وقال (عليه السلام) : مَنْ عَظَّمَ صِغَارَ الْمَصَائِبِ ابْتَلاَهُ اللهُ بِكِبَارِهَا .                
وقال (عليه السلام): زُهْدُكَ فِي رَاغِب فِيكَ نُقْصَانُ حَظّ، وَرَغْبَتُكَ فِي زَاهِد فِيكَ ذُلُّ نَفْس.                
وقال (عليه السلام): خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ .                
وقال (عليه السلام): ما أَنْقَضَ النَّوْمَ لِعَزَائِمِ الْيَوْمِ.                
وقال (عليه السلام): يَهْلِكُ فِيَّ رَجُلاَنِ: مُحِبٌّ مُفْرِطٌ، وَبَاهِتٌ مُفْتَر.                
وقال (عليه السلام): مَا أَخَذَ اللهُ عَلَى أَهْلِ الْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا.                
وقال (عليه السلام): إِذَا قَدَرْتَ عَلَى عَدُوِّكَ فَاجْعَلِ الْعَفْوَ عَنْهُ شُكْراً لِلْقُدْرَةِ عَلَيْهِ .                

Search form

إرسال الی صدیق
ماذا يقصد أمير المؤمنين عليه السلام بـــ (امْشِ بِدَائِكَ مَا مَشَى بِكَ)

السؤال :

ماذا يقصد أمير المؤمنين عليه السلام بـــ (امْشِ بِدَائِكَ مَا مَشَى بِكَ) ؟

الجواب :

اللغة:
بدائك: الباء بمعنى(مع) كقولك: خرج زيد بعشيرته، أي (مع عشيرته)، فيكون المعنى:( امْشِ مع مرضك).
والباء في (بك) بمعنى الإلصاق والاختلاط كقولهم: (بزيدٍ داءٌ). أي التصق المرض به.
ما مشى بك : (ما): مصدرية ظرفية تؤول هي وما بعدها بالظرف، والتقدير: (امْشِ مع مرضك مُدَّة مشيه بك).
المعنى:
فُسِّر قوله عليه السلام بعدة معانٍ .
المعنى الأوَّل:
مهما وجدت سبيلا إلى الصبر على أمر من الأمور الّتي قد دُفِعَت إليك و فيها مشقّة عليك ، فاصبر و لا تتعاجز به ، بل كن في صورة الأصحّاء .
المعنى الثاني:
( أي ما دام الداء سهل الاحتمال فاعمل فان أعياك الداء ولم تتمكن من العمل فاسترح له ) .
المعنى الثالث:
و قيل : معناه أكتم مرضك مدة مصاحبته لك، ففيه إيماء إلى ما أمر به من كتمان المرض كما قال الرسول صلّى اللّه عليه و آله :" من كنوز البرّ كتمان الصدقة و المرض و المصيبة ". والظاهر أنَّ هذا المعنى أقرب للصواب لموافقته حديث الرسول صلّى اللّه عليه وآله.
يأمر أمير المؤمنين عليه السلام بالصبر عند المرض وكتمانه وعدم الشكاية للناس مدة بقاء المرض ، لأنَّ المؤمن في موضع بلاء وإمتحان من قبل الباري عزَّ وجل ، فقد يكون مرض المؤمن إختباراً له ليزيد الله به حسناته، أو تخفيفاً لذنوبه ، وسيِّئاته.
البلاغة:
في هذه الحكمة فنون بلاغية عديدة منها:
إيجاز القصر.
الكناية ؛ حيث أَوْمَأَ عليه السلام إلى كتمان المرض بالمشي مع الداء.
استعارة تصريحية؛ حيث شبه الصبر بالمشي، وذلك في قوله: (اِمْشِ بِدَائِكَ)،والجامع المشقة في كلّ ، ثم اشتق من المشي الفعل( إمش) بمعنى إصبر على سبيل الإستعارة التصريحية التبعية.
وشبه بقاء الداء في الجسم بالمشي ، وذلك في قوله: (مَا مَشَى بِكَ) بجامع عدم الإستمرار في كل، ثم استعيرالمشي لبقاء الداء ، واشتق الفعل (مشى) من المشي بمعنى بقى على سبيل الإستعارةالتصريحية التبعية.

****************************