٣٣١. وقال (عليه السلام): الْعَفَافُ زِينَةُ الْفَقْرِ، وَالشُّكْرُ زِينَةُ الْغِنَى.
٣٣٢. وقال(عليه السلام): يَوْمُ الْعَدْلِ عَلَى الظَّالِمِ أَشَدُّ مِنْ يَومِ الْجَوْرِ عَلَى الْمَظْلُومِ!
[٣٣٣. وقال(عليه السلام): الْغِنَى الاَْكْبَرُ الْيَأْسُ عَمَّا فِي أَيْدِى النَّاسِ].
٣٣٤. وقال(عليه السلام): الاَْقَاوِيلُ مَحْفُوظَةٌ، وَالْسَّرَائِرُ مَبْلُوَّةٌ[١]، وَ(كُلُّ نَفْس بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ)، وَالنَّاسُ مَنْقوُصُونَ[٢] مَدْخُولُونَ[٣] إِلاَّ مَنْ عَصَمَ الله، سَائِلُهُمْ مُتَعَنِّتٌ، وَمُجِيبُهُمْ مُتَكَلِّفٌ، يَكَادُ أَفْضَلُهُمْ رَأْياً يَرُدُّهُ عَنْ فَضْلِ رَأْيِهِ الرِّضَى وَالسُّخْطُ، وَيَكَادُ أَصْلَبُهُمْ عُوداً[٤] تَنْكَؤُهُ[٥] اللَّحْظَةُ[٦]، وَتَسْتَحِيلُهُ[٧] الْكَلِمَةُ الْوَاحِدَةُ.
مَعَاشِرَ النَّاسِ، اتَّقُوا اللهَ، فَكَمْ مِنْ مُؤَمِّل مَا لاَ يَبْلُغُهُ، وَبَان مَا لاَ يَسْكُنُهُ، وَجَامِع مَا سَوْفَ يَتْرُكُهُ، وَلَعَلَّهُ مِنْ بَاطِل جَمَعهُ، وَمِنْ حَقٍّ مَنَعَهُ، أَصَابَهُ حَرَاماً، وَاحْتَمَلَ بِهِ آثَاماً، فَبَاءَ بِوِزْرهِ، وَقَدِمَ عَلَى رَبِّهِ، آسِفاً لاَهِفاً، قَدْ (خَسِرَ الدُّنْيَا وَالاْخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)
٣٣٥. وقال(عليه السلام): مِنَ الْعِصْمَةِ تَعَذُّرُ الْمَعَاصِي.
٣٣٦. وقال(عليه السلام): مَاءُ وَجْهِكَ جَامِدٌ يُقْطِرُهُ السُّؤَالُ، فَانْظُرْ عِنْدَ مَنْ تُقْطِرُهُ.
٣٣٧. وقال(عليه السلام): الثَّنَاءُ بِأَكْثَرَ مِنَ الاْسْتِحْقَاقِ مَلَقٌ[٨]، وَالتَّقْصِيرُ عَنِ الاِْسْتِحْقَاقِ عِيٌّ[٩] أَوْ حَسَدٌ.
٣٣٨. وقال(عليه السلام): أَشدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَهَانَ بِهِ صَاحِبُهُ.
٣٣٩. وقال(عليه السلام): مَنْ نَظَرَ فِي عَيْبِ نَفْسِهِ اشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرهِ، وَمَنْ رَضِيَ برِزْقِ اللهِ لَمْ يَحْزَنْ عَلَى مَا فَاتَهُ، وَمَنْ سَلَّ سَيْفَ الْبَغْيِ قُتِلَ بِهِ، وَمَنْ كَابَدَ الاَْمُورَ[١٠] عَطِبَ[١١]، وَمَنِ اقْتَحَمَ اللُّجَجَ غَرِقَ، وَمَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ السُّوءِ اتُّهِمَ، وَمَنْ كَثُرَ كَلاَمُهُ كَثُرَ خَطَؤُهُ، وَمَنْ كَثُرَ خَطَؤُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ، وَمَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ،مَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ، وَمَنْ مَاتَ قَلْبُهُ دَخَلَ النَّارَ، وَمَنْ نَظَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ فَأَنْكَرَهَا ثُمَّ رَضِيَهَا لِنَفْسِهِ فذَاك الاَْحْمَقُ بِعَيْنِهِ. وَالْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَ يَنْفَدُ، وَمَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ الْمَوْتِ رَضِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِالْيَسيرِ، مَنْ عَلِمَ أَنَّ كَلاَمَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلاَمُهُ إِلاَّ فِيَما يَعْنيِهِ.
