وَصِيّةُ[١] النَّبِيِّ صَلَّى اللّه ُ عَلَيْهِ وَآلِهِ لأَمِيرِالْمُؤمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ
الْحَمْدُ للّه ِ حَقَّ حَمْدِهِ، وَالصَّلاَةُ عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ، مُحَمَّدٍ وَصِنْوِهِ وَذُرِّيَّتِهِ الأَئِمَّةِ الأَطْهَارِ.
يَقُولُ الْعَبْدُ الضَّعِيفُ الْمُذْنِبُ الْفَقِيرُ إِلَى رَحْمَةِ اللّه ِ تَعَالَى عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الْمَشْهَدِيُّ الْغَرَوِيُّ الْمُعَبِّرُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْقَاشَانِي ـ أَحْسَنَ اللّه عَاقِبَتَهُ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ.
حَدَّثَنِي شَيْخِي الْمَولَى الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَالِمُ الْعَابِدُ الزَّاهِدُ، ظَهِيرُ الْمِلَّةِ وَالدِّينِ، حُجَّةُ الإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِينَ، عِمَادُ الْحَاجِّ وَالْحَرَمَيْنِ، بَقِيَّةُ الْمَشَايِخِ، أَبُوالْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ الشَّيْخِ قُطْبِ الدِّينِ الرَّاوَنْدِيِّ رحمه الله، وَأَجَازَنِي بِقَِرَاءَتِي عَلَيْهِ بِمَدْرَسَتِهِ بِبَلَدِ الرَّيِّ بِمَحَلَّةِ بَابِ الْمَصَالِحِ، فِي شُهُورِ سَنَةِ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِئَةٍ قَالَ:
حَدَّثَنِي وَالِدِي رحمه الله فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَخَمْسِمِئَةٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الْعَفِيفُ أَبُو عَبْدِاللّه ِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْعَبَّاسِ الدُّورَسْتِي رحمه الله فِي مَسْجِدِهِ بِقَرْيَتِهِ، فِي شُهُورِ سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ وَأَرْبَعِمِئَةٍ، عَنْ شَيْخِهِ الْحَافِظِ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُونِسِيِّ الْقُمِّيِّ رحمه الله، عَنْ مَشَايِخِهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ ـ رَضِيَ اللّه ُ عَنْهُمَا ـ قَالاَ:
أَوصَى رَسُولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام، وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَسْمَعُ وَأَنَا أَكْتُبُ مَخَافَةَ أَنْ أَنْسَى، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام إذَا /۳۲۳/ سَمِعَ شَيْئاً لاَ يَنْسَى.
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فِي وَصِيَّتِهِ: يَا عَلِيُّ، لاَ مُرُوءَةَ لِكَذُوبٍ، وَلاَ رَاحَةَ لِحَسُودٍ، وَلاَ صَدِيقَ لِنَمَّامٍ، وَلاَ أَمَانَةَ لِبَخِيلٍ، وَلاَ وَفَاءَ لِشَحِيحٍ، وَلاَ كَنْزَ أَنْفَعُ مِنَ الْعِلْمِ، وَلاَ مَالَ أَرْبَحُ مِنَ الْحِلْمِ، وَلاَ حَسَبَ أَرْفَعُ مِنَ الأَدَبِ، وَلاَ نَسَبَ أَوضَعُ مِنَ الْجَهْلِ، وَلاَ مَعِيشَةَ أَهْنَأُ مِنَ الْعَافِيَةِ، وَلاَ رَفِيقَ أَزْيَنُ مِنَ الْعَقْلِ، وَلاَ رَسُولَ أَعْدَلُ مِنَ الْحَقِّ، وَلاَ حَسَنَةَ أَعْلى مِنَ الصَّبْرِ، وَلاَ سَيِّئَةَ أَسْرَى مِنَ الْعُجْبِ، وَلاَ زَهَادَةَ أَفْضَلُ مِنَ الْقَنَاعَةِ، وَلاَ غَائِبَ أَقْرَبُ مِنَ الْمَوتِ، وَلاَ شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التَّوبَةِ.
يَا عَلِيُّ، وَلِلْعَاقِلِ سِتُّ خِصَالٍ: الصَّبْرُ عَلَى الْبَلاَءِ، وَالاِحْتِمَالُ لِلظُّلْمِ، وَالْعَطَاءُ مِنَ الْقَلِيلِ، وَالرِّضَا بِالْيَسِيرِ، وَالإِخْلاَصُ بِالْعَمَلِ، وَطَلَبُ الْعِلْمِ.
