وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.                
وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.                
وقال (عليه السلام): لاَ خَيْرَ فِي الصَّمْتِ عَنِ الْحُكْمِ، كَمَا أنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي الْقَوْلِ بِالْجَهْلِ.                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): الدُّنْيَا خُلِقَتْ لِغَيْرِهَا، ولَمْ تُخْلَقْ لِنَفْسِهَا.                
وقال (عليه السلام) : مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ .                
وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ فِي الرِّبَا.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
الرسالة ٣٨: إلى أهل مصر، لما ولّى عليهم الاشتر رحمه الله

ومن كتاب له (عليه السلام)

إلى أهل مصر، لما ولّى عليهم الاشتر رحمه الله

مِنْ عَبْدِ اللهِ عَلِيّ أَمِيرِالْمُؤْمِنينَ، إِلَى الْقَومِ الَّذِينَ غَضِبُوا لله حِينَ عُصِيَ فِي أَرْضِهِ، وَذُهِبَ بِحَقِّهِ، فَضَرَبَ الْجَوْرُ[١] سُرَادِقَهُ[٢] عَلَى الْبَرِّ[٣] وَالْفَاجِرِ، وَالْمُقِيمِ وَالظَّاعِنِ[٤]، فَلاَ مَعْرُوفٌ يُسْتَرَاحُ إِلَيْهِ[٥]، وَلاَ مُنْكَرٌ يُتَنَاهَى عَنْهُ.

أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ بَعَثْتُ إِلَيْكُمْ عَبْداً مِنْ عِبَادِاللهِ عَزَّوَجَلَّ، لاَيَنَامُ أَيَّامَ الخَوْفِ، وَلاَ يَنْكُلُ عَنِ[٦] الاَْعْدَاءِ سَاعَاتِ الرَّوْعِ[٧]، أَشَدَّ عَلَى الْفُجَّارِ مِنْ حَرَيقِ النَّارِ، وَهُوَ مَالِكُ بْنُ الْحَارِثِ أَخُو مَذْحِج[٨]، فَاسْمَعُوا لَهُ أَطِيعُوا أَمْرَهُ فِيَما طَابَقَ الْحَقَّ، فَإِنَّهُ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللهِ، لاَ كَلِيلُ[٩] الظُّبَةِ[١٠]، وَلاَ نَابِي[١١] الضَّرِيبَةِ[١٢]، فَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَنْفِرُوا فانْفِرُوا، وَإِنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تُقيِمُوا فَأَقِيمُوا، فَإِنَّهُ لاَ يُقْدِمُ وَلاَ يُحْجِمُ، وَلاَ يُؤَخِّرُ وَلاَ يُقَدِّمُ إِلاَّ عَنْ أَمْرِي، وَقَدْ آثَرْتُكُمْ بِهِ[١٣] عَلَى نَفْسِي لِنَصِيحَتِهِ لَكُمْ، وَشِدَّةِ شَكِيمَتِهِ[١٤] عَلَى عَدُوِّكُمْ.

------------------------------------
[١] . الجَوْر: الظلم والبغي.
[٢] . السُرادِق ـ بضم السين ـ: الغطاء الذي يمد فوق صحن البيت.
[٣] . البَرّ ـ بفتح الباء ـ: التقي.
[٤] . الظاعن: المسافر.
[٥] . يستراح إليه: يعمل به، وأصله استراح إليه، بمعنى: سكن واطمأن، والسكون إلى المعروف يستلزم العمل به.
[٦] . نَكَلَ عنه ـ كضرب ونصر وعلم ـ: نكص وجبن.
[٧] . الرّوْع: الخوف.
[٨] . مَذْحِج ـ كمجلس ـ: قبيلة مالك، وأصله اسم أكمة ولد عندها أبو القبيلتين طيّىء ومالك، فسميت قبيلتاهما به.
[٩] . الكليل: الذي لايقطع.
[١٠] . الظُّبَة ـ بضم ففتح مخفف ـ: حد السيف والسنان ونحوها.
[١١] . النابي من السيوف: الذي لايقطع.
[١٢] . الضريبة: المضروب بالسيف، وإنما دخلت التاء في ضريبة ـ وهي بمعنى المفعول ـ لذهابها مذهب الاسماء كالنطيحة والذبيحة.
[١٣] . آثرتكم: خصصتكم به وأنا في حاجة اليه، تقديماً لنفعكم على نفعي.
[١٤] . الشكيمة في اللجام: الحديدة المعرضة في فم الفرس، ويعبر بشدتها عن قوة النفس وشدة البأس.
****************************