٤٢١. وقال (عليه السلام): الرِّزْقُ رِزْقَانِ: طَالِبٌ، وَمَطْلُوبٌ، فَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا طَلَبَهُ الْمَوْتُ حَتَّى يُخْرِجَهُ عَنْهَا،مَنْ طَلَبَ الاْخِرَةَ طَلَبَتْهُ الدُّنْيَا حَتَّى يَسْتَوْفِيَ رِزْقَهُ مِنْهَا.
٤٢٢. وقال (عليه السلام): إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللهِ هُمُ الَّذِينَ نَظَرُوا إِلَى بَاطِنِ الدُّنْيَا إِذَا نَظَرَ النَّاسُ إِلَى ظَاهِرِهَا، وَاشْتَغَلُوا بِآجِلِهَا[١] إِذَا آشْتَغَلَ النَّاسُ بِعَاجِلِهَا، فَأَمَاتُوا مِنْهَا مَا خَشُوا أَنْ يُمِيتَهُمْ[٢]، وَتَرَكُوا مِنْهَا مَا عَلِمُوا أَنَّهُ سَيَتْرُكُهُمْ، وَرَأَوُا اسْتِكْثَارَ غَيْرِهِمْ مِنْهَا اسْتِقْلالاً، وَدَرَكَهُمْ لَهَا فَوْتاً، أَعْدَاءُ مَا سَالَمَ النَّاسُ، وَسِلْمُ مَا عَادَى النَّاسُ! بِهِمْ عُلِمَ الْكِتَابُ وَبِهِ عُلِمُوا[٣]، وَبِهِمْ قَامَ الْكِتَابُ وَبِهِ قَامُوا، لاَ يَرَوْنَ مَرْجُوّاً فَوْقَ مَا يَرْجُونَ، وَلاَ مَخُوفاً فَوْقَ مَا يَخَافُونَ.
٤٢٣. وقال (عليه السلام): اذْكُرُوا انْقِطَاعَ الَّلذَّاتِ، وَبَقَاءَ التَّبِعَاتِ.
٤٢٤. وقال (عليه السلام): اخْبُرْ تَقْلِهِ[٤].
ومن الناس من يروي هذا لرسول الله(صلى الله عليه وآله)، ومما يُقوّي أنه من كلام أميرالمؤمنين(عليه السلام)ما حكاه ثعلب قال: حدّثنا ابن الاعرابي قال: قال المأمون: لو لا أنّ علياً(عليه السلام) قال: «اخبُر تَقْلِهِ» لقلت أنا: اقْلِهِ تَخْبُرْ
٤٢٥. وقال (عليه السلام): مَا كَانَ اللهُ لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْد بَابَ الشُّكْرِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الزِّيَادَةِ، وَلاَ لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْد بَابَ الدُّعَاءِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الاِْجَابَةِ، وَلاَ لِيَفْتَحَ عَلَى عَبْد بَابَ التَّوْبَةِ وَيُغْلِقَ عَنْهُ بَابَ الْمَغْفِرَةِ.
[٤٢٦. وقال (عليه السلام): أوْلَى النَّاسِ بِالْكَرَمِ مَنْ عُرِفَتْ بِهِ الْكِرَامُ].
٤٢٧. وسئل(عليه السلام) أَيّما أَفضل: العدل، أَو الجود؟ فقال: الْعَدْلُ يَضَعُ الاُْمُورَ مَوَاضِعَهَا، والْجُودُ يُخْرِجُهَا عَنْ جِهَتِهَا، وَالْعَدْلُ سَائِسٌ عَامٌّ، وَالْجُودُ عَارضٌ خَاصٌّ، فَالْعَدْلُ أَشْرَفُهُمَا وَأَفْضَلُهُمَا.
٤٢٨. وقال (عليه السلام): النَّاسُ أَعْدَاءُ مَا جَهِلُوا.
٤٢٩. وقال (عليه السلام): الزُّهْدُ كُلُّهُ بَيْنَ كَلِمَتَينِ مِنَ الْقُرْآنِ: قَالَ اللهُ عزّوجلّ: (لِكَيْلاَ تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ)، فَمَنْ لَمْ يَأْسَ[٥] عَلَى الْمَاضِي، وَلَمْ يَفْرَحْ بِالاْتِي، فَقَدْ أَخَذَ الزُّهْدَ بِطَرَفَيْهِ.
٤٣٠. وقال (عليه السلام): الْوِلاَيَاتُ مَضَامِيرُ الرِّجَالِ[٦].
٤٣١. وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ[٧].
٤٣٢. وقال (عليه السلام): لَيْسَ بَلَدٌ بأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَد، خَيْرُ الْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ.