يَا عَلِيُّ، وَلِلْمُؤْمِنِ أَرْبَعُ خِصَالٍ: طُولُ السُّكُوتِ، وَدَوَامُ الْعَمَلِ، وَحُسْنُ الظَّنِّ بِاللّه ِ عز و جل، وَالاِحْتِمَالُ لِلْمَكْرُوهِ.
يَا عَلِيُّ، وَلِلتَّائِبِ سِتُّ خِصَالٍ: تَرْكُ الْحَرَامِ، وَطَلَبُ الْحَلاَلِ، وَطَلَبُ الْعِلْمِ، وَطُولُ السُّكُوتِ، وَكَثْرَةُ الاِسْتِغْفَارِ، وَأَنْ يُذِيقَ نَفْسَهُ مَرَارَةَ الطَّاعَةِ كَمَا أَذَاقَهَا حَلاَوَةَ الْمَعْصِيَةِ.
يَا عَلِيُّ، وَلِلْمُسْلِمِ أَرْبَعُ خِصَالٍ: أَنْ يَسْلَمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَعَيْنِهِ وَيَدِهِ وَفَرْجِهِ.
يَا عَلِيُّ، وَلِلْجَاهِلِ خَمْسُ خِصَالٍ: أَنْ يَثِقَ بِكُلِّ أَحَدٍ، وَأَنْ يُفْشِيَ سِرَّهُ إِلَى كُلِّ أَحَدٍ، وَأَنْ يَغْضَبَ بِأَدْنَى شَيْءٍ، وَيَرْضى بِأَدْنَى شَيْءٍ، وَأَنْ يَضْحَكَ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ.
يَا عَلِيُّ، وَلِلْمُتَوَكِّلِ أَرْبَعُ خِصَالٍ: أَنْ لاَ يَخَافَ مَخْلُوقاً، وَلاَ يَتَّكِلَ عَلَى مَخْلُوقٍ، وَيُحْسِنَ الظَّنَّ بِالنَّاسِ، وَلاَ يَسْتَكْثِرَ عَمَلَهُ.
يَا عَلِيُّ، وَلِلْقَانِعِ أَرْبَعُ خِصَالٍ: أَنْ لاَ يَفْرَحَ بِالْغِنَى، وَلاَ يَخَافَ مِنَ الْفَقْرِ، وَلاَ يَهْتَمَّ لِلرِّزْقِ، وَلاَ يَحْرِصَ فِي الدُّنْيَا.
يَا عَلِيُّ، وَلِلأَحْمَقِ أَرْبَعُ خِصَالٍ: أَنْ يُنَازِعَ مَنْ فَوقَهُ، وَأَنْ يَتَكَبَّرَ عَلَى مَنْ دُونَهُ، وَأَنْ يَجْمَعَ مِنَ الْحَرَامِ، وَأَنْ يَبْخَلَ عَلَى عِيَالِهِ.
يَا عَلِيُّ، وَلِلشَّقِيِّ ثَلاَثُ خِصَالٍ: التَّوَانِي فِي أَوقَاتِ الصَّلاَةِ، وَكَثْرَةُ الْكَلاَمِ فِي غَيْرِ ذِكْرِ اللّه ِ، وَقَلَّ مَا يَرْغَبُ فِي طَاعَةِ اللّه ِ.
وَلِلسَّعِيدِ خَمْسُ خِصَالٍ: يَقُولُ الْحَقَّ وَلَو عَلَيْهِ، وَأَنْ يُحِبَّ لِلنَّاسِ كَمَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ، وَأَنْ يُعْطِيَ الْحَقَّ مِنْ نَفْسِهِ، وَأَنْ يُحِبَّ ذِكْرَ اللّه ِ، وَأَنْ يَحْرِصَ فِي طَاعَةِ اللّه ِ.
يَا عَلِيُّ، وَلِلْمُرَائِي سِتُّ خِصَالٍ: يُطَوِّلُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ مَعَ النَّاسِ فِي الصَّلاَةِ، وَيُخَفِّفُ إِذَا كَانَ وَحْدَهُ، وَيَتَوَاضَعُ لِلنَّاسِ، وَيَتَكَبَّرُ عَلَى عِيَالِهِ وَحْدَهُ، وَأَنْ يُكْثِرَ عَيْبَ النَّاسِ.