٣٤٠. وقال(عليه السلام): لِلظَّالِمِ مِنَ الرِّجَالِ ثَلاَثُ عَلاَمَات: يَظْلِمُ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ، َ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ[١٢]، يُظَاهِرُ[١٣] الْقَوْمَ الظَّلَمَة[١٤].
٣٤١. وقال(عليه السلام): عِنْدَ تَنَاهِي الشِّدَّةِ تَكُونُ الْفَرْجَةُ، وَعِنْدَ تَضَايُقِ حَلَقِ الْبَلاَءِ يَكُونُ الرَّخَاءُ.
٣٤٢. وقال(عليه السلام) لبعض أصحابه: لاَ تَجْعَلَنَّ أَكْثَرَ شُغُلِكَ بِأَهْلِكَ وَوَلَدِكَ: فَإِنْ يَكُنْ أَهْلُكَ وَوَلَدُكَ أَوْلِيَاءَ اللهِ، فَإِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَوْلِيَاءَهُ، وَإِنْ يَكُونُوا أَعْدَاءَ اللهِ، فَمَا هَمُّكَ وَشُغُلُكَ بأَعْدَاءِ اللهِ؟!
٣٤٣. وقال(عليه السلام): أَكْبَرُ الْعَيْبِ أَنْ تَعِيبَ مَا فِيكَ مِثْلُهُ.
٣٤٤. وهنَّأَ بحضرته(عليه السلام) رجل رجلاً بغلام ولد له فقال له: لِيَهْنِئْكَ الْفَارسُ.
فقال(عليه السلام): لاَ تَقُلْ ذلِكَ، وَلكِنْ قُلْ: شَكَرْتَ الْوَاهِبَ، وَبُورِكَ لَكَ فِي الْمَوْهُوبِ، وَبَلَغَ أَشُدَّهُ، وَرُزِقْتَ بِرَّهُ.
٣٤٥. وبنى رجل من عمّاله بناءً فخماً[١٥]، فقال(عليه السلام): أَطْلَعَتِ الْوَرِقُ[١٦] رُؤُوسَهَا! إِنَّ الْبِنَاءَ لَيَصِفُ عَنْكَ الْغِنَى.
٣٤٦. وقيل له (عليه السلام): لو سُدَّ على رجل بَابُ بيته، وتُرِكَ فيه، من أَين كان يأتيه رزقُه؟
فقال(عليه السلام): مِنْ حَيْثُ كَانَ يَأْتِيهِ أَجَلُهُ.
٣٤٧. وعَزّى(عليه السلام) قوماً عن ميّت فقال: إِنَّ هذَا الاَْمْرَ[١٧] لَيْسَ بِكُمْ بَدَأَ، وَلاَ إِلَيْكُمُ انْتَهَى، وَقَدْ كَانَ صَاحِبُكُمْ هذَا يُسَافِرُ، فَعُدُّوهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَإِنْ قَدِمَ عَلَيْكُمْ وَإِلاَّ قَدِمْتُمْ عَلَيْهِ.
٣٤٨. وقال(عليه السلام): أَيُّهَا النَّاسُ، لِيَرَكُمُ اللهُ مِنَ النِّعْمَةِ وَجِلِينَ[١٨]، كَمَا يَرَاكُمْ مِنَ النِّقْمَةِ فَرِقِينَ[١٩]! إِنَّهُ مَنْ وُسِّعَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذلِكَ اسْتِدْرَاجاً فَقَدْ أَمِنَ مَخُوفاً، وَمَنْ ضُيِّقَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذلِكَ اخْتِبَاراً[٢٠] فَقَدْ ضَيَّعَ مَأْمُولاً[٢١].
