وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.                
وقال (عليه السلام) : هَلَكَ فِي رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ غَال ، وَمُبْغِضٌ قَال .                
وقال (عليه السلام): رُبَّ مَفْتُون بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ.                
وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                
وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.                
وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ .                
وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ عَلَى اللهِ.                

Search form

نـهج البـــــــــلاغـة
إرسال الی صدیق
الرسالة ٧١: إلى المنذر بن الجارود العَبْدي

ومن كتاب له (عليه السلام)

إلى المنذر بن الجارود العَبْدي

وقد خان في بعض ما ولاّه من أعماله

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ صَلاَحَ أَبِيكَ غَرَّنِي مِنْكَ، وَظَنَنْتُ أَنَّكَ تَتَّبِعُ هَدْيَهُ[١]، وَتَسْلُكُ سَبِيلَهُ، فَإِذَا أَنْتَ فِيَما رُقِّيَ إِلَيَّ[٢] عَنْكَ لاَتَدَعُ لِهَوَاكَ انْقِيَاداً، وَلاَ تُبْقِي لاِخِرَتِكَ عَتَاداً[٣]، تَعْمُرُ دُنْيَاكَ بَخَرَابِ آخِرَتِكَ، وَتَصِلُ عَشِيرَتَكَ بِقَطِيعَةِ دِينِكَ.

وَلَئِنْ كَانَ مَا بَلَغَنِي عَنْكَ حَقّاً، لَجَمَلُ أَهْلِكَ وَشِسْعُ[٤] نَعْلِكَ خَيْرٌ مِنْكَ، وَمَنْ كَانَ بِصِفَتِكَ فَلَيْسَ بِأَهْل أَنْ يُسَدَّ بِهِ ثَغْرٌ، أَوْ يُنْفَذَ بِهِ أَمْرٌ، أَوْ يُعْلَى لَهُ قَدْرٌ، أَوْ يُشْرَكَ فِي أَمَانَة، أَوْ يُؤْمَنَ عَلَى خِيَانَة[٥].

فَأقْبِلْ إِلَيَّ حِينَ يَصِلُ إِلَيْكَ كِتَابِي هذَا إِنْ شَاءَ اللهُ.

وَالمنذر هذا هو الذي قال فيه أميرالمؤمنين(عليه السلام): إنه لنظّارٌ في عِطْفَيْهِ[٦]، مُختالٌ في بُرْدَيْه[٧]، تَفّالٌ في شِرَاكَيْهِ[٨].

--------------------------------------
[١] . الهَدْي ـ بفتح فسكون ـ: الطريقة والسيرة.
[٢] . رُقيَ إليّ: رُفع وأُنهي إليّ.
[٣] . العَتاد ـ بالفتح ـ: الذَخِيرة المُعَدة لوقت الحاجة.
[٤] . الشِسْع ـ بالكسر ـ: سِيرٌ بين الاصبع الوسطى والتي تليها في النعل العربي، كأنه زمام ويسمى قِبالاً ككتاب.
[٥] . أي: على دفع خيانة.
[٦] . نَظّار: كثير النظر.والعِطْف ـ بالكسر ـ: الجانب، أي كثير النظر في جانبيه عُجْباً وخُيلاء.
[٧] . البُرْدَانِ: تثنية بُرْد بضم الباء، وهو ثوب مخطّط، والمُختال: المُعجَب.
[٨] . الشِرَاكانِ: تثنية شِراك ككتاب، وهو سِير النعْل كله، وتَفّال: كثير التَفَل، والتّفَلُ ـ بالتحريك ـ: البُصاق، وإنما يفعله المعجب بشراكيه ليذهب عنهما الغبارالوسخ، يتفل فيهما ثم يمسحهما ليعودا كالجديدين.
****************************