يَا عَلِيُّ، وَلِلْمُحْسِنِ أَرْبَعُ خِصَالٍ: أَنْ تَكُونَ سَرِيرَتُهُ أَصْلَحَ مِنَ الْعَلاَنِيَةِ، وَأَنْ يُحْسِنَ إِلَى مَنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ، وَأَنْ يَسْتُرَ عَيْبَ النَّاسِ.
يَا عَلِيُّ، وَلِلْمُسِيءِ أَرْبَعُ خِصَالٍ:[ينشر][٢] عِندَ النَّاسِ عُيُوبَ جِيرانِهِ، وَإِذَا غَضِبَ لَمْ يَمْلِكْ نَفْسَهُ وَلَمْ /۳۲٤/ يَعْفُ، وَأَنْ يُسِيءَ إِلَى مَنْ قَدْ أَحْسَنَ إِلَيْهِ.
يَا عَلِيُّ، وَلِلصَّادِقِ أَرْبَعُ خِصَالٍ: أَنْ يَصْدُقَ عِنْدَ الرَّهْبَةِ وَعِنْدَ الرَّغْبَةِ وَعِنْدَ الشَّهْوَةِ وَعِنْدَ الرِّضَا وَعِنْدَ الْغَضَبِ، وَأَنْ لاَ يُظْهِرَ مُصِيبَتَهُ لِلنَّاسِ، وَأَنْ لاَ يَدْعُوَ عَلَى مَنْ ظَلَمَهُ، وَلاَ يُظْهِرَ عِبَادَتَهُ، وَلاَ يَشْكُوَ مُصِيبَتَهُ.
يَا عَلِيُّ، أَحْسِنْ طَهُورَكَ يُبَارِكِ اللّه ُ لَكَ فِي رِزْقِكَ.
يَا عَلِيُّ، الطَّهُورُ نِصْفُ الإِيمانِ ؛ فإنَّ المَلاَئِكةَ يَسْتَغفِرونَ ويَدْعُونَ لِمَنْ يُحْسِنُ طَهُورَهُ.
يَا عَلِيُّ، الصَّلاَةُ عَمُودُ الإِسْلاَمِ، إِنَّ اللّه َ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مَنْ يُصَلِّي الصَّلاَةَ فِي أَوقَاتِهَا بِتَمَامِ رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا.
يَا عَلِيُّ، رَكْعَتَانِ بِاللَّيْلِ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ بِالنَّهَارِ، صَلاَةُ اللَّيْلِ نُورٌ لِصَاحِبِهَا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
يَا عَلِيُّ، الْمُصَلِّي بِاللَّيْلِ يُحْشَرُ يَومَ الْقِيَامَةِ عَلَى نَاقَةٍ مِنْ نُوقِ الْجَنَّةِ وَفِي يَمِينِهِ بَرَاءَةٌ لَهُ مِنَ النَّارِ وَأَمَانٌ مِنَ الْعِقَابِ، إنَّ اللّه َ عز و جل وَعَدَ الْمُصَلِّيَ بِاللَّيْلِ بِكُلِّ رَكْعَةٍ قَصْراً، وَبِكُلِّ سُجُودٍ حَوْراءَ. مِنْ كَرَامَةِ الْمُصَلِّي بِاللَّيْلِ هُوَ أَنَّ اللّه َ عز و جل يُحِبُّهُ وَيُحَبِّبُهُ إِلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ، وَيَرْزُقُهُ دَوَامَ الْعَافِيَةِ وَسَعَةَ الرِّزْقِ.
يَا عَلِيُّ، مَنْ مَشَى إِلَى صَلاَةِ الْجَمَاعَةِ كَتَبَ اللّه ُ لَهُ حِجَّةً، وَمَنْ مَشَى إِلى نَافِلَةٍ كَتَبَ اللّه ُ لَهُ عُمْرَةً.
يَا عَلِيُّ، مَنْ لاَ يُجَالِسُ الْعُلَمَاءَ أَرْبَعِينَ يَوماً مَاتَ قَلْبُهُ.
يَا عَلِيُّ، كُنْ عَالِماً أَو مُتَعَلِّماً وَلاَ تَكُنِ الثَّالِثَ فَتَهْلِكَ.