٣٤٩. وقال(عليه السلام): يَا أَسْرَى الرَّغْبَةِ[٢٢] أَقْصِرُوا[٢٣] فَإِنَّ الْمُعَرِّجَ[٢٤] عَلَى الدُّنْيَا لاَ يَروُعُهُ[٢٥] مِنْهَا إِلاَّ صَرِيفُ[٢٦] أَنْيَابِ الْحِدْثَانِ[٢٧]. أَيُّهَا النَّاسُ، تَوَلَّوا[٢٨] مِنْ أَنْفُسِكُمْ تَأْدِيبَهَا، وَاعْدِلُوا بِهَا عَنْ ضَرَاوَةِ[٢٩] عَادَاتِهَا.
٣٥٠. وقال(عليه السلام): لاَ تَظُنَّنَّ بِكَلِمَة خَرَجَتْ مِنْ أَحَد سَوءاً، وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مُحْتَمَلاً.
٣٥١. وقال(عليه السلام): إِذَا كَانَتْ لَكَ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ حَاجَةٌ فَابْدَأْ بِمَسْأَلَةِ الصَّلاَةِ عَلَى النَّبِيّ(صلى الله عليه وآله)، ثُمَّ سَلْ حَاجَتَكَ، فَإِنَّ اللهَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُسْأَلَ حَاجَتَيْنِ[٣٠]، فَيَقْضِيَ إِحْدَاهُمَا وَيَمْنَعَ الاُْخْرَى.
٣٥٢. وقال(عليه السلام): مَنْ ضَنَّ[٣١] بِعِرْضِهِ فَلْيَدَعِ الْمِرَاءَ[٣٢].
٣٥٣. وقال(عليه السلام): مِنَ الْخُرْقِ[٣٣] الْمُعَاجَلَةُ قَبْلَ الاِْمْكَانِ، وَالاَْناةُ[٣٤] بَعْدَ الْفُرْصَةِ[٣٥].
٣٥٤. وقال(عليه السلام): لاَتَسْأَلْ عَمَّا لاَ يَكُونُ، فَفِي الَّذِي قَدْ كَانَ لَكَ شُغُلٌ[٣٦].
٣٥٥. وقال(عليه السلام): الْفِكْرُ مرْآةٌ صَافِيَةٌ، وَالاْعْتِبَارُ[٣٧] مُنْذِرٌ[٣٨] نَاصِحٌ، وَكَفى أَدَباً لِنَفْسِكَ تَجَنُّبُكَ[٣٩] مَا كَرِهْتَهُ لِغَيْرِكَ.
٣٥٦. وقال(عليه السلام): الْعِلْمُ مَقْرُونٌ بِالْعَمَلِ فَمَنْ عَلِمَ عَمِلَ، وَالْعِلْمُ يَهْتِفُ بِالْعَمَلِ[٤٠] فَإِنْ أَجَابَهُ وَإِلاَّ ارْتَحَلَ.
٣٥٧. وقال(عليه السلام): يَا أيُّها النَّاسُ، مَتَاعُ الدُّنْيَا حُطَامٌ[٤١] مُوبِىءٌ[٤٢] فَتَجَنَّبُوا مَرْعَاهُ[٤٣]! قُلْعَتُهَا[٤٤] أَحْظَى[٤٥] مِنْ طُمَأْنِينَتِهَا[٤٦]، وَبُلْغَتُهَا[٤٧] أَزْكَى[٤٨] مِنَ ثَرْوَتِهَا، حُكِمَ عَلَى مُكْثِر مِنْهَا بِالْفَاقَةِ[٤٩]، وَأُعيِنَ مَنْ غَنِيَ عَنْهَا[٥٠] بِالرَّاحَة، مَنْ رَاقَهُ[٥١] زِبْرِجُهَا[٥٢] أَعْقَبَتْ[٥٣] نَاظِرَيْهِ كَمَهاً[٥٤]، وَمَنِ اسْتَشْعَرَالشَّغَفَ[٥٥] بِهَا مَلاََتْ ضَمِيرَهُ أَشْجاناً[٥٦]، لَهُنَّ رَقْصٌ[٥٧] عَلى سُوَيْدَاءِ قَلْبِهِ: هَمٌّ يَشْغَلُهُ، وَغَمٌّ يَحْزُنُهُ، كَذلِكَ حَتَّى يُؤْخَذَ بِكَظَمِهِ[٥٨] فَيُلْقَى[٥٩] بِالْفَضاءِ، مُنْقَطِعاً أَبْهَرَاهُ[٦٠]، هَيِّناً عَلى اللهِ فَناؤُهُ، وَعَلَى الاِْخْوَانِ إِلْقَاؤهُ[٦١].
