نـهج البـــــــــلاغـة
الخطبة ٢٠٤: كان كثيراً ما ينادي به أصحابه
ومن كلام له (عليه السلام)
كان كثيراً ما ينادي به أصحابه
تَجَهَّزُوا رَحِمَكُمُ اللهُ! فَقَدْ نُودِيَ فِيكُمْ بِالرَّحِيلِ، وَأَقِلُّوا الْعُرْجَةَ[١] عَلَى الدُّنْيَا، وَانْقَلِبُوا بِصَالِحِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ مِنَ الزَّادِ، فإنَّ أَمَامَكُمْ عَقَبَةً كَؤُوداً[٢]، وَمَنَازِلَ مَخُوفَةً مَهُولَةً، لاَبُدَّ مِنَ الْوُرُودِ عَلَيْهَا، وَالْوُقُوفِ عِنْدَهَا.
وَاعْلَمُوا أَنَّ مَلاَحِظَ الْمَنِيَّةِ[٣] نَحْوَكُمْ دَانِيَةٌ[٤]، وَكَأَنَّكُمْ بِمَخَالِبِهَا وَقَدْ نَشِبَتْ[٥] فِيكُمْ، وَقَدْ دَهَمَتْكُمْ فِيهَا مُفْظِعَاتُ الاُْمُورِ، وَمُعْضِلاَتُ الْـمَحْذُورِ.
فَقَطِّعُوا عَلاَئِقَ الدُّنْيَا، وَاسْتَظْهِرُوا[٦] بِزَادِ التَّقْوَى.
وقد مضى شيء من هذا الكلام فيما تقدم، بخلاف هذه الرواية.
****************************