قَالَ عليه السلام: فَمَنِ الثَّالِثُ يَا رَسُولَ اللّه ِ صَلَّى اللّه ُ عَلَيْكَ ؟
قَالَ: اللاَّهِي الَّذِي لاَ يَعْلَمُ وَلاَ يَتَعَلَّمُ، فَإِنْ قَتَلَ أَو زَنَا أَو شَرِبَ فَلاَ تَلُومَنَّهُ[٣] فَإِنَّهُ قَاسِي الْقَلْبِ.
يَا عَلِيُّ، رَكْعَتَانِ مِنَ الْعَالِمِ أَفْضَلُ مِنْ سَبْعِينَ رَكْعَةً مِنَ الْجَاهِلِ.
يَا عَلِيُّ، الْعَابِدُ بِلاَ عِلْمٍ مَثَلُهُ كَمَثَلِ رَجُلٍ يَكِيلُ الْمَاءَ فِي الْبَحْرِ لاَ يَدْرِي زِيَادَتَهُ مِنْ نُقْصَانِهِ، أَو كَمَثَلِ رَجُلٍ يَزْرَعُ السَّبَخَ.
يَا عَلِيُّ، عَلَيْكَ بِالْعِلْمِ وَلَو بِالصِّينِ ؛ فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللّه ِ تَعَالَى مِنَ الْعَالِمِ أَوِ الْمُتَعَلِّمِ أَوِ الْمُسْتَمِعِ.
يَا عَلِيُّ، مَنْ أَكْرَمَ الضَّيْفَ أَكْرَمَهُ اللّه ُ، وَمَنْ أَبْغَضَ الضَّيْفَ أَبْغَضَهُ اللّه ُ، وَالضَّيْفُ إِذَا نَزَلَ نَزَلَ مَعَهُ رِزْقُهُ، وَإِذَا ارْتَحَلَ ارْتَحَلَ بِذُنُوبِهِمْ.
يَا عَلِيُّ، الرَّحْمَةُ وَالْبَرَكَةُ إِلَى ١ بَيْتٍ يَدْخُلُهُ الضَّيْفُ والْبَعِيرُ.
يَا عَلِيُّ، أَطْعِمِ الطَّعَامَ، وَأَفْشِ السَّلاَمَ، وَصَلِّ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ نَظَرَ اللّه ُ إِلَيْكَ فِي كُلِّ يَومٍ سَبْعِينَ مَرَّةً، وَمَنْ نَظَرَ اللّه ُ إِلَيْهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ.
يَا عَلِيُّ، أَكْرِمْ جَارَكَ وَكُنْ مُحِبّاً لِخَيْرِهِ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ يَحْسُدُ خَيْرَ جَارِهِ، مَحَا اللّه ُ عُمْرَهُ فِي الْبَاطِلِ، وَأَنْفَقَ مَالَهُ فِي غَيْرِ الْحَقِّ.
يَا عَلِيُّ، إِيَّاكَ وَالْحَسَدَ ؛ فَإِنَّ الْحَسَدَ فِي الْحَسَنَاتِ أَسْرَعُ مِنَ النَّارِ فِي الْحَطَبِ.
يَا عَلِيُّ، إِيَّاكَ وَالْغِيبَةَ /۳۲٥/ فَإِنَّ الْجَمْرَةَ فِي فَمِ الْمُسْلِمِ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَغْتَابَ مُسْلِماً بِمَا فِيهِ.
يَا عَلِيُّ، إِذَا كُنْتَ صَائِماً فَلاَ تُبالِ أَغْتَبْتَ أَو شَرِبْتَ شَرْبَةَ مَاءٍ بَارِدٍ بِالنَّهَارِ.
يَا عَلِيُّ، إِيَّاكَ وَالنَّظَرَ إِلى حُرَمِ الْمُؤْمِنِينَ ؛ فَإِنَّ مَنْ نَظَرَ فِي حُرَمِ الْمُؤْمِنِينَ أَخْرَجَ اللّه ُ خَوفَ الآخِرَةِ مِنْ قَلْبِهِ، وَالْيَقِينَ مِنْ صَدْرِهِ، وَمَلَأَ قَلْبَهُ مِنْ خَوفِ الْفَقْرِ وَالْهَمِّ وَالْحُزْنِ.