٤٣٣. وقال (عليه السلام): وقد جاءه نعي الاْشتر رحمه الله: مَالكٌ[٨] وَمَا مَالِكٌ! وَاللهِ لَوْ كَانَ جَبَلاً لَكَانَ فِنْداً، [وَلَوْ كَانَ حَجَراً لَكَانَ صَلْداً،] لاَ يَرْتَقِيهِ الْحَافِرُ، وَلاَ يُوفِي عَلَيْهِ[٩] الطَّائِرُ.
الفند: المنفرد من الجبال.
٤٣٤. وقال (عليه السلام): قَلِيلٌ مَدُومٌ عَلَيْهِ خَيْرٌ مِنْ كَثِير مَمْلُول مِنْهُ.
٤٣٥. وقال (عليه السلام): إذَا كَانَ في رَجُل خَلَّةٌ رَائِعَةٌ[١٠] فَانْتَظِرْ أَخَوَاتِهَا.
٤٣٦. وقال (عليه السلام) لغالب بن صعصعة أبي الفرزدق، في كلام دار بينهما:
مَا فَعَلَتْ إِبِلُكَ الْكثِيرَةُ؟
قال: ذَعْذَعَتْها[١١] الحُقُوقُ يا أميرالمؤمنين
فَقال(عليه السلام): ذَاكَ أَحْمَدُ سُبُلِهَا[١٢].
٤٣٧. وقال (عليه السلام): مَنِ اتَّجَرَ بِغَيْرِ فِقْه ارْتَطَمَ[١٣] فِي الرِّبَا.
٤٣٨. وقال (عليه السلام):مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا.
٤٣٩. وقال (عليه السلام): مَنْ كَرُمَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ هَانَتْ عَلَيْهِ شَهْوَتُهُ.
٤٤٠. وقال (عليه السلام): مَا مَزَحَ[١٤] امْرُؤٌ مَزْحَةً إِلاَّ مَجَّ[١٥] مِنْ عَقْلِهِ مَجَّةً.
٤٤١. وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.
[٤٤٢. وقال (عليه السلام): مَا زَالَ الزُّبَيْرُ رَجُلاً مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ حَتَّى نَشَأَ ابْنُهُ الْمَشْؤُومُ عَبْدُ اللهِ].
٤٤٣. وقال (عليه السلام): مَا لاِبْنِ آدَمَ وَالْفَخْرِ: أَوَّلُهُ نُطْفَةٌ، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ، و َلاَ يَرْزُقُ نَفْسَهُ، وَلاَ يَدفَعُ حَتْفَهُ.
٤٤٤. وقال (عليه السلام): الغِنَى والْفَقْرُ بَعْدَ الْعَرْضِ[١٦] عَلَى اللهِ.
٤٤٥. وسئل(عليه السلام): من أشعر الشعراء؟
فقال: إِنَّ الْقَوْمَ لَمْ يَجْرُوا فِي حَلبة تُعْرَفُ الْغَايَةُ عِنْدَ قَصَبَتِهَا[١٧]، فَإِنْ كَانَ وَلاَ بُدَّ فَالْمَلِكُ الضِّلِّيلُ[١٨].
يريد امرأ القيس.
٤٤٦. وقال (عليه السلام): أَلاَ حُرٌّ يَدَعُ هذِهِ اللُّمَاظَةَ[١٩] لاَِهْلِهَا؟ إِنَّهُ لَيْسَ لاَِنْفُسِكُمْ ثَمَنٌ إِلاَّ الْجَنَّةَ، فَلاَ تَبِيعُوهَا إِلاَّبِهَا.
[٤٤٧. وقال (عليه السلام): مَنْهُومَانِ[٢٠] لاَ يَشْعَبَانِ: طَالِبُ عِلْم، وَطَالِبُ دُنْيَا].
٤٤٨. وقال (عليه السلام): عَلامةُ الاِْيمَانِ أَنْ تُؤثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ،أَنْ يَكُونَ فِي حَديِثِكَ فَضْلٌ عَنْ عِلْمِكَ[٢١]، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ[٢٢].
٤٤٩. وقال (عليه السلام): يَغْلِبُ الْمِقْدَارُ[٢٣] عَلَى التَّقْديرِ[٢٤]، حَتَّى تَكُونَ الاْفَةُ فِي التَّدْبِيرِ.
وقد مضى هذا المعنى فيما تقدم برواية تخالف بعض هذه الالفاظ.
٤٥٠. وقال (عليه السلام): الْحِلْمُ[٢٥] وَالاَْنَاةُ[٢٦] تَوْأَمَانِ[٢٧] يُنْتِجُهُمَا عُلُوُّ الْهِمَّةِ.