نـهج البـــــــــلاغـة
الرسالة ٦١: إلى كميل بن زياد النخعي
ومن كتاب له (عليه السلام)
إلى كميل بن زياد النخعي
وهو عامله على هيت، يُنكر عليه تركه دفع من يجتاز به من جيش العدو طالباً الغارة
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ تَضْيِيعَ الْمَرْءِ مَا وُلِّيَ، وَتَكَلُّفَهُ مَا كُفِيَ، لَعَجْزٌ حَاضِرٌ، وَرَأْيٌ مُتَبَّرٌ[١]، وَإِنَّ تَعَاطِيَكَ الْغَارَةَ عَلَى أَهْلِ قِرْقِيسِيَا[٢]، وَتَعْطِيلَكَ مَسَالِحَكَ[٣] الَّتي وَلَّيْنَاكَ ـ لَيْسَ بِهَا مَنْ يَمْنعُهَا، وَلاَ يَرُدُّ الْجَيْشَ عَنْهَا ـ لَرَأْيٌ شَعَاعٌ[٤].
فَقَدْ صِرْتَ جِسرْاً لِمَنْ أَرَادَ الْغَارَةَ مِنْ أَعْدَائِكَ عَلَى أَوْلِيَائِكَ، غَيْرَ شَدِيدِ الْمَنْكِبِ[٥]، وَلاَ مَهِيبِ الْجَانِبِ، وَلاَ سَادٍّ ثُغْرَةً[٦]، وَلاَ كَاسر لِعَدُوّ شَوْكَةً، وَلاَ مُغْن عَنْ[٧] أَهْلِ مِصْرِهِ، وَلاَ مُجْز عَنْ أَميِرِهِ.
-----------------------------------------
[١] . رأيٌ مُتَبّرٌ ـ كمعظّم ـ: من تبره تتبيراً: إذا أهلَكَه، أي هالك صاحبه.
[٢] . قِرْقِيسيا ـ بكسر القافين بينهما ساكن ـ: بلد على الفرات.
[٣] . المَسالِح: جمع مَسْلحة، وهي موضع الحامية على الحدود.
[٤] . رَأيٌ شَعَاعٌ ـ كسحاب ـ أي: متفرّق.
[٥] . المَنكِب ـ كمسجد ـ: مجتَمَع الكَتِف والعَضُد، وشدته كناية عن القوة والمنعة.
[٦] . الثُغْرة: الفرجة يدخل منها العدو.
[٧] . مُغْن عنه: نائب منابه.
****************************