يَا عَلِيُّ، إِيَّاكَ وَالْكَذِبَ ؛ فَإِنَّهُ مِنْ أَخْلاَقِ الْمُنَافِقِينَ. وَإِيَّاكَ وَالنَّمِيمَةَ ؛ فَإِنَّ اللّه َ قَدْ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى كُلِّ بَخِيلٍ، وَمُرَاءٍ، وَنَمَّامٍ، وَعَاقِّ الْوَالِدَيْنِ، وَمَانِعِ الزَّكَاةِ، وَآكِلِ الرِّبَا، وَآكِلِ الْحَرَامِ، وَشَارِبِ الْخَمْرِ، وَالْوَاشِمَةِ وَالْمُسْتَوْشِمَةِ[٤] وَالْوَاصِلَةِ الشَّعْرَ وَالْمُسْتَوصِلَةِ، وَالنَّاكِحِ الْبَهَائِمَ، وَالْمُؤْذِي لِجَارِهِ.
يَا عَلِيُّ، مَنْ كَانَ لَهُ عِيَالٌ فَلَمْ يَأْمُرهُمْ بِالصَّلاَةِ وَلَمْ يَنْهَهُمْ عَنْ أَكْلِ الْحَرَامِ، فَشَطْرُ الذُّنُوبِ عَلَى رَقَبَتِهِ.
يَا عَلِيُّ، وَقِّرِ الشَّيْخَ الْكَبِيرَ وَالطِّفْلَ الصَّغِيرَ، وَكُنْ لِلْغَرِيبِ كَالأَخِ الْقَرِيبِ، وَلِلْيَتِيمِ كَالأَبِ الرَّحِيمِ، وَلِلأَرْمَلَةِ كَالزَّوجِ الشَّفِيقِ، لِيَكْتُبَ اللّه ُ لَكَ بِكُلِّ نَفَسٍ مِئَةَ حَسَنَةٍ، وَيُعْطِيَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ قَصْراً فِي الْجَنَّةِ.
يَا عَلِيُّ، مَنْ عَظَّمَ الْغَنِيَّ وَأَهَانَ الْفَقِيرَ سُمِّيَ فِي السَّمَاواتِ عَدُوَّ اللّه ِ.
يَا عَلِيُّ، أَوحَى اللّه ُ عز و جل إِلَى مُوسَى عليه السلام: أَكْرِمِ الْفَقِيرَ كَمَا تُكْرِمُ الْغَنِيَّ، وَإِلاَّ فَأَجْعَلُ كُلَّ مَا عَمِلْتَ تَحْتَ التُّرَابِ.
يَا عَلِيُّ، أَوحَى اللّه ُ تَعَالَى إِلَى إِبْرَاهِيمَ عليه السلام: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَكْرِمْ ضَيْفِي كَمَا تُكْرِمُ ضَيْفَكَ. قَالَ: يَا رَبِّ، وَمَنْ ضَيْفُكَ ؟ قَالَ: الْفَقِيرُ الْحَقِيرُ بَيْنَ النَّاسِ.
يَا عَلِيُّ، قُلِ الْحَقَّ وَلَو عَلَيْكَ، وَتَصَدَّقْ وَلَو بِتَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ، وَصُمْ أَيَّامَ الْبِيضِ، وَاسْتُرْ عُيُوبَ النَّاسِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ نَزَلَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ يَومٍ سَبْعُونَ رَحْمَةً، وَعَلَى مَالِهِ سَبْعُونَ بَرَكَةٍ.
وَاسْتُرْ عُيُوبَ النَّاسِ، فَإِنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ نَزَلَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ يَومٍ سَبْعُونَ رَحْمَةً، وَعَلَى مَالِهِ سَبْعُونَ بَرَكَةٍ.
يَا عَلِيُّ، ثَلاَثٌ تُوجِبُ الْمَقْتَ مِنَ اللّه ِ عز و جل: الضَّحِكُ مِنْ غَيْرِ عَجَبٍ، وَنَومُ النَّهَارِ مِنْ غَيْرِ سَهَرِ اللَّيْلِ، وَالأَكْلُ إِلى غَايَةِ الشِّبَعِ.
يَا عَلِيُّ، ثَلاَثَةٌ مَحْجُوبُونَ عَنْ رَحْمَةِ اللّه ِ: مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَعَلِمَ أَنَّ جَارَهُ طَاوٍ، وَمَنْ جَلَدَ عَبْدَهُ، وَمَنْ رَدَّ هَدِيَّةً لِصَدِيقِهِ.