وَإِنَّمَا يَنْظُرُ الْمُؤْمِنُ إِلَى الدُّنْيَا بَعَيْنِ الاْعْتِبَارِ[٦٢]، وَيَقْتاتُ[٦٣] مِنْهَا بِبَطْنِ الاْضْطِرَارِ[٦٤]، وَيَسْمَعُ فِيهَا بِأُذُنِ الْمَقْتِ[٦٥] وَالاِْبْغَاضِ، إِنْ قِيلَ أَثْرى[٦٦] قِيلَ أَكْدَى[٦٧]! وَإِنْ فُرِحَ لَهُ بِالْبَقَاءِ حُزِنَ لَهُ بِالْفَنَاءِ! هذَا وَلَمْ يَأْتِهِمْ يَوْمٌ فِيهِ يُبْلِسُونَ[٦٨].
٣٥٨. وقال(عليه السلام): إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَضَعَ الثَّوَابَ عَلَى طَاعَتِهِ، وَالْعِقَابَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ، ذِيَادَةً[٦٩] لِعِبَادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ، وَحِيَاشَةً[٧٠] لَهُمْ إلَى جَنِّتِهِ.
٣٥٩. وروي أنه(عليه السلام) قلما اعتدل به المنبر إِلاّ قال أَمام خطبته: أَيُّهَا النَّاسُ، اتَّقُوا اللهَ، فَمَا خُلِقَ امْرءٌ عَبَثاً فَيَلْهُوَ[٧١]، وَلاَ تُرِكَ سُدىً فَيَلْغُوَ[٧٢]! وَمَا دُنْيَاهُ الَّتي تَحَسَّنَتْ لَهُ بِخَلَف[٧٣] مِنَ الاْخِرَةِ الَّتي قَبَّحَها سُوءُ النَّظَرِ عِنْدَهُ، وَمَا الْمَغْرُورُ الَّذِي ظَفِرَ مِنَ الدُّنْيَا بأَعْلَى هِمَّتِهِ كَالاْخَرِ الَّذِي ظَفِرَ مِنَ الاْخِرَةِ بِأَدْنَى سُهْمَتِهِ[٧٤].
٣٦٠. وقال(عليه السلام): لاَ شَرَفَ أَعْلَى مِنَ الاِْسْلاَمِ، وَلاَ عِزَّ أَعَزُّ مِنَ التَّقْوَى، وَلاَ مَعْقِلَ أَحْصَنَ مِنَ الْوَرَعِ،لاَ شَفِيعَ أَنْجَحُ مِنَ التّوْبَةِ، وَلاَ كَنْزَ أَغْنَى مِنَ الْقَنَاعَةِ، وَلاَ مَالَ أَذْهَبُ لِلْفَاقَةِ مَنَ الرِّضَى بِالْقُوتِ، وَمَنِ اقْتَصَرَ عَلَى بُلْغَةِ الْكَفَافِ فَقَدِ انْتَظَمَ الرَّاحَةَ[٧٥]، وَتَبَوَّأَ[٧٦] خَفْضَ الدَّعَةِ[٧٧]، وَالرَّغْبَةُ[٧٨] مِفْتَاحُ النَّصَبِ[٧٩]، وَمَطِيَّةُ[٨٠] التَّعَبِ، وَالْحِرْصُ وَالْكِبْرُ وَالْحَسَدُ دَوَاع إِلَى التَّقَحُّمِ فِي الذُّنُوبِ، وَالشَّرُّ جَامِعُ مَسَاوِىءِ الْعُيُوبِ.