] . استقصاه: أتى على آخر ما عنده.
[١٣] . لايَلْوِيه: لايُميله.
[١٤] . تُولِّههُ: تُذْهله.
[١٥] . يُجِنّه: يستره.
[١٦] . دانَ: جازى وحاسَبَ ولم يحاسبه أحد.
[١٧] . ذَرَأ: خَلَقَ.
[١٨] . الاحتيال: التفكر في العمل وطلب التمكن من إبرازه ولا يكون إلا من العجز.
[١٩] . الكَلال: الملل من التعب.
[٢٠] . الزِمام: المِقْود.
[٢١] . قَوَام ـ بالفتح ـ: أي عيش يحيا به الابرار.
[٢٢] . الاكْنَان: جمع كنّ ـ بالكسر ـ ما يستكن به.
[٢٣] . الدَعَة: خَفَضُ العيش وَسَعته.
[٢٤] . المعاقل: الحصون.
[٢٥] . الحِرْز: الحفظ.
[٢٦] . الصُرُوم ـ جمع صِرْمة بالكسر ـ: وهي قطعة من الابل فوق العشرة إلى تسعة عشر أو فوق العشرين إلى الثلاثين أو الاربعين أو الخمسين.
[٢٧] . العِشار: جمع عُشَراء ـ بضم ففتح كنُفَساء ـ وهي الناقة، مضى لحملها عشرة أشهر. وتعطيل جماعات الابل: إهمالها من الرَعْي. والمراد أن يوم القيامة تهمل فيه نفائس الاموال لاشتغال كل شخص بنجاة نفسه.
[٢٨] . الشُمّ ـ جمع أشَمّ ـ أي: رفيع.
[٢٩] . الشامخ: المتسامي في الارتفاع.
[٣٠] . الصُمّ ـ جمع أصَمّ ـ: وهو الصُلْب المُصْمَت، أي: الذي لا تجويف فيه.
[٣١] . الراسخ: الثابت.
[٣٢] . الصَلْد: الصُلْب الاملس.
[٣٣] . السَراب: ما يخيله ضوء الشمس كالماء خصوصاً في الاراضي السَبِخة وليس بماء.
[٣٤] . الرَقْرَق ـ كجعفر ـ: المضطرب.
[٣٥] . معهدها: المحل الذي كان يعهد وجودها فيه.
[٣٦] . القاع: ما اطمأن من الارض.
[٣٧] . السَمْلَق ـ كجعفر ـ: الصَفْصَف المستوي، أي تُنْسَف تلك الجبال ويصير مكانها قاعاً صفصفاً: أي مستوياً.
****************************