يَا عَلِيُّ، لاَ تَكُنْ لَجُوجاً، وَلاَ تُصَاحِبْ أَهْلَ اللَّجَاجَةِ، وَلاَ تَكُنْ بَخِيلاً، وَلاَ تُصَاحِبِ الْبَخِيلَ ؛ فَإِنَّ الْبُخْلَ جَمْرَةٌ فِي قَلْبِ ابْنِ آدَمَ.
يَا عَلِيُّ، الْبَخِيلُ بَعِيدٌ مِنَ اللّه ِ، بَعِيدٌ مِنَ رَحْمَتِهِ، بَعِيدٌ مِنْ جَنَّتِهِ، قَرِيبٌ مِنْ عَذَابِهِ.
يَا عَلِيُّ، عَلَيْكَ بِالسَّخَاءِ ؛ فَإِنَّهُ مِنْ أَخْلاَقِ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ.
يَا عَلِيُّ، السَّخِيُّ قَرِيبٌ مِنَ اللّه ِ، قَرِيبٌ مِنْ رَحْمَتِهِ، قَرِيبٌ مِنْ جَنَّتِهِ، بَعِيدٌ مِنْ عَذَابِهِ.
يَا عَلِيُّ، ارْضَ بِالْيَسِيرِ مِنَ الدُّنْيَا، وَأَعْطِ مِنَ الْقَلِيلِ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ يُحْشَرُ يَومَ الْقِيَامَةِ فِي زُمْرَةِ الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ.
[ يا عَلِيُّ ] قُصَّ أَظْفَارَكَ فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّتَيْنِ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ طَالَ أَظْفَارُهُ قَعَدَ الشَّيْطَانُ تَحْتَ ظِلِّهَا.
يَا عَلِيُّ، قُصَّ شَارِبَكَ ؛ فَإِنَّهُ مَنْ طَالَ شَارِبُهُ سَكَنَ الشَّيْطَانُ فِي فِيهِ، يَأْكُلُ مَعَهُ وَيَشْرَبُ مَعَهُ.
يَا عَلِيُّ، احْتَجِمْ فِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً ؛ فَإِنَّكَ لاَ تَحْتَاجُ إِلَى الطَّبِيبِ أَبَداً.
وَلاَ تَحْتَجِمْ فِي أَوَّلِ يَومٍ مِنَ الشَّهْرِ ؛ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْيَرَقَانَ.
وَلاَ فِي الْيَومِ الثَّانِي مِنَ الشَّهْرِ ؛ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْحُمَّى الْغِبَّ وَالرِّبْعَ.
وَلاَ فِي الْيَومِ الثَّالِثِ ؛ فَإِنَّهُ يُورِثُ البَرَصَ.
وَلاَ فِي الْيَومِ الرَّابِعِ ؛ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْوَجَعَ فِي الظَّهْرِ وَالرُّكْبَتَيْنِ.
وَلاَ فِي الْيَومِ الْخَامِسِ ؛ فَإِنَّهُ يُورِثُ صُفْرَةَ الْوَجْهِ وَرِقَّةَ الْعُرُوقِ.
وَلاَ فِي الْيَومِ السَّادِسِ ؛ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْبَلْغَمَ وَالرُّطُوبَةَ.
وَلاَ الْيَومَ السَّابِعَ ؛ فَإِنَّهُ يُكْثِرُ الأَذَى.
وَلاَ الْيَومَ الثَّامِنَ ؛ فَإِنَّهُ يُورِثُ الرِّيحَ الْفَالِجَ.
وَلاَ الْيَومَ التَّاسِعَ ؛ فَإِنَّهُ يُورِثُ نَقْصَ الْعَقْلِ فِي الدِّمَاغِ.
وَلاَ الْيَومَ الْعَاشِرَ ؛ فَإِنَّهُ يُورِثُ مَوتَ الفُجاءَةِ.
وَلاَ الْيَومَ الْحَادِيَ عَشَرَ ؛ فَإِنَّهُ يَنْقُصُ الْجِمَاعَ.
وَلاَ الْيَومَ الثَّانِيَ عَشَرَ ؛ فَإِنَّهُ يُورِثُ الْجَرَبَ وَالْحِكَّةَ.
وَلاَ تَحْتَجِمِ الرَّابِعَ عَشَرَ ؛ فَإِنَّهُ يُورِثُ رِيحَ الْبَوَاسِيرِ.
وَلاَ تَحْتَجِمِ الْخَامِسَ عَشَرَ ؛ فَإِنَّهُ يَنْقُصُ مِنْ نُورِ الْبَصَرِ.
يَا عَلِيُّ، عَلَيْكَ بِالاِحْتِجَامِ فِي السَّادِسَ عَشَرَ ؛ فَإِنَّ صَاحِبَهَا يَأْمَنُ الْجُنُونَ وَالْجُذَامَ وَالْبَرَصَ.
وَفِي السَّابِعَ عَشَرَ يَزِيدُ فِي الْبَدَنِ شَيْئاً مِنَ الدَّمِ، وَلَو لَمْ تَحْتَجِمْ إِلَى سَنَةٍ.
وَالثَامِنَ عَشَرَ يَجْلُو الْبَصَرَ.
وَالتَّاسِعَ عَشَرَ يَزِيدُ فِي الدِّمَاغِ وَفِي قُوَّةِ الْبَدَنِ.
وَالْيَومَ الْعِشْرُونَ [...] [٥]
سبعين دَاءً.
وَالْحَادِي عِشْرِينَ يَزِيدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ.
وَالثَّانِي عِشْرِينَ يُصِحُّ اللِّسَانَ وَيُورِثُ البَرَكَةَ وَ [...][٦].
وَالثَّالِثَ عِشْرِينَ يَزِيدُ فِي الشَّجَاعَةِ وَقُوَّةِ الْمِرَاسِ.
وَالْيَومَ الرَّابِعَ وَالْعِشْرِينَ يَزِيدُ فِي الدِّمَاغِ وَيُذْهِبُ الأَوجَاعَ.
وَالْخَامِسَ وَالْعِشْرِينَ يَزِيدُ الْحِفْظَ وَيُقَوِّي الظَّهْرَ وَالْمِعْدَةَ.
وَالسَّادِسَ وَالْعِشْرِينَ يُذْهِبُ الْبَلاَءَ وَالأَحْزَانَ، وَيَكُونُ صَاحِبَ أَمْنٍ مِنَ السَّحَرَةِ وَالشَّيَاطِينِ.
وَالثَّامِنَ وَالْعِشْرِينَ يُقَالُ إِنَّ صَاحِبَهُ يَأمَنُ[٧] الْجُذَامَ، وَيَذْهَبُ بِالْحُمَّى مِنْ صُدَاعِ الشَّقِيقَةِ.
وَالتَّاسِعَ وَالْعِشْرِينَ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى مِنْ كُلِّ دَاءٍ وَسَلِمَ.
يَا عَلِيُّ، احْذَرِ الْحِجَامَةَ يَومَ السَّبْتِ وَالأَرْبَعَاءِ، فَإِنَّهُمَا يُورِثَانِ الْبَرَصَ وَالأَسْقَامَ وَالأَمْرَاضَ.
وإِذَا بَنَيْتَ بَيْتاً فَابْدَأْ بِهِ يَومَ الأَحَدِ ؛ فَإِنَّ اللّه َ عز و جل بَنَا السَّمَاواتِ وَالأَرْضَ يَومَ الأَحَدِ.
وَإِذَا أَرَدْتَ سَفَراً أَو تِجَارَةً فَاقْصِدْ يَومَ الثُّلاَثَاءِ ؛ فَإِنَّ اللّه َ عز و جل خَلَقَ فِيهِ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَغَرَسَ فِيهِ الأَشْجَارَ. وَكَانَ صَالِحُ النَّبِيِّ عليه السلام يَخْرُجُ فِي ذلِكَ الْيَومِ إِلَى تِجَارَتِهِ. وَيَومُ الثُّلاَثَاءِ يَومُ خُرُوجِ الدَّمِ ؛ لِأَنَّ قَابِيلَ قَتَلَ هَابِيلَ يَومَ الثُّلاَثَاءِ.
وَيَومُ الأَرْبِعَاءِ يَومٌ مَشُؤُومٌ /۳۲۷/ يَومُ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ، خَلَقَ اللّه ُ تَعَالَى فِيهِ فِرْعَونَ لَعَنَهُ اللّه ُ، وَفِيهِ ادَّعَى الرُّبُوبِيَّةَ، وَفِيهِ أَغْرَقَهُ اللّه ُ فِي الْبَحْرِ. وَفِيهِ ابْتُلِيَ النَّبِيُّ أَيُّوبُ عليه السلام. وَفِيهِ طُرِحَ يُوسُفُ فِي الْجُبِّ. وَفِيهِ الْتَقَمَتِ الْحُوتُ يُونُسَ[٨] بْنَ مَتَّى. وَفِيهِ خَلَقَ اللّه ُ الظُّلْمَةَ وَالرَّعْدَ.
وَيَومُ الْخَمِيسِ طَلَبُ الْحَوَائِجِ مِنَ النَّاسِ، وَالدُّخُولُ عَلَى السُّلْطَانِ ؛ لِأَنَّ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلَ عليه السلام دَخَلَ عَلَى النَّمْرُودِ بْنِ كَنْعَانَ فِي حَاجَةٍ فَقَضَاهَا لَهُ. وَفِيهِ خَلَقَ اللّه ُ اللَّوحَ وَالْقَلَمَ وَجَنَّةَ الْفِرْدَوسِ. وَفِيهِ نَجَّاهُ اللّه ُ مِنَ النَّارِ. وَفِيهِ رُفِعَ إِدْرِيسُ، وَلُعِنَ إِبْلِيسُ.
وَيَومُ الْجُمُعَةِ يَومٌ مُبَارَكٌ، يَومٌ تُسْتَجَابُ فِيهِ الدَّعَوَاتُ، وَتُقْبَلُ فِيهِ الْتَّوْبَاتُ. وَهُوَ يَومُ النِّكَاحِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، وَالزُّهْدِ وَالْعِبَادَاتِ.
يَا عَلِيُّ، احْفَظْ وَصِيَّتِي كَمَا حَفِظْتُهَا مِنْ أَخِي جَبْرَئِيلَ عليه السلام وَعَلِّمْهَا مَنِ اسْتَطَعْتَ.
تَمَّتْ الوَصِية وَالْحمد للّه رَبِّ الْعَالَمِينَ وَالصَّلاَةُ والسلامُ عَلَى سَيِّدِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَخَاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللّه ِ الصَّادِقِ[... ][٩] وَعَلَى آلِهِ[... ]وَأَصْحَابِهِ الْكِرَامِ الْمُنْتَجَبِينَ وأزواجه الطا[... ]والنسخة التي كتب منها هذه الوصية... نسخة فيها اشتباه وخلل في ضبطها وحركتها، فاجتُهِدَ في تصحيح ما أمكن تصحيحه حسب الجهد والطاقة، وكان الفراغ منها في يوم الأربعاء ثامن عشر جمادى الآخرة من تسع وعشرين وسبعمئة الهلالية، وكتبه أيضا كاتب النهج حامدا ومصلّيا ومسلّما ومستغفرا.
مصادر تحقيق المتن
- الإرشاد في معرفة حجج اللّه على العباد، الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي (ـ ٤۱۳)، مؤسسه آل البيت لإحياء التراث ـ قم، الطبعة الاُولى ۱٤۱۳ ق.
- أمالي الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي(ـ ۳۸۱)، مؤسسة الأعلمي ـ بيروت، ۱٤۰۰ ه / ۱۹۸۰ م.
- بحار الأنوار، محمدباقر المجلسي، مؤسسة الوفاء ـ بيروت، ۱٤۰۳ ه / ۱۹۳۸ م.
- التشريف بالمنن في التعريف بالفتن(الملاحم والفتن)، رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس (ـ ٦٦٤)، نشر مؤسسة صاحب الأمر ـ قم، الطبعة الاُولى ۱٤١٦ ق.
- الذريعة إلى تصانيف الشيعة، أغا بزرك الطهراني، دار الأضواء ـ بيروت، ۱٤۰۳ ه / ۱۹۸۳ م.
- سنن ابن ماجة، أبو عبداللّه محمد بن يزيد القزويني (۲۰۷ ـ ۲۷٥)، تحقيق محمدفؤاد عبدالباقي، اُوفست دار الفكر.
- شرح اُصول الكافي، مولى محمد صالح المازندراني (۱۰۸۱)، بيروت، ۱٤۲۱ق / ۲۰۰۰م.
- شرح نهج البلاغة ـ عبدالحميد بن أبي الحديد (٥۸٦ ـ ٦٥٦) تحقيق محمد أبوالفضل إبراهيم، الطبعة الثانية ۱۳۸۷ ه / ۱۹٦۷ م.